قررت شركة «يونايتد إرلاينز» الأميركية للطيران طرد أحد الركاب إلى خارج طائرة حجزت الشركة لها تذاكر تزيد على عدد مقاعدها، فاستدعت عناصر الأمن الذين تعاملوا بشدة تفوق الوصف مع الراكب وسط حالة من الاستنكار والصدمة.

بيروت: تعرضت شركة الطيران الأميركية "يونايتد إيرلاينز" الاثنين لعدة انتقادات ونداءات لمقاطعتها بعد أن طردت بالقوة راكبا يحمل تذكرة سفر كان يرفض النزول من إحدى طائراتها بسبب فائض في الحجوزات لرحلة كانت تسيّرها في الولايات المتحدة.

وقد أظهرت لقطات فيديو صوّرها مسافرون رجلاً يصيح في حين يجذبه أفراد الأمن من مقعده، في الرحلة رقم ٣٤١١ المتجهة أمس من مطار أوهير الدولي في شيكاغو إلى لويسفيل في ولاية كنتاكي.

وقد أثارت شركة «يونايتد إرلاينز» موجة غضب واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، ودعوات لمقاطعتها بسبب معاملتها غير اللائقة لراكب آسيوي.

وأوقفت شرطة الملاحة الجوية الضابط المسؤول عن استخدام العنف في محاولة إخراج الراكب إلى حين الانتهاء من التحقيق معه في هذه الواقعة.

وذكرت شركة النقل الجوي أنه كان لا بد من إخراج راكب بصورة عشوائية لإفساح المجال لموظف بديل لدى الشركة للذهاب إلى لويسفيل في ولاية كنتاكي بصورة طارئة، على الرغم من سماحها لجميع الركاب بدخول الطائرة في المقام الأول.&

عنف موثق

وأظهرت لقطات فيديو صورها ركاب الطائرة رجلاً يصيح في حين يجذبه أفراد الأمن من مقعده. أما تهمته الوحيدة فكانت انه اشترى تذكرة للسفر على طائرة «يونايتد إرلاينز» في رحلتها الرقم «3411» من شيكاغو إلى كنتاكي.

ورفض الراكب باستمرار محاولات إخراجه مؤكدا أنه طبيب وعلى موعد مع مرضاه الاثنين، ما دفع طاقم الرحلة إلى استدعاء الشرطة. وشوهد الرجل ذو الملامح الآسيوية أثناء جره على ظهره من يديه وأطرافه في الممر بين مقاعد الطائرة، وفمه ينزف ونظارته معوجة وقميصه مرفوع عن بطنه.

ونجح الراكب بطريقة ما في العودة إلى الطائرة مرة أخرى، والتقطته إحدى كاميرات الركاب وهو يردد "يجب أن أذهب إلى المنزل".&

موجة غضب

وأثار التسجيل موجة غضب على وسائل التواصل. وأثارت هذه الحادثة موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا أن الخطوط الجوية لم تعتذر بالتحديد عن هذا النوع من التصرفات. ودعا بعض مستخدمي الشبكة إلى مقاطعة هذه الشركة، متعهدين عدم اللجوء إلى خدماتها.

لا أسف!

في البداية، لم يعتذر الرئيس التنفيذي للشركة، أوسكار مونوز في خطاب جرى توزيعه على الموظفين عن أسلوب التعامل مع الراكب الذي قال عنه إنه «خالف تعليمات أفراد الأمن».

وقال مونوز إن «هناك دروساً مستفادة للشركة من هذه الواقعة، غير أنه أكد أنه يقف بشكل قاطع إلى جانب موظفيه». إلا انه عاد لاحقا واعتذر مؤكدا أن فريقه يعمل بصورة عاجلة لكشف ملابسات الواقعة.

وأضاف أن الشركة تعمل حاليا على الوصول إلى الراكب الذي تعرض لمحاولة الإخراج بالقوة بهدف حل هذه المشكلة.

وبرر ما حصل بالقول: «حاولنا إيجاد متطوعين (لترك مقاعدهم) ثم اتبعنا الأساليب غير الطوعية لمنع ركوب الطائرة، والتي تشمل دفع تعويض يصل إلى ألف دولار»، وأضاف: «عندما اقتربنا من أحد الركاب لنشرح له معتذرين أنه منع من الركوب رفع صوته ورفض الانصياع لتعليمات أفراد الطاقم».

هيئة الطيران

وقالت هيئة الطيران في شيكاغو في بيان إن «أحد مسؤولي الأمن لم يتبع اللوائح وأجبر على أخذ عطلة من العمل إلى أن يتم النظر في تصرفه».

وقالت إدارة النقل الأميركية إنها تنظر في ما إذا كانت الشركة قد اتبعت التعليمات الخاصة بحجز تذاكر أكثر من عدد المقاعد والتي تلزم شركات الطيران بوضع خطوط إرشادية عن كيفية إنزال الركاب إذا لم يتطوعوا بترك مقاعدهم.

وهذه المرة الثانية في أقل من شهر التي تتعرض فيها الشركة لانتقادات بسبب معاملتها للركاب.