إيلاف من بيروت: لا بد من أن يسأل المرء: إلى أين يأخذ حزب الله لبنان واللبنانيين؟
ولا بد أن يسأل المرء المستائين من الإجراءات السعودية والخليجية تجاه الحكومة اللبنانية: ماذا فعلت المملكة العربية السعودية وإخوتها في الخليج من أذى للبنان كي تصل المغالاة بحزب الله إلى إرسال "إرهابييه" لتنفيذ عملية يسميها زورًا "استشهادية" في قلب العاصمة السعودية الرياض؟
هذا ما كشفته "الإخبارية" السعودية ببثها مقطع فيديو مسرب لمدرب من إرهابيي حزب الله يتكلم إلى إرهابيين آخرين عن هذه العملية، وكأن أرض الله سائبة بلا من يدافع عنها، أو كأنها أرض بلا راع يرعاها.
ما أرادته السعودية، ومعه الإمارات والكويت والبحرين، هو دق ناقوس الخطر. فربما صُمَّت الآذان عن القول الحق، وعسى أن يكون الفعل أشد إيلامًا للاستيقاظ من أحلام اليقظة.
فهل يستفيق بعض حاملي الجنسية اللبنانية من الناس الذين تتبع أهواؤهم طهران؟
ربما لن تفيد كل آلام الناس الذين يقعون ضحايا وهم القوة الذي يعزز غريزة حزب الله العدوانية مصورًا له نفسه ماردًا تهابه الأمم.
إنه وهم.. وأنت واهم في ما أنت ماض فيه.. هذا الذي يصل إلى حدود العيب، ومَثَلُه لافتات نصبت على طريق المطار، أقل ما يُقال فيها إنها ليست من شيم اللبنانيين.
لكن، ماذا نقول؟ فهذا الذي نصبها لا يمت إلى لبنان بأي صلة، ولبنان العربي منه براء.
ما فعله وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام مولوي لا يتجاوز الواجب، إذ بعد التداول بوجود لافتة مسيئة لدول الخليج عند الطريق المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي، أوعز مولوي إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لإزالتها بشكل فوري، وجدد التأكيد على الحرص المطلق على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب.
لن يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل أن يقرن المسؤولون اللبنانيون أقوالهم بالفعل. ولن يعود الخليجيون إلى لبنان قبل أن يحزم اللبنانيون أمرهم، ويخرجوا من أنفسهم الداء الإيراني. وهذا في الخليج "جواب نهائي".
التعليقات