يرى المعنيون بضرورة تجنب تأثير العقوبات الأميركية ضد حزب الله في لبنان، والعمل جيدًا في سبيل عدم تفاقم نتائج الفساد المستشري في لبنان، بعد التحذيرات الدولية من مخاطر الفساد والعقوبات الأميركية ضد لبنان.

إيلاف من بيروت: منذ عامين على الأقل، أي منذ انطلاق عهد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، بدأت التحذيرات الدولية تتزايد من المخاطر الآتية إلى لبنان من بوابتين، البوابة الأولى هي الفساد. أما الثانية فتكمن في تجاهل قانون العقوبات الأميركي على حزب الله.

عن وقع العقوبات الأميركية على حزب الله، ولبنان تحديدًا، يرى النائب السابق عاطف مجدلاني في حديثه لـ"إيلاف" أن "لبنان يستطيع تجنّب تأثير هذه العقوبات على اقتصاده، وهو لا يحتاج تلك العقوبات، لأنه يعاني أصلًا من أزمة إقتصادية كبيرة، لذلك نحن في وضع إقتصادي ضاغط ودقيق، ولا نعرف متى لا سمح الله نصل إلى الإنهيار، مع وجود شركات تقفل أبوابها، ومحال أيضًا، والوضع الإقتصادي في لبنان يبقى صعبًا جدًا، لذلك علينا أن نؤلف الحكومة، وعبر تأليفها نتفادى الأعظم".

الفساد
أما حول التهديد الدولي بالفساد، فيقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إنه لا يزال باكرًا القول إن محاربة الفساد بدأت في لبنان، رغم المؤشرات التي تدل على ذلك، واليوم محاربة الفساد تقررها الحكومة الجديدة التي حتى الساعة لم تبصر النور بعد، ويكون الامتحان الجديد للعهد بعد تأليف الحكومة، وكيف ستتعامل هذه الأخيرة مع محاربة الفساد.

الفاسدون الكبار
ولدى سؤاله هل سيلقى القبض على الفاسدين الكبار في لبنان أم ستكون الضحايا فقط رؤوسًا صغيرة؟. هنا يؤكد حبيقة أن "التجارب السابقة لا تجعلنا متفائلين في هذا الخصوص، يجب أن ننتظر كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة، وطريقة تشكيل الحكومة اليوم تجعلنا&لا نتفاءل كثيرًا، ومحاربة الفساد في لبنان قد يضرب قسمًا كبيرًا من الطبقة السياسية الحاكمة، وهل العهد قوي إلى درجة القيام بهذه المعركة؟". يضيف حبيقة :"نلاحظ اليوم أن تأليف الحكومة يواجه بعض العراقيل، فكيف محاربة الفساد؟".

فساد وعهد&
ولدى سؤاله كيف يمكن للعهد أن يحاسب الفساد المستشري في لبنان؟

يؤكد حبيقة أن عليه القيام بقضية فساد تلو الأخرى، وأن يذهب في كل قضية على حدة إلى النهاية، ثم يلجأ إلى القضية الثانية ويذهب بها إلى النهاية في المعالجة أيضًا.

دولة من دون فساد
لدى سؤاله هل من الممكن أن يصبح لبنان دولة باتجاه القضاء على الفساد؟، يلفت حبيقة إلى أن العهد بحاجة إلى تثبيت نفسه أكثر، وقد بدأ فعلًا بذلك، مع دعم كبير له، هناك جهات تسعى إلى إفشال العهد في موضوع الفساد، من خلال كيفية تأليف الحكومة.

قطاعات فاسدة
أي قطاعات في لبنان تشهد فسادًا أكثر من غيرها؟، يؤكد حبيقة أن القطاع العام هو الأكثر فسادًا في لبنان، وقطاع الأشغال جزء منه، وكذلك قطاع الاتصالات، والتنظيم المدني في الأشغال، وهناك مجال لاكتشاف "مغارات علي بابا" داخل هذه القطاعات.

لماذا حتى اليوم لم يتم القضاء على الفساد في لبنان خلال العهود الماضية؟. يؤكد حبيقة أن الإدارة في لبنان منذ عهدها الأول كانت فاسدة، ولكن هذا لا يعني أن كل الموظفين فاسدون، فهناك رؤوس كبيرة تقوم بالفساد، مع سياسيين فاسدين وعدم إيلاء محاربة الفساد الإهتمام المطلوب، مع عهود ضعيفة لا تقوم بهذه الحرب ضد الفساد.

ثقافة محاربة الفساد
وردًا على سؤال كيف يمكن تثقيف المواطن لجهة محاربة الفساد في لبنان، يرى حبيقة أن التربية يجب أن تبدأ في المنزل مع الأهل وفي المدرسة والجامعات، فللأهل الدور الأساس في تربية أولادهم ضد الفساد.

رغم أن القضاء على الفساد ليس بعملية سهلة في لبنان، ويجب في هذا الشأن تنفيذ إعلانات وبرامج توجيهية في قنوات التلفزيون.

ويلفت حبيقة أن وصول لبنان إلى مرحلة خالية من الفساد لن يكون في أيامنا الحالية، ربما بعد 30 عامًا، وربما نحلم بضرب الفاسدين في لبنان، لإعطاء أمثولة للفاسدين الآخرين.

الشباب ضد الفساد
عن دور توظيف الشباب اللبناني في الإدارات العامة في تعزيز ثقافة محاربة الفساد، يعتبر حبيقة أن توظيف الشباب يبقى مهمًا في الإدارة العامة، ويجب تعزيز الأجور في هذه القطاعات، كي يتشجع الشباب في ولوج قطاعات الإدارات العامة، ويجب تشجيع مبدأ الحساب والعقاب في الإدارات العامة أيضًا من أجل تعزيز ثقافة محاربة الفساد.
&