مع اقتراب محاكمة الجلادين الذي قاموا بتعذيب أربعة صحافيين فرنسيين في سوريا قبل عشر سنوات، نشرت الأسبوعية الفرنسية "لوبس" في عددها الصادر مطلع الأسبوع الثاني من شهر مايو-أيار الحالي ملفًا مهما للغاية حول سجون داعش، والطرق الوحشية التي بها تتعامل مع المعتقلين.

De gauche à droite, les journalistes français Didier François, Edouard Elias et Nicolas Hénin arrivent après leur libération à la base aérienne de Villacoublay (Yvelines), le 20 avril 2014.
من اليسار إلى اليمين، الصحفيون الفرنسيون ديدييه فرانسوا وإدوار إلياس ونيكولا هينين يصلون بعد إطلاق سراحهم في قاعدة فيلاكوبلاي الجوية (إيفلين)، 20 نيسان\أبريل 2014.

وفي25 صفحة، يروي أحد الجلادين، ويدعى ألكساندا كوتاي، وهم من أب غانيّ وأم من جزيرة قبرص، كيف أصبح في خدمة داعش، مُنفذا عن طواعية كل أوامرها.
وهو يقول بإنه تخلى وهو في التاسعة عشرة من عمره عن عائلته المسيحية التي تقيم في حيّ "نوثينغ هيل غايت" بلندن لينضم إلى تنظيمات تكفيرية وجهادية تنشط في بريطانيا.

وفي بداية الحرب في سوريا، تحول إلى هناك ليكون أحد الجلادين المكلفين باستجواب الرهائن الغربيين الذين تم اختطافهم عام 2012، والتحقيق معهم.

وبعد مرور عشر سنوات، رفع القضاء الفرنسي قضية ضد الجلادين الذين كانوا يعملون لصالح داعش. وستتم محاكمة هؤلاء في بداية السنة المقبلة.

أما في الولايات المتحدة الأميركية، فقد تمت محاكمة المسؤولين عن مقتل الصحافي جيمس فولاي ذبحًا في شهر أغسطس-آب2014، وعن اختفاء كايلا موللر عام 2015، بعد أن تعرّضت إلى عمليات تعذيب وحشية. وقد أثبتت الأبحاث أن نفس الجلادين هم الذين قاموا بتعذيب الصحافيين الفرنسيين الأربعة، وبذبح الصحافي الأميركي.

وهم أيضا المسؤولون عن اختفاء كايلا موللر وهم مهدي نموش المعتقل الآن في السجون البلجيكية، وألكساندا كوتاي الملقب بـ"رينغو"، والشافي شيخ، الملقب بـ"جورج ، ومحمد موازي الملقب بـ"جهادي جون" الذي قُتل في غارة جوية أميركية، كان أكثرهم وحشية وشراسة.

ويقول ألكساندا كوتاي إن محمد موازي أمرهم بأن تكون سجون داعش شبيهة بمعتقل غوانتانامو". لذلك تمّ اجبار المعتقلين على أن يظلوا واقفين ساعات طويلة في الليل كما في النهار. كما أنهم كانوا يحرمون من الأكل لمدة أربعة أو خمسة أيام. وبسبب انعدام أدنى عناية صحية، كان القمّل يرعى في رؤوس وفي ثياب المعتقلين.

وفي البداية وضع الرهائن في سراديب وأقبية مستشفى حلب، ثم راح جلادوهم ينقلونهم من مكان إلى آخر. وفي كل مكان يحلون به، يرحبون بهم قائلين: Welcome to the Ossama lovely hotel

ويقضي الجلادون جلّ أوقاتهم في متابعة الأخبار عبر الانترنت. وكانوا يُظهرون اعجابا كبيرا بعافية صديقي، الباكستانية التي درست في الولايات المتحدة الأميركية، ثم عادت إلى بلادها لتكون أول امرأة تلتحق بتنظيم "القاعدة".

وعندما بلغهم أنها اعتُقِلَت وعُذِّبت في السجون الأميركية، قام الجلادون بتسليط عقوبات قاسية على الرهائن، واضعين رؤوسهم في الماء لدقائق طويلة. وانتقاما لعافية صديقي أيضا تمّ اختطاف كايلا موللر البالغة من العمر 24 سنة، بينما كانت خارجة من مستشفى بلا حدود، مصحوبة بشاب سوري تم اختطافه هو أيضا ليخضع لعمليات تعذيب وحشية. وحتى الآن لم يعثر على جثة كايلا موللر التي تأكد أن جلاديها هم الذين قاموا بقتلها قبل أن يعلنوا أنها قُتِلَت خلال غارة جوية على مواقعهم.