بعد تأكيد مكتب رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري على قبول لبنان عرض المساعدات الروسية ونفيه للتقارير التي تحدثت عن رفض بيروت للعرض الروسي، ما أهمية الأسلحة الروسية للجيش اللبناني في دعمه ضد "الإرهاب"؟.

إيلاف من بيروت: أكد مكتب رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، قبول بلاده عرض المساعدات الروسية، والذي شمل ملايين الأعيرة النارية للشرطة، نافيًا تقارير تحدثت عن رفض بيروت ذلك العرض.

جاء هذا التصريح تعليقًا على ما نشرته إحدى الصحف، إذ أكدت أن الذخيرة كانت معروضة على الجيش اللبناني، وأنه جرى رفضها تحت ضغط الولايات المتحدة.

وأشار المكتب الإعلامي للحريري في بيان له إلى أن الخبر الذي نشرته الصحيفة "عار من الصحة". أضاف: "يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يؤكد أن الخبر عار من الصحة، وأن الجانب الروسي قد تبلغ الموافقة على تسلم الهبة التي ستذهب للزوم قوى الأمن الداخلي في وزارة الداخلية".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عسكري أن الجيش رفض العرض قائلًا إن الرفض جاء لأسباب فنية متعلقة بنوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني، ولا علاقة له بالسياسة.

وفي وقت سابق ذكر مصدر سياسي لبناني رفيع لـ"رويترز" أن الرفض "جاء بذريعة أن لبنان لا يحتاج هذه الأنواع من الأسلحة والذخيرة، لكن السبب (الحقيقي) وراء ذلك ربما كان الضغط من الولايات المتحدة". والولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للجيش اللبناني، إذ منحته ما يزيد على 1.5 مليار دولار من المساعدات منذ عام 2006.

تطوّر التسليح
ماذا عن تسليح الجيش اللبناني والتعاون العسكري بين روسيا ولبنان، وهل هذا الأمر كاف اليوم؟. يقول النائب السابق فادي كرم لـ"إيلاف إن "التسليح يتطوّر، وثقة الدول العالميّة بالجيش اللبناني وقدرته على التماسك قوية أيضًا، وهذه كلها أمور يكتسبها الجيش اللبناني مع الوقت، بناء على إدارته للأمور، وبناء على قيادة الجيش، وبناء على معاركه على الجبهات وقدرته على مجابهة التحديّات العسكريّة".

دور التضامن
أي دور لتضامن اللبنانيين مع الجيش من أجل صدّ كل محاولات "إرهابيّة" ضد لبنان؟. يقول كرم إنها مسألة أساسيّة جدًا، وهي المدماك، فالجيش اللبناني يكون مرتاحًا عندما يكون اللبنانيون متضامنين معه ويؤازرونه كلهم بجميع فئاتهم، ومع تعاون كل اللبنانيين واتفاقهم كلهم بدون استثناء على دعمه بالقرار وأيضًا دعمه سياسيًا، حينها يصبح الجيش اللبناني أكثر قوة وبسالة، من خلال اعتباره الجهة الوحيدة والشرعية للدفاع عن اللبنانيين جميعهم، من هذا المنطلق عندما تتوافر هذه الشروط للجيش اللبناني، يصبح قادرًا على القيام بمعاركه وإنجازاته بشكل مريح جدًا، ولا حل للبنان ولا سلام أو أمن للبنانيين إلا بتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور.

يمسك الوضع
ما الذي يحتاجه الجيش اللبناني اليوم كي يبقى متماسكا&ويستمر في دفاعه الأمنيّ؟. يقول النائب السابق غازي يوسف لـ"إيلاف": &"الجيش اللبناني يمسك الوضع جيدًا على الأرض، ولكن بحاجة إلى أن يملك معدات أكثر للتدخل بصورة أوسع من خلال وحدات متخصصة جديدة".

ويؤكد النائب السابق مروان فارس لـ"إيلاف" أن ليس من مصلحة إسرائيل حصول لبنان والجيش اللبناني على معدّات ثقيلة من روسيا أو من غيرها من الدول، وأميركا تساند إسرائيل في ذلك، إنما هناك وجود إرادة دولية بتقوية الجيش لا بد أن تظهر في المرحلة المقبلة، من خلال تحدي الإرهاب، ونتمنى أن تنجح أي مبادرة هدفها تقوية الجيش اللبناني بما فيها المبادرة الروسية.