إيلاف من دبي: نسبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى محللين ودبلوماسيين سابقين ومصادر أمنية قولهم إن استقرار الأردن يجب أن يكون دائمًا محل اهتمام إسرائيلي.

تقول الصحيفة إن قول الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، إنه قيد الإقامة الجبرية، بسبب أعمال تستهدف أمن واستقرار حليف رئيس لإسرائيل والولايات المتحدة، أحدث صدا واسعا على الصعيدين العالمي والإقليمي.

تضيف: "بمجرد أن هدأت العاصفة، بدا الأمر كما لو أن القصة مبالغ فيها، خاصة بالنظر إلى أن الأمير حمزة لا يبدو أنه يحظى بدعم الجيش الذي يعد عنصرا ضروريا لنجاح الانقلاب الأردني"، ناقلية عن نمرود نوفيك، كبير مستشاري الرئيس ورئيس الوزراء الراحل شيمون بيريز قوله: "بدون دعم من الجيش، لا يعد الانقلاب انقلابا".

لكن الاقتصاد الضعيف في الأردن، والذي تفاقم بسبب جائحة كورونا واستضافته لعدد كبير من اللاجئين من الصراع السوري في العقد الماضي، أوجد أرضية خصبة مثالية لأزمة محتملة، حسبما تقول جيروزاليم بوست.

وبحسب تقرير نشره موقع "الحرة"، ترى جيروزاليم بوست أن "أحداث السبت في الأردن يجب أن تكون بمثابة دعوة لانتباه الإسرائيليين، وإيلاء المزيد من الاهتمام لجارتها المباشرة".

وتابعت "أطول حدود لإسرائيل مع الأردن، حيث توفر المملكة الهاشمية لإسرائيل منطقة عازلة من العمق الاستراتيجي بينها وبين العراق وإيران".

وبدون الأردن، يتكهن البعض أن إيران يمكن أن تحصن نفسها على طول تلك الحدود الأردنية بالإضافة إلى الحدود السورية، بحسب الصحيفة، التي نقلت عن مصادر أجنبية قولها إن "الأردن يوفر لإسرائيل طريقا جويا لمهاجمة ميليشيات إيران في سوريا".

وقال المفاوض الأميركي السابق دينس روس، الذي خدم خلال إدارات الرؤساء أوباما وكلينتون وبوش: "يجب أن نهتم دائما بما يحدث في الأردن. لقد كان موقف الأردن محوريا واستقراره ضروري".

وأضاف روس، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إذا لم تتمكن إسرائيل من الاعتماد على الأردن للحفاظ على الأمن على طول تلك الحدود، فإن ذلك يغير الاستراتيجية العسكرية للبلاد بأكملها.

وأكد أن المخاطر كبيرة أيضا بالنسبة للولايات المتحدة ودول الخليج.

وتابع روس: "هذه دعوة للانتباه لأن المخاطر كبيرة، وهذا يمنحنا سببا وجيها للتقييم والتفكير فيما إذا كانت هناك أشياء يمكننا القيام بها بشكل مختلف عما نفعله الآن".

وفي نفس السياق، قال السفير الإسرائيلي السابق في الأردن عوديد عيران، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إن إسرائيل حافظت على علاقات وثيقة وجيدة مع الجيش الأردني.

لكن نوفيك قال إن العلاقات بين الحكومتين كانت سيئة، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تستثمر في الاستقرار الأردني، ويجب أن تأخذ أحداث السبت على محمل الجد.

وأضاف أن الأزمة بين البلدين تشمل فشل إسرائيل في التعامل بجدية مع دور الحراسة الخاصة بالأردن في الحرم القدسي، وأن هذا يعني تقويض شرعية النظام.

وأشار إلى أزمة الشهر الماضي، حينما منعت إسرائيل ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله من زيارة المسجد الأقصى بسبب خلاف بشأن الترتيبات الأمنية في الموقع.

يأتي ذلك عقب تقارير تفيد بأن إسرائيل ستدرس دورا للسعودية في الحرم القدسي، كما أوضح نوفيك، الزميل في منتدى السياسة الإسرائيلية وفي اللجنة التوجيهية لقادة الأمن الإسرائيلي.

وأضاف "هي سلسلة من الحوادث الصغيرة؛ تبدو كل واحدة وكأنها شجارا في روضة أطفال، لكن إذا جمعتها معا، ستكون ذات تأثير".

ولفت على أنه في الأسبوع الماضي فقط، أرجأ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الموافقة على طلب الأردن تزويده بالمياه، وفقا لتقارير إعلامية.

واقترح محللون آخرون، من بينهم دينس روس، أن مساعدة إسرائيل في أزمة المياه يمكن أن تقطع شوطا طويلا لمساعدة الملك عبد الله الثاني، إلى جانب المضي قدما في مشاريع مشتركة تساعد الأردن اقتصاديا.

وأشار نوفيك إلى أنه يجب أن يكون هناك نهج استراتيجي شامل، داعيا نتانياهو إلى تشكيل فريق عمل مشترك بين الوكالات لمناقشة سبل المساعدة في تحقيق الاستقرار في الأردن.