خيرسون (أوكرانيا): يشاهد فيكتور، وهو أحد سكان خيرسون في جنوب أوكرانيا، الفيضانات التي تسبب بها انفجار سد كاخوفكا الواقع على مسافة 80 كيلومتراً من موقعه ويقول لوكالة فرانس برس "الروسي الطيب هو الروسي الميت".

تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالوقوف وراء تفجير محطة نوفا كاخوفكا لتوليد الطاقة ليل الاثنين الثلاثاء، وهي منشأة تُستخدم لتزويد المنطقة وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014 بالمياه، لكن أيضا لتبريد محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا وخاضعة للسيطرة الروسية.

بالنسبة إلى سكان خيرسون الذين حُّرروا من الاحتلال الروسي في تشرين الثاني/نوفمبر بعد هجوم أوكراني مضاد، وتهدد مدينتهم الفيضانات، هناك مذنب واحد هو روسيا.

ويقول فيكتور بالروسي معتمرا قبعة وواضعا نظارتين تحت أشعة الشمس "الفيضان أمام عيوننا مباشرة. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث الآن. الروسي الطيب هو الروسي الميت، لا أستطيع أن أقول أي شيء آخر".

يعيش فيكتور في حي على ضفاف نهر كوتشيفا، أحد تفرعات نهر دنيبرو حيث ارتفع منسوب المياه مترين أو ثلاثة أمتار بحسب سكان قابلهم صحافي في وكالة فرانس برس.

في هذا المكان، غمرت الفيضانات مستودعات ومرائب، كما تدفقت المياه في الممرات والشوارع.

حمّلت ليودميلا مقطورة بغسالتها وبعض الأمتعة الشخصية لنقلها إلى منطقة أعلى من المدينة التي تعيش فيها.

وتعرب عن كراهيتها للجنود الروس الذين يحتلون الضفة المقابلة لنهر دنيبرو ويقصفون بشكل منتظم خيرسون ومحيطها منذ اضطروا للانسحاب في تشرين الثاني/نوفمبر في مواجهة الهجمات الأوكرانية.

تفجير السد
وبحسب كييف، فجّر الجيش الروسي السد في محاولة لـ "إبطاء" الهجوم المضاد الذي كان الجيش الأوكراني يستعد له منذ أشهر بهدف معلن هو استعادة كل الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا وشرقها.

وتقول ليودميلا "هؤلاء العفاريت (وهو لقب مهين أُعطي للروس) يجب أن يهربوا بسرعة أكبر، يجب مطاردتهم! هذه ليست حياة! هنا يطلقون النار، وهناك يسببون فيضانات!".

من جهته، يخشى سيرغي المقيم أيضًا في المنطقة من أن ينتهي المطاف بالحي كله تحت المياه، في حين أن المباني على ضفاف النهر هي المتضررة في الوقت الحالي.

ويقول بحزن "كل شيء سيموت هنا، الحيوانات، الطيور، كل شيء".