واشنطن: بعد سنة على وقوع هجوم مبنى الكابيتول، يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس لرسم صورة قاتمة عن ديموقراطية أميركية التي لا تزال مهددة وخصوصا بسبب هجمات سلفه دونالد ترامب.

الرئيس الديموقراطي (79 عاما) الذي وعد خلال حملته الانتخابية بالكفاح من أجل "روح أميركا" سيتحدث عند الساعة 14,00 ت غ من الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي، والى جانبه نائبته كامالا هاريس.

أثار اقتحام هذا الصرح قبل سنة من قبل مناصري دونالد ترامب صدمة في الولايات المتحدة والعالم، حين حضروا بالآلاف الى المبنى في محاولة لمنع البرلمانيين من المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية.

ساكي

لا ينوي الرئيس الحالي توفير انتقاداته. ففي خطابه يريد أن يؤكد على "المسؤولية الخاصة للرئيس ترامب في الفوضى" كما أعلنت الناطقة باسمه جين ساكي الأربعاء.

وقالت "ينظر (بايدن) إلى ما حدث في السادس من كانون الثاني/يناير على أنه تتويج لما ألحقته سنوات حكم ترامب الأربع ببلادنا" موضحة أن "الرئيس بايدن يدرك تماما التهديد الذي يطرحه الرئيس السابق على نظامنا الديموقراطي".

وبذلك سيخرج بايدن عن النهج الحذر الذي اعتمده البيت الأبيض حتى الآن عبر تجنب ذكر الرئيس السابق بالاسم.

غيابٌ جمهوري

من جانب الجمهوريين، فان الاستراتيجية ستكون البقاء بعيدا عن الاضواء.

فقد أعلن زعيم المحافظين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أنه لن يحضر المراسم المقررة في واشنطن الخميس. وسيحضر جنازة سناتور أميركي سابق في أتلانتا في جنوب الولايات المتحدة.

ترامب يتراجع

من جانبه، ألغى دونالد ترامب مؤتمره الصحافي الذي كان مقررا الخميس من دارته الفاخرة في منتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا.

والملياردير الأميركي الذي لا يتراجع عادة عن مواقفه، هل يكون اعتبر ان التحدث في هذا اليوم سيشكل استفزازا كبيرا؟ أو اتخذ قراره لان تحقيقا برلمانيا حول المحرضين على أعمال العنف التي وقعت في الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021 يقترب من أوساطه؟

لكن الرئيس السابق واصل رغم ذلك تصريحاته الهجومية. وأكد مجددا الثلاثاء من دون أن يقدم اي دليل، أنّ الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام بايدن في نهاية 2020 شابتها عمليات "تزوير" معتبرا أنها "جريمة القرن" رغم أن المرشح الجمهوري تقدم عليه بأكثر من سبعة ملايين صوت.

ويبدو أن هذه النظرية لاقت تأييدا لدى شريحة تتجاوز الحشد الذي هاجم الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير 2021. فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع "أكسيوس" الإخباري أن 55 % فقط من الأميركيين يعتبرون أن جو بايدن هو الفائز الشرعي في الانتخابات الأخيرة.

وكتب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي بات يشكل للكثير من الأميركيين سلطة معنوية، في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، أمتنا العظيمة باتت تترنح الآن على حافة هاوية تزداد عمقا. بدون القيام بتحرك فوري، نواجه خطرا جديا بأن نشهد مواجهة مدنية وأن نخسر ديموقراطيتنا الثمينة".

أمام هذه الأمة المنقسمة، يريد بايدن أن يقترح خطوات لتعزيز الديموقراطية الأميركية. يحاول الرئيس بشكل خاص أن يعيد إطلاق نصوص قوانين حول حق الأقليات بالتصويت.

من جانب آخر، يتوجه بايدن الثلاثاء الى ولاية جورجيا (جنوب)، رمز المعارك الماضية والحالية من أجل الحقوق المدنية، للتنديد بـ "المحاولات المنحرفة لتجريد مواطنين شرفاء من حرياتهم الأساسية".

لكن في مواجهة ولايات محافظة في الجنوب التي تكثف من القوانين التي تعقد وصول الأميركيين المتحدرين من أصول افريقية الى صناديق الاقتراع، فان هامش مناورة بايدن يبدو محدودا.

ليس فقط لأن الديموقراطيين لا يسيطرون على الكونغرس إلا بغالبية ضئيلة انما لأن الرصيد السياسي للرئيس بعد سنة على وصوله الى البيت الابيض، تراجع.

وذلك لتراكم عدة عوامل: سأم كبير في مواجهة موجة جديدة من وباء كوفيد-19 وارتفاع التضخم وذكرى الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.

بحسب موقع "فايف ثيرتي ايت" الذي يجمع استطلاعات الرأي فان معدل الأميركيين الذين يثقون بالرئيس لقيادة أقوى دولة في العالم يزيد قليلا عن 43%.