اسطنبول: بدأ كبير قضاة حقوق الإنسان في أوروبا زيارة مثيرة للجدل إلى تركيا الخميس رغم انتقادات المنظمات الحقوقية لما تعتبره سجل أنقرة سريع التدهور في مجال حقوق الإنسان.

ومن المقرر أن يلتقي روبرت سبانو، وهو أيسلندي إيطالي بدأ ولايته كرئيس للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في مايو، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

بدأ سبانو زيارته بلقاء رئيس المحكمة الدستورية التركية وإلقاء كلمة في وزارة العدل التركية بعنوان "استقلال القضاء ركن أساسي في سيادة القانون".

ومن المتوقع أيضًا أن يحصل سبانو الجمعة على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة اسطنبول.

وتأتي الزيارة فيما تتزايد المخاوف إزاء حالة حرية التعبير في تركيا في ظل حكم إردوغان الذي أصبح رئيسا في 2014.

وصنفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا في المرتبة الثانية بعد روسيا على قائمتها لانتهاكات حقوق الإنسان المسجلة في 2019، مع تسجيل 113 مخالفة في تركيا و198 مخالفة في روسيا.

وتتعرض تركيا لانتقادات لاذعة عادة من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان بشأن اعتقال الصحفيين وقادة المجتمع المدني والسياسيين المعارضين.

كما شددت حكومة إردوغان سيطرتها على الإنترنت، بما في ذلك الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأغلقت خلال السنوات القليلة الماضية محطات تلّفزة ووسائل إعلام معارضة.

ذكرت مجموعة "بي 24" التركية المدافعة عن حرية الصحافة أن 92 صحفيًا يقبعون وراء القضبان في تركيا اليوم.

كما سجنت الحكومة عشرات الآلاف من الأشخاص وطردت أكثر من 100 ألف من وظائفهم الحكومية في إطار حملة قمع على مستوى البلاد أعقبت الانقلاب الفاشل في عام 2016..

ويقول نقاد إنّ حملة القمع تجاوزت مدبري الانقلاب المزعومين وباتت تستهدف إسكات كافة أطياف المعارضة في تركيا.

وانتقد الصحفي محمد ألتان، أستاذ الاقتصاد الذي قضى قرابة عامين في السجن بسبب صلات مزعومة بالانقلاب الفاشل، زيارة القاضي الكبير في رسالة مفتوحة ووصفها بأنها جاءت في توقيت غير مناسب.

وكتب هذا الأسبوع "في الظروف العادية، سيكون من دواعي سروري بالطبع أن أسمع أنك ستزور تركيا. للأسف هذا ليس الحال الآن".

برأت محكمة في اسطنبول ألتان في نوفمبر الفائت، بعد عام واحد من حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن تركيا انتهكت حريته في التعبير.

وفصل ألتان من وظيفته في جامعة اسطنبول بموجب مرسوم طوارئ صدر بعد محاولة الانقلاب الفاشل.

لا يزال شقيقه أحمد ألتان، الصحافي والكاتب، في السجن بانتظار الاستئناف على حكم بسجنه.

كما يقبع القيادي البارز في المجتمع المدني عثمان كافالا والسياسي الكردي صلاح الدين دميرتاش خلف القضبان بتهم مختلفة.