واشنطن: جاء مقطع الفيديو الذي أظهر تعثر مرشحة انتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون أثناء مغادرتها حفل التأبين الذي أقيم يوم أمس لضحايا أحداث الـ 11 من سبتمبر والكشف الذي تلاه عن تشخيص إصابتها قبلها بيومين بالالتهاب الرئوي ليتسببا في إطلاق دعوات تطالب المرشحين لانتخابات الرئاسة بنشر كامل سجلاتهم الطبية.

ولفتت بهذا الخصوص هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" إلى أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ( 68 عاماً ) ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب ( 70 عاماً ) يعدان من أكبر الأشخاص المرشحين لانتخابات الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة.

ونشرت كلينتون العام الماضي خطاباً يتألف من صفحتين من طبيبتها الخاصة، ليزا بارداك، أوضحت فيه الطبيبة بشكل مفصل نسبياً تاريخ كلينتون الطبي، بما في ذلك معاناتها من قصور الغدة الدرقية، واقعة إغماء تعرضت خلالها لارتجاج في المخ وعدة جلطات بالدم.

وبيَّن ذلك الخطاب أن كلينتون تتناول مادة مضادة للتخثر كإجراء احترازي وتتبع نظاماً غذائياً صحياً. ومع هذا، فإن كلينتون ترفض حتى الآن الإفصاح عن كامل سجلاتها الصحية.

صحة ترامب ممتازة

فيما قام ترامب بنشر بياناً أكثر إيجازاً – يتألف من حوالي 4 فقرات فقط – أعلن فيه طبيبه، هارولد بورنشتاين، أن صحة ترامب "ممتازة على نحو مدهش" وأنه سيجعله " أكثر الأشخاص الذين يتم انتخابهم للرئاسة الأميركية تمتعاً بوضعية صحية متميزة".

وأفصح البيان، ناقص التفاصيل، عن قياس ضغط الدم الخاص بترامب وعن فقدانه 15 رطلاً من وزنه. واعترف ترامب بتناوله كمية كبيرة من الوجبات السريعة في نظامه الغذائي.

وسبق للرئيس باراك أوباما أن كشف عام 2008 عن بيان، مكون من 276 كلمة، برأه فيه طبيبه من الإصابة بأية أمراض. وكان يتمتع أوباما وقتها بقوام نحيل وكان يمارس التمرينات الرياضية بانتظام. وأماط طبيبه النقاب عن نتائج العديد من الاختبارات وأعلن أنه شخص متوسط العمر لائق من الناحية الطبية وسليم من الناحية الصحية.

وفي المقابل، كان لدى منافسه في ذلك الوقت، جون ماكين، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 71 عاماً، تاريخ مرضي يظهر إصابته بمرض سرطان الجلد ومجموعة من الجروح المرتبطة بمشاركاته في الحروب. وأفصح ماكين بالفعل عن أكثر من 1000 صفحة من سجلاته الطبية وأتاحها للصحافيين لبضع ساعات وتحت شروط صارمة خلال حملتي ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية عامي 2008 و2000.

الخصوصية

لكن تلك الشفافية المتعلقة بإظهار البيانات الطبية للرؤساء والمرشحين لم تكن موجودة من قبل، حيث كان يميل معظمهم في السابق إلى الاحتفاظ بخصوصية تواريخهم الطبية، فالرئيس غروفر كليفيلاند، على سبيل المثال، خضع لجراحة عام 1893 لازالة ورم موجود بفمه، اتضح أنه سرطان الفم، على متن يخت خاص بأحد أصدقائه، دون أن يعلن عن الخبر حتى لا يبث حالة من الذعر في نفوس المواطنين، واكتفى بالقول إنه على متن اليخت في رحلة ترفيهية. وظلت تلك الجراحة سراً حتى بعد وفاة الرئيس.

ولقد كان الرئيس الأميركي رونالد ريغان يعاني من مرض الزهايمر في عام 1994، ولقد لاحظ الباحثون تغييرا في نمط حديثه وخطاباته بسبب المرض المذكور.

 

كما سبق أن تعرض وودرو ويلسون لعديد السكتات الدماغية في السنوات التي سبقت انتخابه، لكنه لم يكشف مطلقاً عن تلك المعلومات للجمهور.

 كما أن الرئيس فرانكلين روزفيلت، الذي كان يستعين بكرسي متحرك، لم يكن يعلم عنه الشعب الأميركي سوى أنه يعاني من شلل أطفال، لكن اتضح في وقت لاحق أن روزفيلت كان يعاني كذلك من قصور قلب احتقاني، ارتفاع بضغط الدم، التهاب حاد بالشعب الهوائية ومرض رئوي. ورغم تأكيد طبيبه على حقيقة تمتعه بحالة صحية جيدة، إلا أنه توفي بعد بضعة أشهر من ولايته الرئاسية الرابعة. كما ثبت أن الرئيس جون كينيدي كان يعاني هو الآخر من عدة مشكلات منها آلام شديدة ومزمنة بالظهر ومرض أديسون.

وكان قد توفي الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران نتيجة إصابته بسرطان البروستاتا في عام 1996، ولقد عمد الى إخفاء حالته عن الفرنسيين.

وفي عام 2012، كانت تيريزا ماي 1956 تعاني من الإنفلونزا وكانت تخشى أن يتطور الى التهاب الشعب الهوائية، كما حدث لزوجها. لكن بدلا من ذلك، تم تشخيص إصابتها بداء السكري من النوع 1، وتعالج نفسها بتناول أربع حقن الأنسولين يوميا.”

وفي عام 2006، خضع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو لعملية جراحية لوقف نزيف معوي. ولم يرحب الرئيس الاميركي بتحسن حاله كاسترو أنذاك، ولقد كان هناك الكثير من التكهنات التي تقول أن فيدل يعاني من انسدادات، مرض في الجهاز الهضمي والتهاب في جدار الأمعاء الغليظة.

وكان قد نقل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عام 2004 إلى مستشفى هامرسميث في غرب لندن لتلقي العلاج بعد أن اشتكى من آلام في الصدر وعدم انتظام ضربات القلب، ومنذ ذلك الوقت اصر بلير على إتباع أسلوب صحي إضافة الى ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

وفي عام 2009 تحدث رئيس وزراء بريطانيا جوردن براون عن مشاكل في بصره، فلقد فقد بصره خلال حادث وهو في عمر المراهقة، وعانى من انفصال الشبكة في عينه الأخرى، لكنه كان يقوم بعمله بالكامل.

وكان السكرتير العام الخامس للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي قسطنطين شيرنينكو من المرضى الميؤوس من شفائهم عندما تولى منصبه في فبراير شباط 1984، فلقد كان يعاني من انتفاخ في الرئة والقلب وذلك يعود الى ادمانه على تناول السجائر من عمر التاسعة.