إيلاف من نيويورك: نجح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق، وليد جنبلاط في كسب موقف أميركي قوي إلى جانبه في المعركة التي يخوضها بوجه فريق رئيس الجمهورية اللبنانية، وحزب الله.

وبعد أربعين يوما من حادثة قبرشمون-البساتين، حركت السفارة الأميركية في بيروت أسطولها الإعلامي مطلقة العنان لبيان تحذيري هزّ الشارع السياسي المتوقف عند تاريخ الثلاثين من يونيو&الماضي.

نجاح جنبلاط

البيان الذي طالب بمراجعة قضائية عادلة وشفافة دون أي تدخل سياسي، وتضمن تشديدا على رفض أي محاولة لاستغلال الحدث المأساوي الذي وقع في قبرشمون بهدف تعزيز أهداف سياسية، عكس نجاح النائب جنبلاط في تصوير حزب الله كطرف أساسي يعمل ضده الى جانب العهد، بغاية محاصرته وتحجيم نفوذه.

أين كُتب؟

ولم يكد يمر وقت قصير على بيان السفارة اللافت، حتى أُثيرت تساؤلات عديدة في لبنان عن الدور الأميركي القادم، وما اذا كان الحبر الذي كُتب به صُنع في عوكر –مقر السفارة- أم في مكاتب الخارجية الأميركية التي تشرف على عمل سفاراتها.

وفق مصادر في واشنطن، فإن السفارة/السفيرة اليزابيث ريتشارد ليس بمقدورها اصدار بيان دون العودة إلى وزارة الخارجية وتحديدا المكتب المشرف على نطاق عملها، والمعني هنا بشؤون بلاد الشام، المسؤول عن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر والأردن ولبنان وسوريا.

ولكن في الوقت نفسه بحسب المصدر، يُمكن للفريق الدبلوماسي العامل في السفارة تقديم اقتراحات ونصائح حول الموضوع المطروح الى المكتب المعني بالشؤون اللبنانية، وبناء على المعلومات المتعددة التي تصل الى الأخير يتم اتخاذ القرار.

ولمّا كانت حادثة البساتين قد اخذت بعدا سياسيا، فإن الموقف الأميركي الأخير يُعد طبيعيا بظل اعتبار جنبلاط نفسه مستهدفا من قبل النظام السوري، وحزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائه.

رسالة الى الحريري

نقطة أخيرة مهمة تجلت في توقيت البيان الذي يأتي قبل أيام قليلة من زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى واشنطن، فالرسالة الأميركية الواضحة ستساهم من دون ادنى شك في ضمان استمرار وقوف الحريري الى جانب جنبلاط وتأييده له لناحية عدم إحالة القضية إلى المجلس العدلي، دون التوقف عند التهويل بإسقاط حكومته.