باريس: اعترفت 14 دولة أوروبية الإثنين رسمياً بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد بعدما رفض الرئيس نيكولاس مادورو الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية ضمن المهلة التي حددتها دول أوروبية له.

لكن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من تبني موقف موحد يعترف بغوايدو بسبب رفض ايطاليا المصادقة على مشروع بيان مشترك في هذا المعنى خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الخميس في بوخارست، وفق مصادر دبلوماسية.

واعترفت 14 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي بغوايدو رئيسا انتقاليا هي اسبانيا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك وهولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا والبرتغال والنمسا وجمهورية تشيكيا والسويد وفنلندا ولوكسمبورغ، فيما اعلنت بلجيكا على لسان وزير خارجيتها ديدييه ريندرز "دعم خوان غوايدو في مهمته لتنظيم انتخابات جديدة حرة وشفافة".

وعلق وزير لم يشأ كشف هويته لفرانس برس "لم يعد لدينا بعد اليوم سياسة خارجية مشتركة".

وردا على اعتراف أوروبيين بغوايدو، اعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان الاثنين أن كراكاس ستعيد تقييم علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأوروبية التي اعترفت بالمعارض غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد.

واورد البيان أن السلطات الفنزويلية "ستعيد في شكل كامل تقييم العلاقات الثنائية مع هذه الحكومات اعتبارا من هذه اللحظة والى أن تعدل عن تأييد الخطط الانقلابية".

وكانت روسيا، احد ابرز حلفاء مادورو، نددت بالمواقف الأوروبية، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نعتبر محاولات منح السلطة المغتصبة شرعيةً بمثابة تدخل مباشر وغير مباشر في شؤون فنزويلا الداخلية".

من جهته، اكد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الاثنين ان المنظمة الدولية لن تضم الى اي مجموعة دول تسعى الى حل الازمة في فنزويلا "حفاظا على مصداقية عرضنا للمساعدة في ايجاد حل سياسي".

وارتفعت اسعار النفط الاثنين في أوروبا وبلغت اعلى مستوى لها خلال العام على خلفية الازمة في فنزويلا التي تملك احتياطيا هائلا ويستمر تراجع انتاجها.

اجتماع أزمة

في هذه الأثناء، أعلن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الاثنين عن مساعدة بقيمة 53 مليون دولار كندي (35 مليون يورو) لشعب فنزويلا، خلال افتتاح اجتماع مجموعة ليما بمشاركة أميركية وأوروبية.

والى جانب الولايات المتحدة وكندا، اعترفت بغوايدو 12 دولة في اميركا اللاتينية تنتمي الى مجموعة ليما بينها كولومبيا والبرازيل المحاذيتان لفنزويلا. ويشارك في اجتماع الأزمة الذي يعقده وزراء خارجية مجموعة ليما في أوتاوا وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بواسطة الدائرة المغلقة.

وكان رئيس البرلمان الفنزويلي التي تهيمن عليه المعارضة اعلن نفسه رئيسا بالوكالة في 23 كانون الثاني/يناير، معتبرا ان مادورو اغتصب السلطة حين اعيد انتخابه لولاية جديدة.

ورفض مادورو الانذار الأوروبي في مقابلة مع قناة "لا سكستا" الاسبانية التلفزيونية بثت مساء الاحد.&

ويتهم مادورو (56 عاماً) الذي يحظى بدعم روسيا والصين وكوريا الشمالية وتركيا وكوبا، الولايات المتحدة بتدبير انقلاب عليه.

وفي مقابلة الاثنين مع قناة تلفزيونية ايطالية، أعلن مادورو أنه وجه رسالة الى البابا فرنسيس طالبا مساعدته ووساطته، وقال "ابلغته أنني في خدمة قضية المسيح (...) وفي هذا السياق طلبت مساعدته في عملية لتسهيل الحوار وتعزيزه".

واضاف "طلبت من البابا أن يبذل اقصى جهوده وان يساعدنا على طريق الحوار. آمل بتلقي رد ايجابي".

وكان جمع السبت آلافا من مناصريه في كراكاس وحض الجيش على رص صفوفه، في حين عرض غوايدو عفوا عن العسكريين الذين ينضمون اليه.

وفي اليوم نفسه، أعلن غوايدو أمام أنصاره ان مساعدات انسانية ستصل في الايام المقبلة الى مراكز خارج الحدود، وتحديدا في كولومبيا والبرازيل وإحدى جزر الكاريبي، مع استفحال الازمة الاقتصادية في فنزويلا والنقص في المواد الغذائية والادوية والتضخم.

وطالب غوايدو الجيش بالسماح بادخال هذه المساعدات، في حين يعتبر مادورو انها تمهد لتدخل عسكري أميركي.

واعلن رئيس الوزراء الاسباني الاثنين أنه يعتزم ان يعرض في إطار الاتحاد الأوروبي والامم المتحدة "خطة مساعدة دولية للاسراع في مواجهة الازمة الانسانية الخطيرة التي تشهدها فنزويلا".

واكد غوايدو السبت أن شهر فبراير سيكون "حاسما" داعيا انصاره الى تظاهرة جديدة في 12 منه.