تونس: أرجأ القضاء التونسي الجمعة محاكمة 24 تونسيا متهمين بالتورط في اغتيال المحامي المعارض للاسلاميين شكري بلعيد إلى 15 آذار (مارس) القادم، إثر جلسة اشتكى خلالها متهمون من سوء معاملة.

وقال كمال بربوش الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بتونس والقطب القضائي لمكافحة الارهاب لفرانس برس "قرر القاضي تاجيل النظر في القضية الى 15 (آذار) مارس، ووافق على الافراج عن متهم بطلب من محاميه".

وطالب محامو عائلة شكري بلعيد بتأجيل القضية بحجة توفر "معطيات جديدة" يتعين إدراجها في ملفها، بحسب علي كلثوم احد هؤلاء المحامين. بِدوْره، طلب النائب العام تأجيل القضية "حتى يستطيع مواصلة التحقيقات التي ستستغرق 20 يوما أو على الاكثر شهرا".

ومثل الجمعة 17 فقط من المتهمين امام القاضي في حين رفض البقية دخول قاعة الجلسة احتجاجا على تعرضهم ل"سوء معاملة" في سجن المرناقية، قرب العاصمة تونس، وفق محاميهم رفيق الغاق.

وفور بدء الجلسة، طلب متهمون الكلمة للتنديد بـ"اعتداءات" في حين تحدث بعضهم عن "تعذيب". وقال المتهم رضا الورتاني "مرت سنة ونصف سنة وأنا في السجن أتعرض للضرب صباحا ومساء" مشبها سجن المرناقية بمعتقل غوانتانامو.

وفي اتصال هاتفي مع فرانس برس، نفى قيس السلطاني الناطق الرسمي باسم الادارة العامة للسجون تعرض المتهمين لسوء معاملة او تعذيب، متهما اياهم بالسعي الى إثارة "شفقة القاضي".

وفي 6 شباط/فبراير 2013 اغتال مسلحون، قالت السلطات انهم "تكفيريون"، المحامي اليساري شكري بلعيد الذي كان احد ابرز معارضي حركة النهضة الاسلامية التي قادت حكومة "الترويكا" من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014.

وبدأت الجلسة الاولى لمحاكمة المتورطين في اغتيال شكري بلعيد في 30 حزيران/يونيو الماضي، وقد تم تأجيلها مرارا. وفي شباط/فبراير 2014، اعلنت السلطات التونسية مقتل كمال القضقاضي، المتهم الرئيسي باغتيال بلعيد، خلال عملية لمكافحة الارهاب.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي استمع القضاء الى "شهادة" النجم التلفزيوني معز بن غربية صاحب تلفزيون "التاسعة" الخاص بعدما اعلن في شريط فيديو نشره على الانترنت في تشرين الاول/اكتوبر 2015 انه يمتلك "كل المعلومات عن اولئك الذين (...) قتلوا شكري بلعيد ومحمد البراهمي".

وكان البراهمي الذي قتل بالرصاص امام منزله يوم 25 تموز/يوليو 2015، نائبا في البرلمان، وقد عرف بمعارضته الشديدة لحركة النهضة الاسلامية. ونسبت السلطات اغتيال البراهمي الى "تكفيريين".

وفي كانون الاول/ديسمبر 2014 اعلن جهادي تونسي يدعى أبو بكر الحكيم انضمامه الى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، ومسؤوليته عن اغتيال بلعيد والبراهمي.
&


&