لندن: اتهمت الصين، الحكومة البريطانية بـ"الرقص على أنغام أميركا" بعد أن حظرت هواوي للاتصالات من بناء شبكة الجيل الخامس 5G في المملكة المتحدة، كما حذرت أيضًا من أن فرض عقوبات على المسؤولين بشأن انتهاكات حقوق الإنسان سيُقابل بـ "رد حازم".
وقال ليو شياو مينغ، سفير الصين لدى المملكة المتحدة، إن استبعاد عملاق التكنولوجيا الصيني من البنية التحتية يمثل "يوما مظلما" لبريطانيا. وأضاف بأن بكين "لا تزال تقيم عواقب" القرار وسط مزاعم بأن الشركات البريطانية العاملة في الصين قيل لها إن "الانتقام قادم" وقد تكون "على خط النار".
في هذه الأثناء، رد ليو على "اتهامات كاذبة" بانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، حيث واجه السفير لقطات مصورة لأشخاص من الأويغور محتجزين وأجبروا على ركوب القطار في مقاطعة شينجيانغ، من جانب أندرو مار الذي أجرى مقابلة ساخنة معه، اليوم الأحد، على قناة (بي بي سي).
ضغوط
وتتعرض حكومة المملكة المتحدة لضغوط متزايدة لفرض عقوبات على أي من المسؤولين الحكوميين الصينيين المتورطين في أي عمل من هذا القبيل.
وقال السفير الصيني في لندن إنه سيكون من الخطأ تماما أن تفرض المملكة المتحدة عقوبات لأنه حذر من الانخراط في معركة دبلوماسية مع بكين.
لكن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، قال صباح اليوم الأحد، إنه من الواضح أن "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" ترتكب ضد شعب الأويغور في شمال الصين.
وقال وزير الخارجية أيضا أنه سيلقي بيانا في مجلس العموم غدا الإثنين يحدد فيه رد الحكومة الأخير على بكين بفرض قانون الأمن القومي المثير للجدل على هونغ كونغ.
وعرض السيد راب بالفعل طريقًا للحصول على الجنسية لما يصل إلى ثلاثة ملايين هونغ كونغ من ذوي الجنسية الوطنية البريطانية (في الخارج). وغدا سيعلن عن اختتام مراجعة حول ما إذا كانت المملكة المتحدة ستعلق ترتيبات التسليم مع هونغ كونغ.
توترات
وتوترت العلاقات بين الصين وبريطانيا بشكل متزايد، حيث اشتبكت الدولتان مرارًا وتكرارًا في الأشهر الأخيرة بسبب الفيروسات التاجية وهونغ كونغ وشركة هواوي واتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.
وأعلنت حكومة المملكة المتحدة الأسبوع الماضي أنه سيتم حظر Huaweiمن الاستمرار في بناء شبكة 5G بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي مع إزالة جميع معدات شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة بحلول نهاية عام 2027.
وأثار قرار استبعاد الشركة من الشبكة رد فعل غاضب من بكين في حين زادت اقتراحات المملكة المتحدة من احتمال فرض عقوبات على مسؤولي الحكومة الصينية زيادة التوترات.
وقال السفير الصيني لبرنامج "أندرو مار بي بي سي" إنه سيكون من "الخطأ تماما" فرض عقوبات لأنه اقترح أن نهج حكومة 10 داونينغ ستريت تجاه الصين يوجهه البيت الأبيض بالفعل.
وقال السفير: لم نؤمن قط بالعقوبات الأحادية. نحن نعتقد أن الأمم المتحدة لديها السلطة لفرض العقوبات، وإذا ذهبت حكومة المملكة المتحدة إلى هذا الحد لفرض العقوبات على أي فرد في الصين، فإن الصين ستقوم بالتأكيد برد حازم عليها.
تحذير
وأضاف محذرا: "لقد رأيتم ما حدث بين الصين والولايات المتحدة. لقد عاقبوا المسؤولين الصينيين، وعاقبنا أعضاء مجلس الشيوخ، ومسؤوليهم. ولا أريد أن أرى هذه الحلقات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة تحدث في العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة"..
وتابع السفير الصيني قائلا: "أعتقد أنه يجب أن تكون للمملكة المتحدة سياستها الخارجية المستقلة بدلاً من الرقص على أنغام الأميركيين مثلما حدث لهواوي".
وقال ليو إن قرار هواوي كان "سيئًا للغاية" ويعني أن المملكة المتحدة "فوتت فرصة أن تكون دولة رائدة". وقال السفير "ما زلنا نقيم العواقب".
وقد واجه السفير ليو خلال مقابلته لقطات فيديو تم تداولها على نطاق واسع على الإنترنت في الأيام الأخيرة، ويعتقد الخبراء أنها تظهر أن الأويغور في الصين محتجزون وأجبروا على ركوب القطار ليتم نقلهم.
رفض اتهامات
ورفض ليو الاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث قال لأندرو مار: "دعني أخبرك بهذا: إن ما يسمى بالمخابرات الغربية تستمر في توجيه هذا الاتهام الكاذب ضد الصين".
لكن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي ظهر في نفس البرنامج، قال إن المملكة المتحدة ليس لديها أدنى شك في حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال "من الواضح أن هناك انتهاكات فاضحة وجسيمة لحقوق الإنسان".
وأكد راب: "نحن نعمل مع شركائنا الدوليين في هذا الصدد. إنه أمر مزعج للغاية. إن تقارير الجانب الإنساني منه - من التعقيم القسري إلى معسكرات التعليم - تذكرنا بشيء لم نره منذ فترة طويلة"
وأشار راب الى أن"هذه التصرفات من عضو بارز {الصين} في المجتمع الدولي يجب أن تؤخذ على محمل الجد وفي الواقع الذي نريده علاقة إيجابية معه. لكننا لا نستطيع أن نرى مثل هذا السلوك ولا نناديه".
وأكد وزير الخارجية البريطاني على أنه "لن يكون هناك عمل كالمعتاد مع تقدم الصين إلى الأمام في تصرفاتها"، لكنه أصر على أن المملكة المتحدة لن "تنزلق إلى بعض النهج العقائدي القديم".
تحذير قادة شركات
وجاءت تعليقات وزير الخارجية البريطانية، بعد أن اتضح أن قادة الشركات البريطانية في بكين قد تم استدعاؤهم إلى اجتماع حيث أخبرهم مسؤول حكومي صيني على ما يبدو أن عملياتهم قد تعاني بسبب التوترات المتزايدة مع بريطانيا.
وقال مصدر لصحيفة (صنداي تايمز) البريطانية: "كانت الرسالة من استدعاء قادة الشركات هي أن الانتقام قادم وأن الشركات البريطانية في الصين في خط النار".ويُعتقد أن بعض أكبر شركات المملكة المتحدة على المسرح العالمي مثل جاغوار ولاند روفر وشركة بريطانيا للنفط BP و شركة الأدوية البريطانية العالمية، التي تقوم بالأبحاث البيولوجية وإنتاج اللقاحات والأدوية الصحية(غلاكسوسميث كلاين GlaxoSmithKline) يمكن استهدافها جميعًا بقرارات من جانب حكومة بكين.
التعليقات