أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف دخول جميع اللاجئين ومنع دخول مواطني سبع دول إسلامية تظاهرات عدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة كما لاقى ادانات واسعة من العالم. ويرى البعض في القرار التنفيذي محاولة من ترامب للوفاء بوعوده الانتخابية بأن "يعيد لأمريكا عظمتها". ولكن ما هو القرار الذي أطلق عليه "حظر المسلمين"؟ وعلى من يؤثر فعليا؟ لا يسمح لكل المسافرين من حاملي الجنسية الواحدة أو المزدوجة لإيران، والعراق، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن بدخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوما، أو الحصول على تأشيرات لاجئين أو غير لاجئين. وأخبرت كندا بأن القرار لا يؤثر على مواطنيها من حاملي الجنسية المزدوجة. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن حاملي الجنسية المزدوجة المسافرين من إحدى الدول السبع في القائمة السوداء قد يتعرضون لتحقيقات إضافية. في حين أوضح البيان أن المسافرين من دول أخرى إلى الولايات المتحدة لا ينطبق عليهم القرار ولا يتعين أن يتعرضوا لتحقيقات إضافية " بغض النظر عن جنسيتهم". غير أن طالبة اسكتلندية تدرس الطب البيطري- سافرت باستخدام جواز سفرها الإيراني- لم تتمكن من العودة إلى بلدها من إجازة في كوستا ريكا، وقيل لها إن تأشيرتها لعبور الولايات المتحدة لم تعد سارية. وقال ريسن باريباس، كبير موظفي البيت الأبيض، إن القرار لن يؤثر على حاملي البطاقات الخضراء- وهم مقيمين بصورة قانونية. غير أنه قال في مقابلة مع قناة إن بي سي إنهم قد يتعرضون لاستجوابات واسعة في المطارات. سادت حالة واسعة من الفوضى والارتباك. وأصدرت قاضية فيدرالية أمر بوقف مؤقت على ترحيل حاملي التأشيرات أو اللاجئين العالقين بالمطارات الأمريكية، وذلك بعدما رفعت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية دعوى قضائية ردا على القرار التنفيذي لترامب. وقدرت المنظمة عدد المحتجزين في المطارات ما بين 100 و 200 شخص. في حين قدرت الإدارة الأمريكية العدد بحوالي 109 أشخاص. وقال رينس باريباس، كبير مسؤولي البيت الأبيض إن الأمريكيين المسافرين إلى أي من الدول السبع قد يتعرضون للاحتجاز للاستجواب في المستقبل أيضا. غير أن هؤلاء لا يشملهم قرار ترامب. يبدو أنه ليس كذلك ظاهريا. وسيتعين على القضاة تقييم حجج الطرفين. حظرت الولايات المتحدة دخول القادمين من دول ومناطق محددة. غير أن قانون الهجرة الذي شرعه الكونغرس الأمريكي في 1965 "يحظر التمييز ضد أي شخص عند اصدار تأشيرة هجرة بسبب العرق أو الجنس أو الجنسية أو مكان الميلاد أو محل الاقامة". ومن ثم فإن إقصاء جميع السوريين سيكون كافيا لتحدى ترامب في المحاكم . كما أن كون كل تلك الدول مسلمة يعزز الحجة بأنه قرار " ضد المسلمين"- وهو ما ينفيه مساعدو ترامب. يشير مؤيدو قرار ترامب إلى أحداث الحادي من سبتمبر/ أيلول وإلى قدرة الإدارة الامريكية على اتخاذ إجراءات لحماية الأمن القومي. كما يشيرون إلى سلطات الرئيس النابعة من قانون " الاجانب غير المقبولين" لعام 1952 الذي ينص على " تعليق دخول" أي " فئة من الأجانب" يجد أنها تضر بمصالح الولايات المتحدة. وأضاف المؤديون أن الرؤساء الأمريكيين يمكنهم تجنب قانون 1965. ويشيرون في هذا إلى قيام الرئيس السابق جيمي كارتر بحظر دخول إيرانيين أثناء أزمة عام 1980 التي احتجز خلالها 52 أمريكيا كرهائن في طهران. قال ترامب إن تعليق برنامج اللاجئين ضروري لمنح الهيئات الحكومية وقتا لتطوير سياسات تدقيق أكثر صرامة ولضمان عدم صدور التأشيرات لأشخاص يمثلون تهديدا للأمن القومي. وأضاف في بيان على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، "حتى أكون واضحا، هذا ليس حظرا على المسلمين، كما تنشر وسائل الإعلام بصورة خاطئة". وأكد "هذا لا يتعلق بالدين- هذا يتعلق بالإرهاب وحماية البلاد. هناك أكثر من 40 دولة حول العالم ذات أغلبية مسلمة ولم يشملها القرار". وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه سيتم "اعادة إصدار التأشيرات مرة أخرى لجميع الدول بمجرد تأكدنا من أننا راجعنا وطبقنا سياسات أكثر أمنا خلال الأيام ال90 القادمة". ويخضع السوريون المتقدمون للحصول على تأشيرات هجرة للولايات المتحدة بالفعل لاجراءات معقدة للتحقق من خلفياتهم في عملية قد تستغرق ما بين 18 إلى 24 شهرا. وقال بريبوس إن القرار شمل تلك الدول السبع لأن الكونغرس وإدارة أوباما وصفاها بأنها " أكثر الدول الراعية للإرهاببين". مشيرا إلى أنه يمكن إضافة دول أخري في وقت لاحق. ماذا يقول منتقدو القرار؟ تقول الجماعات الحقوقية إن قرار ترامب يستهدف المسلمين بسبب عقيدتهم وإنهم سيرفعون دعاوى قضائية ضد القرار. وأضافوا أنه لم يصدر حكم ضد أي لاجئ يدينه بجرائم إرهابية. وقال حقوقيون إن الهجمات الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة شنها مواطنون أمريكيون أو مواطنو دول أخرى لم يشملها القرار. وعندما أعلن ترامب القرار أشار إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001. غير أن منفذي الهجمات وعددهم 19 شخصا لم ينتموا إلى أي من الدول المحظورة. وإنما ينتمون للمملكة العربية السعودية، والإمارات، ومصر ولبنان. وأشار البعض إلى أن القرار لم يشمل الدول التي لترامب مصالح معها مثل السعودية، وهو تلميح نفاه كبير مسؤولي البيت الأبيض باعتباره لا يرتبط بالقرار. وقد تجمع متظاهرون خارج البيت الأبيض للاحتجاج على قرار ترامب.ماذا يحدث؟
على من يؤثر القرار؟
كيف يتم تنفيذ القرار؟
هل القرار قانوني؟
ماذا قال ترامب؟
- آخر تحديث :
التعليقات