إيلاف من تل ابيب: زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لاسرائيل ليست بالحدث العادي خاصة وأن آخر زيارة لوزير خارجية مصر لاسرائيل كانت في العام 2007، وتشير المعلومات الى أن هذه الزيارة سبقتها تحضيرات كثيرة وترتيبات بما يتعلق بالمسيرة السلمية مع الفلسطينيين ومبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحلحلة الازمة ومحاولة تفعيل العملية السلمية بموجب مفاوضات مباشرة وتدخل عربي اقليمي للضغط على الجانبين.

وعلمت "إيلاف" من مصادر مطلعة أن الوزير المصري التقى ايضًا خلال زيارته لاسرائيل رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاك هرتسوغ، والوزيرة السابقة تسيبي ليفني، واستمع منهما الى رؤيتهما للمسألة ولامكانيات نجاح المفاوضات، وبحسب مصدر حضر الجلسة فإن الوزير المصري تمنى على هرتسوغ وليفني المشاركة في الحكومة الحالية لزيادة من يؤمن بحل الدولتين، ومحاولة قطع الطريق على اليمين المتطرف، الذي يمنع من حكومة نتانياهو أي تقدم على العملية السلمية، لان حزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بنيت سيخرج من الائتلاف ويسقط الحكومة، بالاضافة الى عدد من اعضاء الليكود الذين يعارضون حل الدولتين، واللافت هنا بحسب المصدر هو إلمام الوزير المصري بالتجاذبات السياسية الاسرائيلية الداخلية وامكانيات التقدم على العملية السلمية.

حل الدولتين على اساس المبادرة العربية

زيارة سامح شكري جاءت لتعطي نتانياهو دفعة للامام على صعيد العملية السلمية، والدور المصري هنا مهم بحسب المصادر الاسرائيلية، لانها تتمتع بعلاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية قائدة الدول العربية السنية المعتدلة التي يمكنها ان تقدم الكثير من اجل حل الدولتين على اساس المبادرة العربية، والتي بات نتانياهو يرى بها اجزاءً ايجابية هو ووزير دفاعه ليبرمان الذي تجند الى جانب نتانياهو لدفع مسألة المفاوضات مع الفلسطينيين للحل على اساس دولتين لشعبين، والا ستكون هناك دولة واحدة، سيصبح الفلسطينيون اكثرية فيها مع الزمن.

هذا وكان مقرب من نتانياهو تحدث إلى "إيلاف" قبل يومين من الزيارة هذه، وقال إن نتانياهو يسعى الى ضم حزب العمل لحكومته لان حكومته الحالية لن تمكنه من التقدم في هذا المجال، بحسب هذا المقرب الذي تحدث بنفس روحية ما عبر عنه نتانياهو خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري في القدس.

وكان نتانياهو قال في معرض المؤتمر الصحافي: "أرحب بالاقتراح الذي طرحه مؤخرًا الرئيس السيسي لدور قيادي مصري في إطار الجهود الرامية إلى دفع السلام مع الفلسطينيين وسلام أوسع في منطقتنا قدمًا وأدعو اليوم الفلسطينيين مرة أخرى إلى اعتماد المثال الشجاع، الذي رسمته مصر والاردن، والانضمام إلينا في مفاوضات مباشرة باعتبارها الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها التعامل مع جميع القضايا العالقة بيننا، وتحويل رؤية السلام المبني على دولتين للشعبين إلى واقع".

واضافت المصادر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بحث مع وزير الخارجية المصري جملة من القضايا الاقليمية، من ضمنها أسرى اسرائيل لدى حماس والمسألة التركية المصرية والتصدي لارهاب داعش في سيناء والتعاون الامني المتين والوثيق بين البلدين، ويدور الحديث عن دعوة رسمية يقدمها الوزير المصري لنتانياهو لزيارة مصر ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.