نيويورك: أُوقف في نيويورك الأربعاء رجل أعمال صيني مطلوب في بلده ومرتبط بشكل وثيق بستيف بانون الذي عمل مستشارا سياسيا للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ووجهت إليه تهمة الاستيلاء على نحو مليار دولار من مؤيدين لأنشطته المناهضة لبكين.

كما اتهمت وزارة العدل الأميركية غيو وينغي وشريكه البريطاني الذي لا يزال طليقا جي كين مينغ بسرقة أموال من مشاركين في مخطط استثماري حتى يتمكنوا من شراء كماليات من بينها يخت وقصر فخم وسيارات فارهة.

وقال مسؤول قضائي في وقت متأخر الأربعاء إن غيو دفع بأنه غير مذنب، وتم توقيفه بعد جلسة استماع أولية.

حريقٌ غامض في مسكنه

بعد ساعات من توقيفه في السادسة صباحا في شقته المطلة على سنترال بارك في مانهاتن، اندلع حريق في المبنى الذي يقطنه، ما أثار شكوكا حول إمكانية ارتباط الحادثين.

جاء التوقيف بعد تسع سنوات من فرار هذا الملياردير الذي كان يعمل في مجال العقارات في الصين حيث يواجه اتهامات بالاحتيال والفساد، وتحوّل في الولايات المتحدة الى معارض ومنتقد للفساد داخل الحكومة الصينية.

وقالت وزارة العدل الأميركية إن غيو استفاد من شهرته بصفته معارضا لحكومة الرئيس الصيني شي جينبينغ أثناء وجوده في نيويورك لحشد عدد كبير من المؤيدين عبر الإنترنت.

تبرعات المؤيدين

وتمّ تشجيع هؤلاء المؤيدين على التبرع أو الاستثمار في مؤسسات وشركات غير ربحية يسيطر عليها غيو ومن بينها مجموعة "جي تي في ميديا" التي كان بانون مديرا لها.

وشمل نشاطه طرقا أخرى لجمع مئات الملايين من الدولارات، من بينها ناد فاخر، ومنصة العملة المشفرة "هيمالايا فارم ألاينس".

وقالت وزارة العدل إن غيو وجي حولا الأموال لاستخدامهما الخاص.

وصادرت السلطات الأميركية منذ عام 2021 نحو 634 مليون دولار من الأموال التي جمعها غيو وجي، ووجهت لهما الأربعاء تهما متعددة أبرزها الاحتيال وغسل الأموال.

ووصل غيو إلى الولايات المتحدة عام 2015 بعد فراره من حملة في الصين ضد أثرياء ومسؤولين فاسدين، واتُهم بدفع رشاوى لاثنين من مسؤولي الاستخبارات والأمن النافذين.

لكنه ادعى أنه كان ضحية نزاع تجاري مع مسؤول سابق كبير في الحزب الشيوعي.

نشرة حمراء

في عام 2017، أصدر الإنتربول بناء على طلب بكين نشرة حمراء (غير ملزمة) تطلب توقيفه وتسليمه.

وأرسلت الصين مسؤولين في الأجهزة الأمنية إلى نيويورك للضغط عليه للعودة، كما تواصلت مع رجال أعمال أميركيين متعاطفين تربطهم صلات بترامب لإقناعه بترحيل غيو.

لكن واشنطن لم تتخذ أي إجراء بحقه في عهد ترامب، وفي أواخر عام 2017 بدأ بانون العمل مع رجل الأعمال الصيني بعد أن ترك وظيفته في البيت الأبيض.

وأوردت تقارير أن بانون تلقى مليون دولار أثناء عمله مستشارا لدى غيو.