الامم المتحدة (الولايات المتحدة): اتّهم رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى الخميس الغرب بالتسبب بأزمة هجرة في القارة بنهبه مواردها الطبيعية من خلال العبودية والاستعمار.
على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، تطرّق رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أركانج تواديرا إلى أزمة هجرة تواجهها جزيرة لامبيدوسا الإيطالية التي وصل إليها الأسبوع الماضي آلاف المهاجرين الأفارقة غير النظاميين، ما وضع السلطات المحلية تحت وطأة أعباء تتخطى قدراتها وتتسبب بقلق بالغ في الاتحاد الأوروبي.
وقال تواديرا إن "هؤلاء الشبان الذين يرمزون إلى حاضر قارتنا ومستقبلها، يسعون بشكل يائس للتوجه إلى بلدان القارة الأوروبية بحثا عن (إل دورادو) ما"، في إشارة إلى أي وجهة يمكن جمع ثورة فيها سريعا.
وتابع "هذا التصعيد في أزمة المهاجرين هو إحدى العواقب المروعة لنهب الموارد الطبيعية للبلدان التي أفقرتها العبودية والاستعمار والإمبريالية الغربية والإرهاب والصراعات المسلحة الداخلية".
ميلوني
وناقضت تصريحات تواديرا بشكل كبير تلك التي أدلت بها رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني الأربعاء حين حمّلت مسؤولية الأزمة إلى مهربي مهاجرين، لافتة إلى أن أفريقيا هي في الواقع قارة غنية.
وتقع جزيرة لامبيدوسا على بعد أقل من 150 كيلومترا من الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أملًا في الوصول إلى أوروبا.
لكن الجزيرة شهدت الأسبوع الماضي تدفّقا كبيرا للمهاجرين إذ وصل خلال ثلاثة أيام إلى سواحلها نحو 8500 شخص، أي أكثر من عدد سكانها، على متن 199 قاربًا، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
بوريل
وسارع مسؤولون أوروبيون للاستجابة للأزمة، ومن المقرر أن يجري رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل زيارة إلى الجزيرة الأحد.
وأشاد تواديرا بما تبديه وتبذله الدول المضيفة للمهاجرين من "تضامن وجهود كبرى"، لافتا إلى وجوب منح إفريقيا دورا أكبر في حل أزمة الهجرة.
وقال "على الأمم المتحدة الذهاب أبعد من التزامنا المشترك إحياء التضامن العالمي بإشراك بلدان أفريقية في البحث عن حلول عالمية لأزمات الهجرة والقضايا الوجودية التي يواجهها الشباب في القارة الإفريقية".
التعليقات