مدريد: صوّت الإسبان الأحد في انتخابات بلدية ومحلية تعد بمثابة اختبار وطني لرئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، قبل ستة أشهر من الانتخابات التشريعية التي تبدو المعارضة أوفر حظا للفوز فيها.

وأغلقت مكاتب الاقتراع مساء. ويرتقب صدور النتائج الأولية قرابة الساعة 22,00 (20,00 ت غ) إذ لا تصدر إسبانيا استطلاعات للرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع بعد إغلاقها.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات حتى الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (16,00 ت غ)، أي قبل ساعتين من انتهاء التصويت، 51,48 في المئة، مقابل 49,93 في المئة في الساعة نفسها قبل أربعة أعوام، بزيادة 1,55 في المئة، وفق ما أفادت وزارة الداخلية.

وشملت الانتخابات كل البلديات الـ8131، أي 35,5 مليون ناخب، والحكومات المحلية في 12 من أصل 17 منطقة إسبانية ذات حكم ذاتي، بما يشمل حوالى 18,3 مليون ناخب.

ودعا سانشيز الذي أدلى بصوته في الصباح الباكر في وسط مدريد، ومنافسه ألبرتو نونييث فايخو زعيم الحزب الشعبي (محافظ)، الذي قام بالأمر نفسه بعد بضع ساعات في العاصمة أيضا، الإسبان إلى المشاركة في التصويت.

وقال سانشيز بعد الإدلاء بصوته "كلما ازداد عدد الأشخاص الذين يصوتون اليوم، كان ذلك أفضل لمؤسساتنا" مضيفا أنه مقتنع بأن "غالبية المواطنين" سيصوتون "بطريقة إيجابية".

بدوره قال فايخو "أدعو (المواطنين) إلى التصويت" مشيرا إلى أنه يتوقع من الإسبان أن يفعلوا ذلك "بكثافة".

وقالت ماريا ألونسو، وهي طبيبة تبلغ 61 عاما بعد الإدلاء بصوتها في مدريد لوكالة فرانس برس "أعتقد أنه اختبار مهم، لأنه الطريقة الوحيدة التي تمكّننا من التعبير عن رأينا".

ورغم أن اسم سانشيز لا يظهر في أي بطاقة اقتراع، فإن الرهان في هذه الانتخابات المزدوجة مهم جدا بالنسبة إلى مستقبله السياسي ومستقبل حكومته.

عوائق
يواجه سانشيز الذي يتولى رئاسة الحكومة منذ 2018، عوائق عدة إذ يقبل على هذه الانتخابات المزدوجة، وهي تراجع صورته بعد سنوات في السلطة، وعودة التضخم، ولو أنه يبقى في إسبانيا أدنى بكثير مما هو في معظم دول الاتحاد الأوروبي، وما نجم عن ذلك من تراجع حاد في القوة الشرائية.

كذلك، عانت حكومته الأزمات المتتالية التي تهزّ التحالف بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وشريكه الصاخب في الائتلاف الحاكم حزب بوديموس اليساري المتطرف.

وهذا ما دفع فايخو إلى بذل كل ما بوسعه لتحويل هذه الانتخابات استفتاء وطنيا على بيدرو سانشيز الذي يتهمه بأنه راضخ لأقصى اليسار، وحتى للانفصاليين الباسكيّين والكاتالونيّين الذين تعول عليهم حكومته لتمرير إصلاحاتها في البرلمان حيث لا تملك الأكثرية.

وركز سانشيز حملته على حصيلة حكومته ولا سيما على صعيد الجفاف وإدارة المياه، وهو موضوع يتخذ أهمية متزايدة في إسبانيا.

وما يزيد من ضعف موقع سانشيز أن الاشتراكيين يديرون 10 من المناطق الـ12 التي تجدد جمعياتها، سواء مباشرة أو ضمن ائتلاف.

في المقابل، يشكل هذا الاستحقاق رهانا هائلا لفايخو إذ أن عدد المناطق التي سيتمكن الحزب الشعبي من انتزاعها من الاشتراكيين سيكون مؤشرا للرأي العام عما إذا كان فايخو فاز في هذا الشوط الأول وسينجح في الوصول إلى رئاسة الحكومة نهاية السنة.

لكن فايخو أيضا يواجه مشكلات، أبرزها حزب "فوكس" من أقصى اليمين الذي يمثل القوة الثالثة في البرلمان ويطمح لأن يصبح شريكا لا غنى عنه للحزب الشعبي من أجل ممارسة السلطة في المناطق، وبعد ذلك على المستوى الوطني. ويحكم الحزب الشعبي وحزب فوكس معا في كاستيّا إي ليون، وهي منطقة لا تصوت الأحد.

وإدراكا منه أن الانتخابات التشريعية تحسم نتائجها في الوسط، سعى فايخو منذ توليه رئاسة الحزب الشعبي قبل عام لإعطاء صورة اعتدال لحزبه، وبالتالي إبقاء حزب فوكس على مسافة. وبالتالي، سيكون في خطر إذا حقق فوكس نتيجة ممتازة في مناطق عدة.

وشهدت الحملة الانتخابية في الأيام الماضية العديد من قضايا تزوير تتعلق بشراء أصوات عبر البريد، ترتبط بمعظمها بمرشحين اشتراكيين.

ومن الصعب تقييم وطأة هذه الفضائح لكن من المؤكد أنها لا تعزز موقع سانشيز الذي جعل من الحوكمة إحدى أولوياته ولطالما انتقد فساد الحكومات اليمينية السابقة.