إيلاف من لندن: توصلت دراسة جديدة إلى معرفة وجوه القتلة أو المغتصبين من الحمض النووي الذي يخلفونه وراءهم في مكان الجريمة بعد أن تمكن علماء من اكتشاف الجينات التي تحدد ملامح الوجه.
وقال العلماء إن العديد من القَسَمات مثل حجم الأنف وعُرض الوجه ناجمة عن طفرات وراثية محدَّدة.
وهذه اول دراسة تسلط ضوءًا كاشفاً على دور المتغيرات الوراثية في تحديد طائفة من الأشكال التي نراها. ويمكن أن تساعد نتائجها الباحثين على معرفة اسباب العيوب الوجهية الخلقية.
كما أن لنتائج الدراسة تطبيقات عملية في جمع الأدلة الجنائية تساعد الشرطة على بناء وجوه أدق للمجرمين المطلوبين لارتكاب جرائم خطرة مثل القتل والاغتصاب وعمليات السطو.
ويمكن أن يقدم اكتشاف الجينات التي تحدد ملامح الوجه معلومات ثمينة عن مظهر الشخص باستخدام الحمض النووي الذي يتركه في مكان الجريمة.
وجود علاقات وراثية
وقام العلماء بتحليل الحمض النووي لعشرين سمة وجهية بعد بنائها من صور ثلاثية الأبعاد بمشاركة 3118 متطوعاً بصحة جيدة من اصول اوروبية وتحليل نحو مليون طفرة وراثية.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتور جون شافر من جامعة بتسبرغ الأميركية قوله "إن هناك الكثير من الأدلة على تأثير الجينات في مظهر الوجه. ولعل هذا يتبدى بكل وضوح عندما ننظر الى افراد عائلاتنا لأننا على الأرجح نشارك ذوي القربى ملامح وجهية أكثر من الأفراد الذي لا تربطنا به صلة".
واضاف الدكتور شافر ان العلماء تناولوا في هذه الدراسة العلاقة بين متغيرات وراثية في عموم الجينوم ومجموعة من القياسات لتحديد جوانب أساسية من شكل الوجه. وقال: "اننا توصلنا الى وجود علاقات وراثية ترتبط بحجم العين والأنف وعُرض الوجه".
واكد الدكتور شافر ان نتائج الدراسة تحسّن قدرة خبراء الأدلة الجنائية على إعادة بناء ملامح الوجه بدقة أكبر باستخدام الحمض النووي للشخص المطلوب.
واكتشف العلماء ان عُرض الوجه والمسافة بين العينين وحجم الأنف والمسافة بين الشفتين والعينين كلها ملامح لها علاقات احصائية مهمة بمتغيرات وراثية شائعة.
دراسة قد تفتح آفاقاً جديدة
وحتى وقت قريب، لم يكن العلماء يعرفون شيئاً من الناحية العملية عن الجينات المسؤولة عن ملامح الوجه في البشر.
وقال الدكتور سيث وينبيرغ الذي شارك في الدراسة "ان تحليلنا حدد عدة علاقات وراثية بملامح وجهية لم تكن معروفة في دراسات جينومية واسعة أُجريت سابقاً".
ويأمل العلماء في أن تساعدهم نتائج الدراسة في تحديد عوامل وراثية يمكن ان تؤدي الى تشوهات مثل الشفة المشقوقة أو الفَلْح الحنكي. ولكنهم لفتوا الى ان هذه النتائج لا تمثل إلا عددا ضئيلا من الجينات التي تؤثر في حجم الوجه البشري وقَسَماته. وان اعداد خريطة للكثير من الجينات التي تؤثر في ملامح الوجه يتطلب دراسة عينة أكبر واعتماد مقاربة أشمل لقياس الملامح الرئيسة ذات الأهمية.
اعدت "إيلاف" المادة عن صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، الرابط الأصل من هنا.
التعليقات