عبد الاله مجيد: تباهى جاك سترو وزير الخارجية البريطاني وقت حرب العراق في رسالة الكترونية خاصة بأن الضجة التي اثارها خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي غطت على تداعيات تقرير تشيكلوت الذي وجه انتقادات لاذعة الى حكومة توني بلير، والى سترو نفسه، عن دور بريطانيا في حرب العراق.&
وبحسب رسائل مسربة نُشرت على موقع دي سي ليكس الاميركي بعد اختراق البريد الالكتروني لوزير الخارجية الاميركي وقت حرب العراق& كولن باول فان سترو كتب له قائلا "ان الشيء الايجابي الوحيد في التصويت لصالح بريكسيت هو انه سيقلل الاهتمام بتقرير تشيلكوت على المدى المتوسط رغم انه لن يمنع من كون يوم نشر التقرير يوماً غير مريح". &
وكان سترو وزير الخارجية في حكومة بلير من 2001 الى 2006 وهي سنوات حاسمة في حياته السياسية غطت فترة ما قبل حرب العراق عام 2003 وما بعدها،& واجمالا عمل سترو وزيرا في الحكومات العمالية من 1997 الى 2010.& وكان باول وزير الخارجية في ادارة جورج بوش وقت احتلال العراق. &
وتبين المراسلات المسربة من البريد الالكتروني لوزير الخارجية الاميركي السابق ان سترو كتب الى باول في 4& يوليو هذا العام قائلا "ان السياسة البريطانية تمر بأكثر المراحل التي عرفتها استثنائية". &
تلاشي تشيلكوت
وكانت صحيفة الديلي تلغراف كشفت في ابريل ان موعد نشر تقرير تشيلكوت أُرجئ الى ما بعد الاستفتاء في 23 يونيو.& وبعد شهر على رسالة سترو كتب باول رسالة الكترونية اليه في 3 اغسطس يقول فيها "أنت صامت منذ بريكسيت وأفترض ان التقرير تلاشى تحت سيل الأخبار الأخرى".& واشار باول الى ان تقرير تشيكلوت لم يلق اصداء واسعة في الولايات المتحدة وان توني بلير أتى على ذكره بشكل عابر.& &
وقال سترو في رده "نعم ، ان قصة تشيلكوت اضمحلّت عموماً هنا ايضاً.& وكان يوم نشره مبعث كدر ولكن الاهتمام كله تقريبا انصب على توني بلير".&
كما تحدث سترو باستخفاف عن الجنود الذين قُتلوا في الحرب قائلا في رسالته الى باول "هناك شيء ما عن ذوي جنود قُتلوا في العراق يحاولون ان يرفعوا دعوى قانونية على توني ، ولكن من الصعب ان أرى كيف يمكن ان تجري العملية"،&وكان تقرير تشيلكوت توصل الى ان سترو أيد غزو العراق رغم خشيته من الدخول في "حرب مديدة وغير ناجحة".& ولكن التقرير لاحظ ان هذه المخاوف لم تُناقش لاحقا. &
ولم يرد سترو الذي استقال من البرلمان في انتخابات 2015 على طلب من صحيفة الديلي تلغراف التعليق على مراسلاته الالكترونية المسربة مع كولن باول ولكنه قال في تصريح لقناة آي تي في التلفزيونية البريطانية انه "شديد الأسف على ما وقعوا من قتلى ولكني لن أتأسف على القرار الذي اتخذته وقتذاك".&
المنبوذ
وتكشف مراسلات كولن باول المسربة ازدراءه برفيقه في الحزب الجمهوري ومرشح الحزب الرئاسي دونالد ترامب الذي وصفه بالمنبوذ،&وكتب باول في رسالة الى احد مساعديه "ان ترامب عار وطني ومنبوذ دولي"،&واشار في رسالة اخرى كتبها في يونيو الى ان ترامب "يدمر نفسه بنفسه ولا يحتاج الديمقراطيون الى مهاجمته". &
وفي سلسلة من المراسلات اعرب باول عن شعوره بالاستياء من تهجمات ترامب بالارتباط مع قضية مولد اوباما ومطالبة ترامب بأن يرى شهادة ميلاد اوباما وما إذا كان مسجلا فيها بانه مسلم.&وقال باول في احدى رسائله "وحتى إذا كان؟ ان مسلمين يولدون اميركيين كل يوم". &
وتحدث باول باستهانة عن محاولات ترامب لكسب الناخبين السود قائلا ان المرشح الجمهوري "ينظر الينا على اننا بلهاء".& وقال باول ان لا شيء يقوله ترامب للناخبين السود يمكن ان يحسن سمعته بينهم لأسباب منها ما قاله عن اوباما،&وألقى باول في مراسلاته باللائمة على وسائل الاعلام لدورها في اثارة الاهتمام بترشيح ترامب.& &
ولكن المراسلات التي أكد أحد مساعدي باول صحتها تبين ايضا موقفه السلبي من المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي وصفها بأنها "صاحبة سجل طويل وطموح منفلت وجشعة ولا تعمل من أجل التغيير".&وقال انه في الوقت الذي يحترمها يفضل ألا يضطر الى منحها صوته. &
أعدت "إيلاف" المادة عن صحيفة الديلي تلغراف البريطانية وصحيفة نيويورك تايمز
&
التعليقات