إيلاف من بيروت: بينما يسقط لبنان عميقًا أكثر فأكثر في الثقب الاقتصادي الأسود، شهدت حدوده الجنوبية مع إسرائيل في الأسابيع الأخيرة حوادث مقلقة، من تهريب أسلحة إلى تسلل وهجمات صاروخية.
بعد حالة من الجمود المستمر منذ عقود بين الفصائل المتناحرة في لبنان، تعرض اقتصاد هذا البلد للانهيار، ويعيش أكثر من نصف السكان الآن تحت خط الفقر، ولا يكفيهم مالهم لشراء الضروريات الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء. وأصبحت أعمال الشغب ضد الحكومة اللبنانية شبه يومية، كما صار العنف أمرًا روتينيًا في محطات الوقود والمصارف والصيدليات ومحلات البقالة.
على الرغم من أن لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميًا، فقد عرضت تل أبيب مساعدة بيروت أكثر من مرة. كما كان الجيش الإسرائيلي يراقب الوضع في لبنان عن كثب خشية أن يتدهور أكثر.
تحذير إسرائيلي
قد حذر رئيس الأركان أفيف كوخافي ووزير الدفاع بيني غانتس من أن إسرائيل لن تتسامح مع أي عنف عبر الحدود بسبب الأزمة الاقتصادية، كما قال الجيش إنه لا يعتقد أن حزب الله سيهاجم إسرائيل، لكنه يعد نفسه لمواجهة أي تطورات إذا اندلعت أعمال عنف.
وشهدت الأحداث الأخيرة رد حذرًا من الجيش الإسرائيلي، ما يذكرنا بالطريقة التي تصرف بها ضد حماس في قطاع غزة عندما كان يحاول منع حدوث تدهور كبير هناك. أي إذا تم إطلاق صاروخ من القطاع الساحلي باتجاه جنوب إسرائيل ولم يعلن عن وقوع إصابات، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد بالدبابات أو المدفعية على مواقع فارغة لحماس من دون قتل أو إصابة أي من ناشطي الحركة.
على الحدود الشمالية ، كان الجيش الإسرائيلي مشغولاً بحملته في الحرب ضد حزب الله وضد ترسيخ إيران أقدامها في سوريا، ووقع هجومان في الأراضي السورية نسبتهما مصادر أجنبية إلى إسرائيل هذا الأسبوع.
في الوقت نفسه، تم استهداف إسرائيل بصاروخ من جنوب لبنان. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلق مسلحون فلسطينيون، ربما ينتمون إلى حماس، صواريخ من القليلة اللبنانية ردًا على التوتر في القدس. وردت إسرائيل بإطلاق عشرين قذيفة باتجاه مصدر إطلاق الصواريخ. لكن الموقع كان خاليا إذ فر منه المسلحون بعد وقت قصير من إطلاقهم الصواريخ.
على الرغم من إطلاق صفارات الإنذار في حيفا وضواحي كريات بياليك وكريات موتسكين المطلة على خليج حيفا، ردت إسرائيل بنفس الطريقة أي بقذائف المدفعية.
حزب الله يعلم
لا شيء يتم في جنوب لبنان من دون علم حزب الله، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية عبر الحدود. وفي حين لا يتم إطلاق جميع الهجمات بناءً على طلب الحزب، فقد تتوافر معلومات استخبارية أساسية له حول كيفية استجابة الجيش الإسرائيلي لمثل هذه الحوادث.
ربما لم يمنح حزب الله الضوء الأخضر لأولئك الذين أطلقوا الصواريخ، تمامًا كما لم يخبروا العمال المهاجرين الأفارقة بعبور الحدود الأقل أمانًا الخميس الفائت. لكن المجموعة كانت قادرة على رؤية ودراسة ومعرفة كيفية رد الجيش الإسرائيلي في التخطيط لهجمات مستقبلية ضد إسرائيل.
تم القبض على العديد من العمال المهاجرين وهم يتسللون إلى البلاد، بما في ذلك في يونيو، عندما نجح تركيان في عبور الحدود وتم القبض عليهما بعد 11 ساعة. وألقت القوات الإسرائيلية القبض على الذين عبروا الحدود الخميس بعد نحو ست ساعات. وتم إحباط ما لا يقل عن خمس محاولات كبيرة لتهريب المخدرات والأسلحة منذ بداية العام الحالي. ففي فبراير، تم ضبط 12 كيلوغراما من المخدرات في منطقة دوفيف، وتم اعتقال أحد المشتبه بهم في إسرائيل. وفي مطلع إبريل، تم ضبط مسدسين و كيلوغرامين من المخدرات في منطقة المطلة وتم اعتقال عدد من المشتبه بهم.
جرس إنذار
في مطلع يونيو، تم ضبط 15 مسدسًا وعشرات الذخائر و 36 كيلوغرامًا من المخدرات وتم اعتقال عدد من المشتبه بهم. وفي منتصف يونيو، تم ضبط 12 مسدسًا قرب المطلة، وتم اعتقال أحد المشتبه بهم في إسرائيل.
على الرغم من أن عمليات التسلل وتهريب المخدرات والأسلحة إلى إسرائيل لا تشبه الهجمات الصاروخية، فإنها تعد جرس إنذار للجيش. فإذا استمر الجيش الإسرائيلي في الرد على مثل هذه الأحداث مثل رده في غزة، هل يصبح سكان الشمال مثل سكان الجنوب؟ هل يصبحون ضحايا لإطلاق مستمر للصواريخ؟
ربما ينشغل حزب الله بانهيار لبنان، لكنه لم تتوقف عن التعلم والمراقبة، مستغلًا كل فرصة لجمع معلومات استخبارية عن الجيش الإسرائيلي.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "جيروزاليم بوست".
التعليقات