فيلييه: بلامبالاة او بخيبة امل، يشكك سكان فيلييه-لو-بيل الضاحية الفقيرة إلى شمال باريس في فاعلية الاجراءات في التي عرضها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مؤخرا لتنمية الاحياء الفقيرة.

وقال ايفون اتونغا رئيس جمعية "غيتو ستار نو ليميت" المخصصة للتدريب المهني لشبان الضواحي ان "خطة الضواحي اعلنها اشخاص لا يعرفون هذه المناطق (...) ليس من الممكن ان تفكر مؤسسات في باريس بمفردها بالحلول التي يجب تقديمها في هذه الاحياء".

واضاف ان "الاسلوب المتبع من اجل الاحياء لم يتغير وهذا ما يؤسفني"، بعد اربعين عاما من الخطط المتتالية لمحاولة حل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي تعاني منها الضواحي في فرنسا.

وتضم فرنسا 1300 حي توصف بانها "اولوية" ويعيش فيها خمسة ملايين شخص. وتواجه هذه المناطق وبينها فيلييه-لو-بيل البطالة والفقر والتهريب.

وفي هذه الاحياء، يعيش حوالى نصف السكان (42,2 بالمئة) تحت عتبة الفقر (التي كانت محددة بـ1015 يورو في 2015)، مقابل 14,3 بالمئة في بقية المناطق.

ومعدل البطالة فيها اكبر ايضا اذ طال ربع سكانها في 2016 مقابل 10 بالمئة في المناطق الاخرى، ويصل الى 35 بالمئة لمن تقل اعمارهم عن ثلاثين عاما.

و"ليستعيد كل فرد كرامته"، قدم ماكرون في 22 ايار/مايو اجراءات لهذه الاحياء، مؤكدا انه يريد "تغيير الاسلوب".

وبين هذه الاجراءات، احداث "ثلاثين الف مكانا في دور الحضانة" المدعومة لتشجيع عمل المرأة، وتنظيم دورات تدريبية لطلاب المدارس في سن 14-15 عاما وتوجيه دعوة الى الشركات لتأهيل وتوظيف شبان من الاحياء الصعبة.

كما وعد رئيس الدولة بخطة لمكافحة تهريب المخدرات سيقدمها "بحلول تموز/يوليو"، الى جانب خطته حول الشرطة داخل الاحياء.

- "اثر المرآة" -لكن كيف ينظر المعنيون إلى هذه الخطة؟ فردا على اسئلة فرانس برس، رفض عدد من الشبان في حي بوي دو لا مارليير الادلاء باي تعليق. وقال احدهم "لا اتكلم"، بينما اكد آخر "آسف" مشيرين الى متاجر مجاورة يمكن للصحافيين التوجه اليها.

وقالت ناديا التي تعمل بائعة في مخبز ورفضت ذكر اسم عائلتها ان "الضاحية مهملة، سواء في في فيلييه-لو-بيل أو غيرها، هذا صحيح".

واضافت "البطالة مرتفعة والشبان لا يعرفون ماذا عليهم ان يفعلوا". وتابعت "احيانا عندما نراهم ببزات، لانهم عادة يرتدون ملابس رياضية، نشعر بالسرور لان هذا قد يعني ان لديهم مقابلة" للحصول على وظيفة.

ورأى ايفون اتونغا الذي تعمل جمعيته على مساعدة الشباب ان الحل الاول لمساعدة "شبان الاحياء" على "عدم التسكع في الشوارع" هو منحهم آفاقا لمستقبل مع اشخاص يشبهونهم، وهو ما يطلق عليه اسم "اثر المرآة".

واضاف "لماذا في هذه الاحياء كل الشبان يريدون ان يصبحوا لاعبي كرة قدم؟ لانهم ينظرون الى فريق فرنسا وفريق فرنسا يشبههم (...) الامر بهذه البساطة".

وقال تيبو تيلييه الخبير في سياسات المدن ان الضواحي الفرنسية شهدت منعطفا في بداية سبعينات القرن الماضي.

واضاف انه في تلك الفترة "قررت السلطات العامة ادراج الفئات الاكثر فقرا في (خطط) الاسكان الاجتماعي" في محيط المدن، وتوجيه الطبقات المتوسطة الى قلب المدن الذي تم تجديده.

واوضح انه "في الاسكان الاجتماعي في الضواحي، لوحظت زيادة في الفقر تجسدت خصوصا بوصول عائلات مهاجرة، وتعزز هذا التوجه بالطبع مع الازمة الاقتصادية".

وتابع ان "تطور الضواحي الصناعية كان نقطة مشتركة في المدن الاوروبية في القرن التاسع عشر"، لكن فرنسا "شكلت استثناء في ما يتعلق ببناء مناطق حضرية كبيرة تضم عشرات الآلاف من المساكن التي بنيت تحت السلطة المباشرة للدولة".

وقال ايفون اتونغا "اذا لم تلجأ الينا المؤسسات لنوضح لها ما يمكن القيام به، اشياء بسيطة وفعالة لا تكلف بالضرورة آلافا او مئات، فلن تصل الى نتيجة".

واكد تيبو تيلييه "على فرنسا القيام بخيار اليوم في ما يتعلق بمستقبل الضواحي".