في وقت يسقط&فيه مئات القتلى يوميًا في سوريا،&تطل ابنة الرئيس السوري بشار الأسد حاملة كأس الفوز في المسابقة الدولية للفروسية في طهران٫ الأمر الذي اثار غضب الكثير من الإيرانيين الذين اعتبروا مشاركتها في مثل هذه المسابقات الترفيهية وعلى الاراضي الإيرانية استفزازًا سافرًا لمشاعر الايرانيين الذين يرسلون أبناءهم للمشاركة في الحرب السورية، ويقتلون هناك، بينما بشار الأسد يرسل ابنته للمشاركة بمسابقات الفروسية في طهران.

ومنذ عام ٢٠١٢، يتواجد الجنود الايرانيون&على الأرض السورية، وهي تابعة كلها للحرس الثوري غير النظامي، وهو المنظمة العسكرية الرديفة التي تأسست عام 1979 لتكون قوة إسلامية موازية لـلجيش، الذي كان يُنظر اليه في ذلك الوقت بريبة لجذوره المتجذّرة في النظام العلماني القديم. وفي&اكتوبر الماضي، وصل عديد من الفرقة التابعة للحرس الثوري وقدرت بـ3000 مقاتل بعد أن كانوا بضع مئات، وتزامن ذلك مع الحملة الجوية الروسية التي كان قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، هو الرأس المدبر لها في صيف 2015.

ايرانيون غاضبون وسوريون فرحون

ويعتبر العديد من الإيرانيين ان بشار الاسد يستغل دماءهم&حتى تعيش عائلته بصورة مرفهة بعيدًا عن مشاكل الحرب، وأن الإيرانيين هم من يدفعون ذلك فقط من أجله، ونشر الإيرانيون صورًا لقتلاهم من ضباط الحرس الثوري بسوريا بجانب صورة ابنة بشار، معتبرين ذلك بأنه تعدٍ على دماء الإيرانيين من قبل الأسد وابنته، "حيث أنهم يدفعون دماء أبنائهم ثمنًا لترفيه زين الشام"، على حد وصفهم.

وعلى الرغم من استنكار الإيرانيين، ظهرت بعض التغريدات الخجولة علي موقع التواصل الإجتماعي تويتر تعبر في مضمونها عن محبتهم لإبنة الأسد وعائلته على حد سواء، ورافق تلك التغريدات نشر صورتها أثناء السباق٬ حيث كتبت تغريدة تقول: &"زين الشام ماهر الاسد اسمها لوحدو يجنن"٬& ونشرت تغريدة أخرى ايضا تقول: "ذكرتني بالشهيد باسل الأسد الله يرحمه".

من جهة اخرى، قال أحد الإيرانيين على موقع انستغرام في تعليق على صورة "زين الشام" فوق حصانها الباهظ الثمن في طهران: "نقدم أرواحنا و أموالنا لأجل أن ينعم بشار الأسد وعائلته بحياة رغيدة لا تخلو حتى من الرفاهيات". بينما علّق آخر:"نحرم أطفالنا لقمة الخبز، ثم يصبحون رجالًا، فنرسلهم للقتال المقدس، ثم يهرب أبناء تلك البلاد إلى بلادنا لأجل أن ينعموا بالرفاهية".

وامتلأت صفحات الآلاف من الإيرانيين بصور لقتلى الحرس الثوري الإيراني الذين سقطوا في سوريا، إلى جانب صورة "زين الشام"، مع تعليقات استهجان تارة، و استهزاء تارة أخرى.

بين الانتقاد والمديح

انتقد موقع "فردا" الإيراني مشاركة ابنة بشار الأسد في السباق قائلاً: "يجب انتقاد بشار الأسد على إرسال ابنته لإيران للمشاركة في مسابقات الفروسية الدولية، لأن مشاركتها في هكذا مسابقات، وفي ظل الوضع الذي تعيشه سوريا، سوف تترك أثرًا سلبيًا على مشاعر الإيرانيين الذين ينظرون لبشار الأسد على أنه يستغل تضحياتهم في الحرب السورية ليعيش هو وعائلته بصورة مرفهة على حساب دماء الإيرانيين ."

وأكد اتحاد الفروسية للجمهورية الإسلامية في إيران فوز زين الشام بشار الاسد، بنت السيد الرئيس السوري بشار الأسد في المسابقات الدولية للفروسية ـ القفز ـ بطهران.

ورداً على سؤال عما إذا كانت ابنة بشار الأسد قد شاركت في المسابقات الدولية للفروسية بطهران أم لا؟ صرح سكرتير اتحاد الفروسية الإيراني محمد كاظميان في مقابلة مع وكالة "إسنا": نعم.. هي شاركت في البطولة، وفازت بها في قسم الأطفال.. وبغض النظر عن القضايا السياسية يجب أن أقول إنها متسابقة جيدة، ويمكن أن تكون أنموذجاً للفرسان الصغار في إيران.

ورداً على سؤال حول الترتيبات البيروقراطية لمشاركة ابنة الرئيس السوري بشار الأسد في مسابقات طهران الدولية للفروسية، قال: إن السفارة السورية والمنظمات الأخرى ذات الصلة، هي التي نفذت العمل اللازم في هذا المجال، وكان لدينا تواصل معهم في القسم الرياضي فقط.

وقال كاظميان: إن إداء فتاة في هذه السن وبكل هذه الخبرة وفروسيتها الجيدة، كل ذلك يدل على مهارات عالية وتعليم جيد، ويمكن لفرساننا الأطفال في إيران أن يقتدوا بها لرفع تجاربهم الخاصة، وزيادة ثقتهم.

وفيما اشار إلى أن سوريا كانت قد شاركت بفريق قوي بهذه الدورة من المسابقات، قال: إن سوريا قد شاركت بممثلين جيدين في هذه المسابقات.. كما أن بنت الرئيس بشار الأسد كانت فارسة ذكية خاصة أنها كانت تؤدي أداءً جيداً عند المنعطفات.. وكانت شجاعة وقدمت أداءً جيدًا.

وقال سكرتير اتحاد الفروسية الإيراني: إن من أهم أهداف هذه البطولات الدولية في فئات الأطفال والمراهقين والشباب هو تبادل الخبرات والتواصل بين الفرسان، وأضاف: في هذه المسابقات شهدنا حضور رياضيين جيدين من دول مثل تايلاند وسوريا وهونغ كونغ.. وإن المنافسة ومشاهدة خبرات الآخرين في البطولة ساعدتا الفرسان في تبادل خبراتهم مع بعضهم البعض.