إيلاف من الرباط: قال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، اليوم الاثنين بالرباط، إن الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات يعد المرجعية الأولى في ليبيا. وأضاف المشري ، في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها مع رئيس مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية بالبرلمان ) حكيم بنشماش: "نبحث أيضا مع الإخوة في المغرب حول موضوع تطبيق الاتفاق السياسي وتعديله بما يتلاءم ويتطور مع المرحلة الحالية من خلال الآليات المعتمدة".

وزاد المشري قائلا إن "كل المبادرات التي يمكن أن تطرح في تعزير تفعيل الاتفاق السياسي أو تطويره بما لا يتعارض مع آليات عمله، هي أمور مقبولة ونبحث في التفاصيل أكثر".

وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان سيلتقي مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ، الذي يوجد بدوره بالمغرب،قال المشري إنه لا يوجد ترتيب أو تنسيق مسبق لمثل هذا اللقاء، إلا أنه استدرك "لا مانع من لقاء الليبيين وكل الهيئات المنبثقة عن الاتفاق السياسي بمن فيهم أعضاء مجلس النواب".

وأفاد المشري بأن مجلس الدولة الليبي ظل على تواصل دائم مع مجلس المستشارين المغربي ، حيث تم إعداد خطة كاملة منذ فترة للتعاون بين المجلسين بما يحقق تطوير التشريعات والاستفادة من التجارب بين الطرفين. وأكد المسؤول الليبي أن المباحثات مع بن شماش تمحورت حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، فضلا عن التطرق للوضع الداخلي في ليبيا.

من حانبه، قال بنشماش ان طموح مجلس المستشارين المغربي ، من خلال هذه الزيارة ، يتمثل في بناء شراكة قوية بين المؤسستين، مضيفا أنه "يوجد في رصيد علاقاتنا المحترمة كثير من الأوراش والمشاريع التي تم التخطيط لها قبل جائحة كوفيد-19 للاشتغال عليها معا".

وبعد أن أبرز بن شماش أنه تم خلال المباحثات تجديد التأكيد على مواصلة العمل الثنائي في هذا الاتجاه، سجل أن استقبال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي يعد "مناسبة لتجديد التعبير عن التزام كافة الهيئات والمؤسسات في المغرب بتقديم كل ما تستطيع المملكة أن تقدمه من أجل رؤية ليبيا وقد استعادت عافيتها كبلد موحد ومستقر ". وتابع "نحن نثق في قدرة الأشقاء الليبيين على تجاوز العقبات خلال المرحلة الانتقالية التي نرجو أن لا تطول كثيرا من أجل أن تستأنف ليبيا الشقيقة بناء دولتها المدنية القوية المستقرة، ولكي تلعب دورها كاملا على صعيد منطقة شمال افريقيا".

أضاف بن شماش أنه تم التباحث حول ضرورة العمل المشترك واستثمار كل الفرص المتاحة من أجل تجديد الاتفاق السياسي الملائم الذي رعاه المغرب بالصخيرات، مشددا على القول "نحن هنا بالمغرب رهن إشارة الأشقاء الليبيين لتقديم كل ما نستطيع أن نقدمه من أجل تحقيق هذه المهام والأهداف النبيلة، وكل ذلك خدمة منا للراوبط والقواسم القوية المشتركة التي لا يمكن أن تعصف بها أية مستجدات". وقال بن شماش " إن ما يجمعنا بليبيا هو التاريخ ومقومات الهوية المشتركة والدين والتطلعات والمصير والتحديات المشتركة".

يذكر بأن صالح كان قد أجرى، في وقت سابق اليوم، مباحثات مع رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي.