دعا مرجع ديني شيعي إلى عقد ميثاق دفاعي مشترك بين تركيا وسوريا وإيران "لمقاومة حركات الانفصال التي تغذيها الصهيونية"، وحضّ الحكومة العراقية على مطالبة واشنطن باسترجاع الأموال والأسلحة التي لدى الإقليم، وقد وجدت بروكسل أن الوقت غير مناسب للاستفتاء، فحثت الحكومة العراقية على إعدام 500 إرهابي بلجيكي مقدمة الاعتذار إلى بغداد.
إيلاف من بغداد: كشف ممثل البرلمان البلجيكي، الثلاثاء، عن دخول 500 مواطن بلجيكي إلى العراق للقتال مع تنظيم "داعش"، حاثًا الحكومة العراقية على عدم العفو عنهم وإعدامهم، في حين اعتبر أن "الوقت غير مناسب لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان.
تشجيع على الإعدام&
وقال رئيس وفد البرلمان البلجيكي، فيليب ديونتر، الذي يزور بغداد حاليًا، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده اليوم، مع عدد من النواب العراقيين، في مبنى البرلمان العراقي، قال إن "500 شخص جاءوا من بلجيكا إلى العراق، وقاتلوا مع داعش"، مشيرًا إلى أن "هناك أعدادًا كبيرة منهم جاءوا من أوروبا إلى العراق".
وقدم ديونتر "اعتذاره إلى الشعب العراقي بسبب هؤلاء"، مشددًا في موقف لافت على أنه "لا نشجّع مسامحتهم ودمجهم بالمجتمع من جديد، بل نشجّع على إعدامهم من قبل الحكومة العراقية".
بشأن الاستفتاء المقرر إجراؤه في إقليم كردستان في الخامس والعشرين من سبتمبر الحالي، قال ديونتر "إن "تقرير المصير حق مشروع للشعوب"، مشيرًا إلى أنه "شأن داخلي للعراق".
استدرك بالقول "نعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لإجراء الاستفتاء"، داعيًا إلى "حل المشاكل بالطرق الدبلوماسية والحوار".&
وقررت بروكسل تمديد مشاركة قواتها الجوية في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، لمدة ستة أشهر إضافية حتى نهاية العام الحالي.
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، قوله السبت (17 يونيو 2017)، إن تمديد مشاركة بلاده يعدّ إشارة قوية باتجاه شركائها، وإنها شريك يعتمد عليه في التحالف الدولي ضد داعش"، مبيّنًا أن "بلجيكا ستخصص 17 مليون يورو (19 مليون دولار) للعمليات العسكرية ضد التنظيم المتطرف".
أضاف ميشيل أنه من المقرر أن تنتهي المهمة الحالية للطيران البلجيكي المشارك في الحرب ضد داعش في الشهر الحالي، لكن بروكسل قررت تمديد المهمة ستة أشهر أخرى.
ونوه بأنه سوف تتمركز أربع مقاتلات بلجيكية، إضافة إلى 100 جندي، في قاعدة في الأردن، لضرب أهداف للتنظيم في سوريا والعراق.
الخالصي يدعو إلى ميثاق دفاعي مشترك
إلى ذلك دعا المرجع الديني محمد مهدي الخالصي، الثلاثاء، إلى عقد ميثاق دفاعي مشترك بين تركيا وسوريا وإيران "لمقاومة حركات الانفصال التي تغذّيها الصهيونية"، فيما دعا الحكومة العراقية إلى مطالبة واشنطن باسترجاع الأموال والأسلحة التي زوّدت بها إقليم كردستان.
وقال الخالصي في بيان أصدره مكتبه، واطلعت "إيلاف" على نسخة منه، "إضافة إلى ما أقدمت عليه إلى الآن الحكومة العراقية، نرى ضرورة بأن تقوم بجانب ذلك بتقديم طلب رسمي إلى الحكومة الأميركية تحثها على المبادرة لاسترجاع جميع الأموال والأسلحة والمهمات الهائلة التي زوّدت بها إقليم كردستان الفيدرالي في فترة الحرب على داعش، لانتفاء الموضوع أولًا، بعد اندحار الإرهاب".
أضاف الخالصي "ثانيًا هذا أخطر، لأن تلك المهمات تستعمل الآن من قبل الإقليم خلافًا للغرض السابق، وللإضرار بوحدة العراق وتقسيم أراضيه"، مبينًا أن ذلك "يناقض هدف محاربة الإرهاب، بل يصبّ في تشجيعه وتبريره، وأميركا ملزمة وفق اتفاقية الدفاع المشترك بأن تدافع عن العراق وكيانه مقابل الأخطار أو على الأقل ألا تساهم مع العدو للإضرار بالعراق".
وأكد الخالصي على "ضرورة استثمار القلق العام الناجم من فتنة الانفصال القائمة للعمل على إقامة ميثاق دفاعي مشترك بين الدول المعنية، لاسيما تركيا وسوريا وإيران، لمقاومة حركات الانفصال المحتملة، التي تغذيها الصهيونية، كما هي الحال في العراق".
البارزاني يهاجم تركيا وأنقرة: نرفض لغة التهديد
هذا وخاطب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تركيا وإيران قائلًا: "لا نقبل لغة التهديد من أحد، ومن يتعدى علينا سيضطرنا للدفاع عن أنفسنا". أضاف "أقول لجميع أصدقائنا ألا يتحدثوا معنا بلغة التهديد، لأننا لا نقبل التهديد من أحد، وبعد الاستقلال سنكون جيران جيدين، ولن نستخدم القوة ضد أي جهة".
ضمانات خطية
وجدد البارزاني، اليوم الثلاثاء، موقفه من تأجيل الاستفتاء، المزمع إجراؤه يوم 25 سبتمبر الجاري، بتقديم بديل جدي بضمانات دولية، خص بالذكر منها بريطانيا والولايات المتحدة، مطالبًا بـ"ضمانات خطية" لتأجيل الاستفتاء.
وعن وجود بديل من الإستفتاء، قال البارزاني إنه "إذا لم يكن هناك بديل حقيقي، فمن المستحيل أن نؤجّل الإستفتاء، وفي حال وجد البديل الضامن لحقوقنا، فإننا سوف نحتفل في 25 سبتمبر، ونقيم احتفالات جماهيرية، وإذا لم يصلنا البديل، فسنصوّت جميعًا في 25 من الشهر الجاري".
وقال بارزاني في كلمة له خلال مهرجان أقيم في منطقة سوران، حضره المئات، إنه "نريد أن نوصل صوتنا إلى العالم عبر الاستفتاء بأننا نريد الاستقلال". أردف البارزاني إن "لغة المجتمع الدولي والأمم المتحدة قد تغيرت، وهم يتحدثون بكل احترام مع شعب كردستان، وخاطبونا لمرات عدة لتأجيل الاستفتاء"، مشددًا على أنه "إذا لم يقع بأيدينا البديل، فإننا ماضون بالاستقلال، ولن نقبل بوعود شفهية واتفاقات مطاطية".
ونوه بارزاني بـ"أن أولئك الذين يريدون تأجيل الاستفتاء حاليًا، كيف لهم أن يقبلوا بموعد آخر بدلًا منه". وقال إن الإقليم يرفض القبول بأن يمثل الخط الأخضر حدود كردستان، وليس هناك استعداد لمناقشة هذا الأمر.
أضاف البارزاني إن "قرار الاستفتاء هو قرار الشعب الكردي، وليس قرار شخص واحد أو حزب معيّن"، داعيًا جميع المشاركين في "الكرنفال" برفع علم إقليم كردستان فقط، وإنزال أعلام الأحزاب الكردية كافة".
البارزاني: لا نريد المناصب في دولة دينية
حول العلاقة مع الحكومة العراقية في بغداد، قال البارزاني إنه "لم ننجح في الشراكة مع بغداد، لذلك علينا الآن أن نكون جارين أعزاء، فبالنسبة إلينا لم يبق أمامنا أي طريق سوى إجراء الإستفتاء".
وأكد البارزاني، أن "قطع رواتب موظفي الإقليم، كانت بمثابة عمليات أنفال أخرى، يتعرّض لها الشعب الكردي"، مشيرًا إلى أن الدولة العراقية الحالية هي "دولة دينية، وليست فيدرالية، ولهذا نريد الإستقلال، ولا نريد المناصب في بغداد".
وبيّن "نعلم جيدًا بأن جميع قرارات مجلس النواب العراقي هي ضد إقليم كردستان، ولا يزال البعض يعتقد بأننا سنتحاور مع بغداد حول المناصب السيادية والوزارية، ولا يعلمون بأن هذه المرحلة قد انتهت".
معصوم إلى أربيل بعد الاجتماع مع علاوي والمالكي
هذا وعلمت "إيلاف" أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم سيحزم حقائبه نحو أربيل للاجتماع مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بشأن الاستفتاء، حاملًا صيغة للحل، لم يكشف عن تفاصيلها، وذلك بعدما انتهى من اجتماع مع نائبيه نوري المالكي وأياد علاوي، أكدوا فيه وفقًا لما أورده بيان رئاسي على أهمية الحفاظ على اللحمة الوطنية والتعايش السلمي بين العراقيين.
وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن "رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل في قصر السلام في بغداد، صباح اليوم، نائبي رئيس الجمهورية نوري المالكي وأياد علاوي"، مبينًا أنه "جرى خلال اللقاء بحث مجمل الأوضاع العامة في البلاد وملف الاستفتاء في إقليم كردستان".
أضاف البيان، أن "اللقاء استعرض التطورات على الساحة السياسية، وخاصة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان والتجاذبات الحاصلة في ما يخص ملف الاستفتاء والسبل الكفيلة والحلول المناسبة لها".
وشدد رئيس الجمهورية ونائباه على "ضرورة تفعيل الحوارات وتبادل وجهات النظر بين جميع الأطراف السياسية بما يسهم في الوصول إلى توافق سياسي ينهي التوتر القائم بين المركز والإقليم"، مؤكدين على "أهمية الحفاظ على اللحمة الوطنية والتعايش السلمي بين أبناء العراق كافة".
وتشهد البلاد أزمة سياسية خانقة، وذلك بعد إعلان رئاسة إقليم كردستان العراق إجراء استفتاء حق المصير بشأن انفصال الإقليم عن العراق، وذلك في الخامس والعشرين من سبتمبر الحالي، وسط رفض محلي وإقليمي ودولي.
التعليقات