إيلاف من القدس: تدرس "الحركة الأسيرة الفلسطينية" مقترحاً لوقف الاضراب عن الطعام في سجون إسرائيل، على خلفية أنه لم يأتِ بالنفع على الحركة بشكلٍ عام، في حين يُضر بالأسير المضرب صحياً ونفسياً لأمدٍ طويل.

وعلمت "إيلاف" من مصدر مطلع أن إسرائيل وعدت السلطة الفلسطينية بإلغاء ما يسمى "الاعتقال الإداري"، والذي يتم من دون أي محاكمة أو اتهام وتعمل إسرائيل فيه بموجب قانون طوارئ انتدابي. إذ تقوم النيابة بتمديد اعتقال الفلسطيني إدارياً بموجب أمر من وزير الدفاع يمكن تجديده كل ثلاثة أشهر.

وقال المصدر أن رئيس الشاباك الإسرائيلي روتين بار ناقش هذا الأمر مع رئيس جهاز الأمن الفلسطيني العام للواء ماجد فرج، مشيراً إلى أن "هناك عمل في وزارة العدل الإسرائيلية لايجاد الصيغة الملائمة والقانونية لمواجهة مثل هذه الأحداث والاعتقالات ووقف العمل بالاعتقال الإداري".

وأكدت مصادر إسرائيلية ذات صلة لـ"إيلاف" أن هذا الموضوع وضع قيد البحث فعلاً في إسرائيل، وأن رئيس الشاباك نقل الموضوع إلى المستشار القضائي الإسرائيلي للبت فيه واتخاذ القرار الملائم، على حد تأكيد المصادر.


رئيس الشاباك الإسرائيلي روتين بار

الأمعاء الخاوية

وبالعودة إلى موضوع "وقف الإضراب عن الطعام"، فقد قال مصدر مطلع من داخل "الحركة الأسيرة الفلسطينية" إن هيئات ومنظمات دولية صديقة للحركة الأسيرة، قد تقدمت بهذا المقترح بسبب تدهور صحة المعتقل الاداري هشام ابو هواش بعد 141 يوماً من تنفيذه إضراباً عن الطعام، علماً أن إسرائيل قامت بالافراج عنه خشية من اندلاع اشتباكات بين الفلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية، عندما تيقنت أنه قد يموت في السجن، في وقتٍ كانت مدة محكوميته قد شارفت على الانتهاء.


فلسطينيون يشاركون في احتجاج تضامني مع الأسير المضرب عن الطعام في حينها هشام أبو هواش في رام الله، 3 كانون الثاني/ يناير 2022

وفيما عقد عدد من المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين ومن نادي الأسير ومن قادة الأسرى المحررين واللجان والجمعيات المعنية من أجل تدارس موضوع إلغاء الإضراب عن الطعام أو "الأمعاء الخاوية" كما تُطلق عليها الحركة الأسيرة في سجون إسرائيل، أفاد "المصدر" أن الهيئات والجهات الحكومية وغير الحكومية الدولية تقدمت بمقترح يقضي بوقف العمل بالإضراب الفردي أو الجماعي عن الطعام، لأن هذه الخطوات لا تفيد الأسرى على المدى القصير ولا الطويل، فيما تتسبب في غالب الأحيان بأضرار صحية مزمنة، وقد تؤدي إلى وفاة الأسير، من دون أن تجلب أي نتيجة تذكر.

وقال المصدر إن إسرائيل لا يشغلها هذا الموضوع كثيراً، شارحاً أن غالبية من أُفرِجَ عنهم بعد إضرابهم عن الطعام كانوا أسرى إداريين ومدة محكوميتهم شارفت فعلاً على الانتهاء.