ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تداعيات فوز رجب طيب أردوغان بفترة رئاسة ثانية لتركيا.

وضمن أردوغان بفوزه حصر معظم السلطات التنفيذية بين يديه ومنحه صلاحيات غير مسبوقة في النظام السياسي الذي أقره الناخبون الأتراك في تعديلات دستورية وافقوا عليها في استفتاء جرى في أبريل/ نيسان 2017.

ونبدأ من صحيفة الحياة اللندنية، التي وصف فيها محمد برهومة أردوغان بـ"الحالة السياسية الفريدة في الدولة التركية الحديثة"، مشيراً إلى أنه "لم يسبقه أحد فيها بعدد سنوات الحكم".

وأضاف الكاتب: "بالتأكيد ليس ثمة مشكلة في أن ذلك كله تمّ عبر صناديق الانتخابات، بل المشكلة أنه عاماً بعد آخر يتم تجريف الحياة السياسية في تركيا بسبب سياسات أردوغان السلطوية، وتمدد ه يمنته على الفضاء العام التركي، صحافة وقضاء وحريات... ما يعني غياب العدالة والتوازن في المنافسة السياسية، وهو ما اتضح في الانتخابات الأخيرة المبكرة".

وكتب رفيق جريش في صحيفة المصري اليوم: "لا نستطيع أن ننكر أن تركيا فى ظل حكم أردوغان أثبتت ذاتها اقتصادياً حيث أصبحت قوة اقتصادية مصدرة لإنتاجها ولكن في نفس الوقت قام أردوغان بتغيير نظامها السياسي إلى نظام رئاسي بدأ العمل به من الآن، حيث ركز جميع السلطات في يده وأضعف سلطة البرلمان والجيش، وذلك بجانب صراعه مع الأكراد على الأرض السورية ومحاولاته عـن طـريق 'الدين' السيطرة على دول البلقان الإسلامية ... وكذلك نقل سياسته إلى داخل قلب أوروبا".

من ناحية أخرى، ناقش ياسر الزعاترة في صحيفة العرب القطرية اهتمام قطاعات عريضة من "الناس العاديين" بتفاصيل الانتخابات التركية. ورأى الكاتب أنه "في المحصلة يمكن القول إن غالبية من تابعوا باهتمام تلك المعركة الانتخابية وفرحوا فرحاً عارماً بالفوز الذي حققه أردوغان وحزبه، ليست لديهم أوهام حول قدرة الرجل على إخراج الأمة من مأزقها الكبير، لكنهم كانوا ينظرون إلى المعسكر الذي يستهدف من جهة، فيما كانوا من جهة أخرى يرون فيه زعيماً مقاتلاً يخطئ ويصيب، ويبدو أكثر انحيازاً لقضايا أمته من كثيرين في المشهد المحيط، وإن استبطن قطاع من الناس في دواخلهم صورة البطل في ظل هزائم تتواصل رغم ضخامة التضحيات التي تُقدّم".

"ازدواجية العلاقات"

وفي صحيفة العرب اللندنية أشار محمد بن محمد العلوي إلى أن "الولايات المتحدة وأوروبا التي تشاركها تركيا الحدود والممرات المائية والاهتمامات الاستراتيجية داخل حلف شمال الأطلسي، لازالت تحتاج إلى أردوغان شريكاً تحت الطلب في ملفات كالإرهاب والهجرة ورغم كل شيء سيواصلون التعاون معه".

ورأى الكاتب أن "أردوغان وظف العقل الاقتصادي لتحقيق مشروعه السياسي، ونجح فعلا في مسعاه داخليا، ولاعب بشكل براغماتي، سياسيا وعسكريا، الأطراف الإقليمية والدولية للتموقع في المسألة السورية والعراقية والليبية، ولم يتوانَ في توطيد علاقاته التجارية والعسكرية والأمنية مع إسرائيل، وعمل كغطاء لأصحاب المصلحة على إعادة انتشار بلاده في أفريقيا على كافة المستويات".

في سياقٍ متصل، كتب محمد السعيد إدريس في صحيفة الخليج الإماراتية يقول: "اعتادت تركيا على ممارسة سياسة 'ازدواجية العلاقات' على المستويين الإقليمي والدولي، لتحصل على المكاسب من أكثر من طرف...أنقرة تفعل الشيء نفسه لتكسب من موسكو على حساب واشنطن، ولتكسب من واشنطن على حساب موسكو، لكنها ستجد نفسها في لحظة ما مضطرة لحسم خياراتها".

وتساءل الكاتب: "هل ستنهي [تركيا] تحالفها مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تتمتع بلادها بعضويته منذ عام 1952 وتتجه نحو تحالف جديد مع روسيا، أم أن تقاربها مع روسيا حالياً مجرد تقارب اضطراري ومنفعي ومؤقت تفرضه الأحداث الساخنة في سوريا، وأنه ربما لن تخاطر بتحالفها التاريخي مع الأمريكيين وحلف (الناتو) لصالح علاقات طارئة واضطرارية؟".