بعد الموفد الفرنسي الذي زار بيروت مؤخرًا، يتم الحديث عن مسعى روسي على خط حل الأزمة السياسية والإقتصادية في لبنان، فهل ينجح في مهمته الصعبة في لبنان؟

بيروت: على الصعيد الدبلوماسي، وبعد الحديث عن مبادرة فرنسية قريبة باتجاه لبنان من خلال إرسال موفد فرنسي لحث اللبنانيين على التخلص من الأزمة السياسية والإقتصادية التي يمرون بها، يلتقي في موسكو ظهر اليوم مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان المسؤول في الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف للتباحث في الوضع اللبناني، ونقل رسالة من الحريري إلى القيادة الروسية.

وفي السياق الدبلوماسي، نقل عن مصدر دبلوماسي بأنه لا مصلحة لأحد في عدم استقرار لبنان، لا محليًا ولا دوليًا، وتحدث عن عقد اجتماع دولي حول لبنان قد يحصل خلال أسابيع، ولكنه لن يكون مرتبطًا بتشكيل حكومة.

الدور الروسي

عن الدور الروسي في لبنان، بعدما دخلت روسيا لاعبًا مهمًا بسياسات المنطقة، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف" "أن روسيا حتى هذه اللحظة تسعى للتفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو أن هناك اتصالات وثيقة بين الطرفين قد تكون لها انعكاسات مهمة على صعيد المنطقة، وهذا يتطلب تواصلاً عربيًا حقيقيًا، وانتاج تفاهمات جديدة تؤمّن الحقوق العربية تجاه الغير، وهذه فرصة لأن يكون العرب أقوياء وموحدين من أجل التواصل مع العلاقات الدولية الحالية، بينما إذا استمر العرب على خلافاتهم وانقساماتهم فسيكون الجميع بموقع ضعيف تجاه التطورات المرتقبة.

المحور الشرقي والغربي

مع تضارب المصالح بين روسيا وأميركا في المنطقة، هل سنشهد في المرحلة المقبلة استقطابًا لما كان أيام الحرب الباردة بين المحور الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المحور الغربي بقيادة أميركا، وما سيكون موقف لبنان حينها من هذين المحورين؟ يجيب مرهج أن هذا احتمال وارد، ولكن المساعي الروسية تبقى لتجنب هذا المنزلق الخطير، لأن روسيا ليست لديها الإمكانيات الكافية للدخول في سباق التسلح، كما حصل أيام الرئيس الأميركي رونالد ريغن، والرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف.&والأميركيون، بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية الناشئة بمعظمها بسبب الحرب على العراق، ليسوا على استعداد في دخول حرب مما يرتب أعباء كبيرة على الإقتصاد، لذلك، هناك اتصالات حثيثة بين موسكو وواشنطن يجب أخذها في&الإعتبار وليس من الضروري أن يكون الوضع بالحدة التي كان عليها في الماضي أيام الحرب الباردة، ولكن يجب أن نأخذ احتياطاتنا كاملة لهذا الأمر إذا جرى، ويمكن أن يحدث.

روسيا والمسيحيون

عن الحديث بأن روسيا تسعى في الشرق الأوسط الى الحفاظ على الوجود المسيحي فيه وخصوصًا في لبنان لذلك تسعى إلى مد الجسور مع أميركا، يؤكد مرهج أن الضمان للوجود المسيحي أو أي مكون من مكونات لبنان يبقى في وحدة اللبنانيين وليس من خلال أي أمر خارجي، ومن ثم في الاحتضان العربي ومن ثم في التفاهم الدولي، ونرحب بكل مساعدة وموقف إيجابي تجاه لبنان خصوصًا في هذه الفترة التي يشهد فيها لبنان تظاهرات ووضعًا اقتصاديًا صعبًا، والمساعدة تكون للكل وليس تجاه المسيحيين فقط في لبنان، وليس من مصلحة اللبنانيين أن يظهروا ويقيموا علاقات مع الغير من مواقع طائفية أو مذهبية، لأن وحدة لبنان وضمان مكوناته يبقى من خلال وحدة جميع طوائفه ومذاهبه والعمل كلبنانيين من أجل مصلحة لبنان ككل وليس من أجل مصلحة طائفة أو مذهب على حساب طائفة أو مذهب آخر.