لندن: قرر القضاء الدولي الأربعاء نقل الزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كارادجيتش الذي حكم عليه عام 2019 بالسجن مدى الحياة بتهم الإبادة الجماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية، إلى بريطانيا حيث سيقضي عقوبته.

وكارادجيتش البالغ 75 عاماً معتقل حالياً في مركز احتجاز تابع للأمم المتحدة في لاهاي. ينتظر نقله إلى سجن خارج هولندا، حيث سيُنفذ عقوبته لدوره خصوصاً في مجزرة سربرنيتسا أثناء حرب البوسنة (1992-1995).

ولا يزال موعد نقل كارادجيتش غير معروف، ولكن يُفترض أن يحصل "في أقرب وقت ممكن"، بحسب نصّ القرار.

وقالت متحدثة باسم آلية المحاكم الجنائية الدولية التي تولت مهام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بعد إغلاقها عام 2017، لوكالة فرانس برس إن موعد نقله سيبقى "في سرية تامة (...) لأسباب أمنية".

وكونها بين الدول التي لديها اتفاقات مع القضاء الدولي، اقترحت بريطانيا أن ينفذ كارادجيتش عقوبته على أراضيها. ولا يمكن لكارادجيتش أن يقضي عقوبته في مركز الأمم المتحدة في لاهاي لأنه ليس سجناً.

وفي قرار نُشر الأربعاء، صادقت آلية المحاكم الجنائية الدولية على الاقتراح البريطاني الذي سبق أن وافق عليه المُدان.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن "رادوفان كارادجيتش هو أحد الأشخاص النادرين الذين أقروا بذنبهم في هذه الإبادة. فهو مسؤول عن ذبح رجال ونساء وأطفال أثناء إبادة سربرنيتسا وشارك في إبقاء حصار ساراييفو بهجماته عديمة الرحمة على المدنيين".

في آذار/مارس 2016 حُكم على كارادجيتش في غرفة الدرجة الأولى بالسجن 40 عاماً. إلا أن محكمة الاستئناف حكمت عليه عام 2019 بالسجن مدى الحياة.

ووجّهت إليه تهم بممارسة الاضطهاد وارتكاب جرائم قتل واغتصاب ومعاملة غير إنسانية ونقل قسري، خصوصاً أثناء حصار ساراييفو الذي استمر قرابة أربعة أعوام (أكثر من 10 آلاف قتيل) وأثناء مجزرة سربرنيتسا عام 1995 (إعدام ثمانية آلاف رجل وفتى)، وهي أسوأ مجزرة ارتُكبت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد وصفها القضاء بأنها إبادة.