«إيلاف» من بغداد: أكد الزعيم السني العراقي خميس الخنجر أنه ضد الاقليم الطائفي سنيًا أو شيعيًا، فيما أعلن انه مع أي شكل من اشكال اللامركزية الادارية التي تتيح الحرية ويكون الامن بيد الحكومة المحلية لكي يتسنى محاسبتها.

وقال الخنجر، في حديث موسع مع «إيلاف»، إن "مؤتمر انقرة ضد التقسيم وتهديد العراق" مؤكدًا أن السنة حسموا امرهم في هذا الاجتماع بالوقوف ضد أي مشروع طائفي، وقال إن هذا قرار سني تم الاتفاق عليه.

ودافع عن ساحات الاعتصام، مؤكدًا أن لا القاعدة ولا داعش تؤمن بالتظاهر، وهاجم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي معتبرًا بأن الحديث بشأن ساحات الاعتصام آنذاك مثل خديعة كبرى تم تسويقها، معتبرًا ان في العراق اليوم دولة موازية لها أذرع سياسية تعبث بالبرلمان، وهي واضحة، ولها اذرع عسكرية واضحة موجودة في الساحة.

وفي أدناه نص الحوار:

ماذا بعد محطتي جنيف (مونترو) وانقرة، ولماذا الحلول دومًا من خارج العراق بالنسبة لكم ؟

كنت أتمنى ان يكون السؤال لماذا محطتا مونتريه وانقرة، المفروض أن تكون هذه الاجتماعات في داخل بغداد، ونحن نعتقد ان هذه الاجتماعات من اجل التفاهم بين القيادات في هذه المحافظات الملتهبة وغير المسستقرة وغير الراضية عن طريقة الحكم في العراق من 2003 الى اليوم، المحافظات التي شهدت تظاهرات واعتصامات المحافظات التي خرجت منها القاعدة، ومن ثم خرجت منها داعش، والمحافظات التي تعاني من تجاوزات الميليشيات وتعاني التهميش وبالتالي منذ عام 2003 والى الان كانت ثمة مشكلة في الساحة السنية العراقية، وهي ان القيادات السنية انقسمت بين معارض شرس للعملية السياسية ومشارك بقوة في العملية السياسية ولذلك اختلفنا على الكثير من المراحل .. اختلفنا على مقاومة المحتل بين معارض ومؤيد واختلفنا على الدستور بين معارض ومؤيد، ولكن اليوم نحن امام متغير خطير جدًا، وهو وجود تنظيم داعش الإرهابي وسيطرته على كل المناطق السنية وما يجري من عمليات تحرير في مناطقنا من هذا التنظيم أدى الى وجود مشاكل تهددنا بالوجود، وهي تحديات اما اجتماعية او من خلال التجاوزات من ميليشيات غير منضبطة بل ومنفلتة، ونعتقد ان&مرحلة ما بعد داعش هي اخطر من مرحلة داعش نفسها .

لماذا هذه المخاوف من مرحلة ما بعد داعش؟

لأن هذه المرحلة فيها ثارات عشائرية، وهذه المرحلة بحاجة الى اعادة اعمار مناطق شبه مدمرة بالكامل& واكثر ما نتخوف منه هو أن يكون المسار العسكري هو من يعتمد حتى النهاية بلا مسار سياسي، نؤمن ان داعش نتيجة وليست سبباً، وبالتالي ما لم نعالج الأسباب فإن النتائج ستبقى قائمة، واذا قضينا اليوم على تنظيم داعش وهزمناه عسكرياً، فإن عدم وجود حل سياسي ما يفضي الى نشوء بنات داعش في المستقبل وندخل في دوامة جديدة.

ما الجديد الذي تريدون أن تقدموه، وانتم لم تخرجوا من إطار المؤتمرات واللقاءات في عواصم الجوار، ما الذي يختلف فيه لقاء انقرة عن اجتماع مونتورو في جنيف ؟

هي سلسلة من اللقاءات، وحتى قبل مونترو كانت هناك اجتماعات ولقاءات في عدد من العواصم، ولكن لم تسرب الى الاعلام وكانت لقاءات بين مجموعات صغيرة بين اربعة اشخاص&وربما خمسة أو عشرة ، وكانت لقاءاتنا واجتماعاتنا تصب في كيفية بناء الدولة وليس مطالب غير واقعية، واثمرت عن تفاهمات ولو بالحد الادنى بين هؤلاء المختلفين، وحقيقة كان هناك حرص لدى الجميع، وهي ان تكون النقطة الأولى للاتفاق المحافظة على وحدة العراق ورفض أي شكل من اشكال التجزئة أو التقسيم.

اخطر ما اصابنا في محافظاتنا واكبر خطأ حصل في العراق سواء كان بعمد أو بدونه، وقد ارتكبته الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 وحتى اليوم هو استهدافها للقيادات السنية السياسية والدينية والعشائرية والاقتصادية مما افرغ المجتمع السني من قيادات واضحى مجتمعًا بلا قيادة، يأتي الزرقاوي يقوده ويأتي البغدادي يقوده، وربما يأتي من هو أسوأ منهم، وغير هذا فإن محاولة السيد نوري المالكي ابان حكومته صنع قيادات على مقاسه، وهم ما اصطلح عليهم سنة المالكي، فشلت، لانهم غير مؤثرين في مجتمعهم.

ولكن ألا تتحملون مسؤولية انتاج داعش .. وهذا ما كانت تؤكده حكومة المالكي في اشارتها الى ساحات الاعتصام ؟

لنعد الى ما قبل التظاهرات وساحات الاعتصام، لم نتخندق كسنة مع نظام صدام حسين طائفيًا كما تخندق العلويون اليوم مع بشار الأسد او القبائل في سرت مع القذافي، كنا مثل كل العراقيين نتوق للحرية، حرية السفر وحرية الاعلام والاقتصاد والمشاركة السياسية وكنا نتطلع الى التغيير، وبعد الاحتلال وفي بداية تشكيل مجلس الحكم، وطريقة تشكيل المجلس على أساس طائفي، وقبل ذلك قرارات بريمر بحل الجيش، شعر السنة ان هناك مشروعًا طائفيًا واتفاقات مسبقة تستهدف السنة.

وعن اتهام التظاهرات بالإرهاب، هنا اسأل: هل تعتقد أن القاعدة تؤمن بالتظاهر، هل تعتقد أن تنظيماً إرهابياً مثل داعش يكفر كل من خالفه من السنة قبل الشيعة يؤمن بساحات التظاهر.

خميس الخنجر خلال اللقاء

&

ولكن منطق رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي يقول إن ساحات الاعتصام تحولت الى حاضنة وفرت ملاذًا، لأن تندس فيها عناصر إرهابية لتفجير الوضع فيما بعد، ويبدو ان هذا ما حصل فعلاً في مرحلة ما بعد ساحات الاعتصام؟

هذه خديعة كبرى تم تسويقها، ساحات الاعتصام المعدودة وهي موجودة في منطقة جغرافية معروفة وخارج المدن لا تعطل سيرا ولا عطلت الدوائر، والاعلام كان يرصدها، هل تعتقد ان تنظيم داعش يترك كل العراق ويأتي ليلوذ بهذه المناطق، هذا هروب من المسؤولية، جزء من شعبك ثار وتظاهر بدلاً من ان ترسل الناس للاتفاق مع المتظاهرين وتلبية جزء من مطالبهم ذهب المالكي الى شيطنتهم .

كان هناك العديد من عقلاء الشيعة يحاولون تهدئة الأمور وإيجاد حلول، اذكر دور الأخ عزت الشابندر والشيخ عبد الحليم الزهيري والأستاذ فالح الفياض، لكن المالكي غلبه التشنج، بل انه خرج في كربلاء وقال جملته الشهيرة: انتم أبناء يزيد ونحن أبناء الحسين والدم بيننا !! ، هل هناك رئيس وزراء، أب لكل العراق، يقوم بتهديد جزء من شعبه، هذه الممارسات أدت الى دفع البعض الى التنظيمات الإرهابية بعد اليأس من الإصلاح وفشل المحاولات العديدة للمشاركة في القرار بفاعلية.

ما الجديد في اجتماعكم في انقرة، وما طبيعة الجبهة التي تشكلت حد تنازعتم بينكم كسنة على أخذ& الدور الأكبر فيها ؟

نحن اليوم مهتمون بالنتائج وليس الالتفات الى التفاصيل، ما أقوله إن اللقاء التشاوري في انقرة هو استمرار للقاء في مونترو وما سبقه، وستكون هناك لقاءات أخرى، لم تتشكل جبهة في انقرة، وهذا كلام وحديث في بداياته، ما اؤكده هو ان السنة في العراق حسموا خيارهم وهو&ألا يكونوا في مشروع طائفي، وانهم سيدخلون في مشروع وطني عابر للطائفية ويعتقدون ان الخلاص هو لمشروع وطني حقيقي عابر للطائفية.

ما الذي يعني ذلك .. كيف تريد أن افهم أن مشروعكم وطني وكل المجتمعين من طيف واحد ؟

المشكلة الحقيقية في الساحة السنية، وبالتالي ما لم نتجاوز هذه المشكلة ونحدد المشاكل المستقبلية بكل دقة لن تكون هناك فائدة لأي مشروع وطني، نحن اليوم لم نجتمع ولا نجتمع من اجل تكوين مشروع طائفي في مقابل مشروع طائفي، وذلك لسبب بسيط؛ ما الذي فعلته المشاريع الطائفية التي بيدها السلطة والثروة لجمهورها ؟، وهو تحالف مدعوم إيرانيًا واميركياً في مرحلة ما، ما الذي فعله هذا التحالف للشيعة قبل السنة، انهم يعيشون مآسيَ في الجنوب تشبه ما يعيشه السنة، لا خدمات ولا تعليم ولا شوارع ولا خطة تنمية ولا زمالات دراسية، السؤال ما الذي حصل عليه اخوتنا الشيعة لنقول اليوم اننا نأتي لنصنع تحالفاً سنياً في مقابل التحالف الشيعي، حتى أن قادة التحالف الشيعي مختلفون في ما بينهم، بالأمس كانت تظاهرتنا خارج المدن، اليوم التظاهرات دخلت الى البرلمان ومقر الحكومة وتحمل مطالب حقيقية للإصلاح وانا اؤيدها، ما اريد ان اصل اليه هو ان التكتلات الطائفية لم تأتِ بخير لا الى البلد ولا الى الطائفة التي تدعي كذبًا انها تمثلها.

وما اعلن عنه في انقرة، كيف يمكن تعريفه؟

هناك مجموعة من السياسيين ومن أصحاب الفكر والمؤثرين اجتماعيًا ومن شيوخ القبائل تجتمع في ما بينها للمرة الاولى،&لانها شعرت بخطورة المرحلة لتدفق على الحد الأدنى، اليوم في العراق توحدنا في مقاتلة الإرهاب، وهذا يمكن عدّه نقطة للانطلاق، نحن مع بناء الدولة ومؤسساتها، ولكننا نعتقد ان هناك دولة وفيها مؤسسات امنية وعسكرية واقتصادية، وهناك دولة موازية .

هل تؤمن بوجود سلطة عميقة أو دولة عميقة في العراق؟

لا .. بل في العراق هناك دولة موازية لها اذرع سياسية تعبث بالبرلمان وهي واضحة، ولها اذرع عسكرية واضحة موجودة في الساحة، ما يعني انها لا تشبه الدولة العميقة التي توجد في بلدان إقليمية، الدولة الموازية واضحة وتحاول عرقلة مسار وعمل الدول الحقيقية، وتحاول عرقلة المصالحة الوطنية وتحاول عرقلة النجاحات والانتصارات التي حققها جيشنا البطل على داعش والإرهاب، وتحاول عرقلة أي تقارب يحصل، بل تستمر في محاولة شيطنة القيادات التي تعمل على بناء الدولة.

ما خياركم المستقبلي؟

خيارنا مع بناء مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وضد أي سلاح خارج سلطة الدولة، وبالتالي مطالبنا واضحة وبسيطة لأننا ننشد دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية ونريد المشاركة الفاعلة لكل مكونات الشعب.

ماذا عن ايران ودورها في المشهد العراقي، كيف تنظرون اليه ؟

ايران تريد ان تسيطر على المشهد برمته في العراق، وتريد ان تستخدم العراق كورقة في مفاوضاتها أو تلعب بالعراق كورقة مع العالم، لكنّ العراقيين اليوم ومعظمهم بدأوا يتفاعلون في ما بينهم، لتكون ثمة رؤية وطنية بهدف استقرار البلد، وعدم تكرار أخطاء الماضي، حيث الجميع ارتكب أخطاء والكل راغب بتصحيح هذه الأخطاء.

هناك حديث عن اسهام عربي في اعمار المناطق المدمرة .. هل الدعم العربي للعراق سيكون بلا ثمن؟

العرب جميعهم حريصون على وحدة العراق، ولا توجد أي خطط لتقسيم العراق ولا يقبلون ان يسمعوا من أي شخص الدعوة لأي شكل من اشكال التقسيم والتجزئة، وهذه حقيقة انا المسها، العرب يريدون مصالحة حقيقية بين مكونات الشعب العراقي وهم يريدون الحفاظ على عروبة العراق واستقراره، وهم مستعدون اذا ما رأوا تقاربًا وتفاهمات حقيقية أن يدعموا العراق بكل الوسائل، واعتقد ان الكرة في ملعبنا نحن العراقيين.

ما الخطوة التي ستعقب الزيارات المتبادلة بين السعوية والعراق، والتي بدأت بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير؟

استبشرنا خيرًا بهذا التقارب ، وستكون هناك زيارات أخرى قريبًا، من وزراء خارجية من الخليج العربي وأيضًا من تركيا، وهذا كله امر جيد ويصب في مصلحة العراق.

ومن ايران .. ألا ترغب بأن تكون علاقات إيجابية مع ايران ؟

حتى من ايران .. لا نريد عداء مع ايران، نحن ننشد استقرار العراق ونريد علاقات متوازنة، ولكن سلخ العراق من محيطه العربي فيه خطورة على العراق وعلى المنطقة.

هل لديكم اتصال أو تفاهمات مع التيار الصدري؟

السيد مقتدى الصدر اثبت في اكثر من حادثة انه يسير في الاتجاه الوطني الحقيقي ومواقفه الوطنية المشهود لها كانت صمام امان لعدم التقسيم والتجزئة، نعم لدينا رسائل سواء مع الاخوة في التيار الصدري او مع آخرين فاعلين في الساحة العراقية، وهذا الامر سيصب في مصلحة البلد، نحن نسير جميعاً في الاتجاه الصحيح اذا ما استمرت هذه المواقف الوطنية الرائعة التي كانت في فترة من الفترات بصيص الامل الوحيد.

ما موقفكم من الفيدرالية والاقاليم وسعي قوى سنية الى انشاء إقليم سني قد يبدأ في الموصل؟

نحن مع اللامركزية الإدارية، لماذا يأتي ابن النجف وابن البصرة ويستشهد في الانبار او الموصل ؟، لماذا لا يقوم ابن الانبار بدوره في انخراطه بأجهزة الامن ؟، نحن لا نريد جيوشاً أخرى لانها عبء آخر على الدولة نحن نريد أن نقوي الجيش العراقي الوطني الذي يقود معارك بمهنية عالية جدًا والفرقة الذهبية تقوم بعمل جبار وانا زرت الموصل ووجدت كيف ان الأهالي متفاعلون معهم، بل ويتقاسمون معهم حتى الاكل وهذا لم يكن موجودًا في السابق، اليوم هناك نهج من حكومة السيد حيدر العبادي في التواصل مع القيادات السياسية .

هل تؤمن بإقليم سني في العراق ؟

بوضوح انا ضد أي إقليم سني، وضد أي إقليم طائفي في العراق، لكني مع الدستور، واذا كانت إقامة إقليم فيدرالي فيها خيانة للبلد، فليحاسب من كتبها في الدستور، فلماذا يخوّن من يطالب بإقليم؟. ولكن عني انا خميس الخنجر فأقول انني ضد أي إقليم طائفي وضد أي إقليم في محافظتين، وأؤيد أي شكل من اشكال اللامركزية الإدارية من الجنوب الى الشمال وسمّها ما شئت، اذا كانت عبارة الإقليم تحمل حساسية لدى البعض فأنا مستعد لأن اغادرها لأني أخاف على وحدة البلد .