إيلاف من لندن: وسط إجراءات أمنية مشددة فقد تظاهر ألاف من العراقيين وسط بغداد وفي مدن اخرى الاحد إحياء لذكرى انتفاضة تشرين الشعبية عام 2019 مطالبين بتغيير شامل في بلدهم.
وهتف المتظاهرون الذين واجهتهم القوات الامنية بالقنابل الصوتية ضد الطائفية والفساد ودعوا الى الكشف عن قتلة الشباب من المحتجين عام 2019 مؤكدين رفض قانون انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في 18 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وشدد المتظاهرون على ضرورة مكافحة رؤوس الفساد من قادة الطبقة الحاكمة في البلاد وتحسين اوضاع المواطنين المعاشية.
الذكرى الرابعة للانتفاضة الشعبية
ووجه تحالف القوى المدنية والديمقراطية الذي دعا الى تظاهرات اليوم نداء الى العراقيين حصلت "إيلاف" على نصه قائلاً " يا من واجهتم رصاص القمع وقنابله بصدورٍ عارية.. يا من أسعفتم أخوتكم الجرحى والمصابين.. يا من وفرتم المأكل والمشرب للمعتصمين".. في ساحة التحرير وسط بغداد "نحيي الذكرى الرابعة لانطلاق إنتفاضة تشرين الباسلة ونستحضر مطالبها ودروسها وننادي بحقوق شعبنا المسلوبة".
مسببات الانتفاضة ما زالت قائمة
وشددت على أن مسببات انطلاق الانتفاضة لازالت موجودة باستمرار نهج نظام المحاصصة والفساد وبوجود سلاح الميلشيات ووجود الفاسدين والفاشلين في إدارة الدولة.
وشددت على ضرورة تحقيق التغيير الشامل لمنظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت ومحاكمة قتلة المتظاهرين وتعويض الجرحى منهم والكشف عن مصير المغيبين من الناشطين وحل المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة وضمان استقلالية القضاء وتخليصه من المحاصصة وأكدت على أهمية إنهاء الإفلات من العقاب ومحاسبة القتلة والفاسدين وفتح ملفات الفساد وملاحقة عرابيها والمتورطين فيها.
ودعت الى عدم المساس بالحريات المدنية التي كفلها الدستور العراقي ورفض محاولات تكبيل المجتمع المدني.. كما طالبت برفض محاولات إحكام السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها كافة من قبل أقلية سياسية خاسرة إنتخابياً وشعبياً عبر إستغلال النفوذ في السلطة والمال السياسي.. وختمت بالقول "همنا واحد.. ومصيرنا واحد".
وكان السوداني قد وعد الأسبوع الماضي في تصريحات صحافية بإعلان المسؤولين عن قتلة المتظاهرين في أحداث تشرين الأول اكتوبر عام 2019 قبل نهاية هذا العام لكن شكوكا قوية قد اثيرت في قدرته على الوفاء بتعهدة وادانة المسؤولين الحقيقيين من مسؤولي النظام الايراني وقادة المليشيات العراقية المسلحة الموالية لطهران عن قتل مئات المحتجين.
احتجاجات أرعبت السياسيين
على الرغم من استمرار ذلك الحراك الشعبي عام 2019 بتظاهرات ومسيرات مليونية أرعبت الطبقة السياسية أنذاك وهددت بزوالها الا أن أي طرف من القوى السياسية المهيمنة على المشهد السياسي لم يدعمها وخاصة التيار الصدري والقوى الشيعية التي نسقت مع إيران وشكلت خلية مسلحة لمواجهة المحتجين من الشباب والناشطين المثقفين وطلبة الجامعات الذي نقلوا أحلامهم ومطاليبهم الى الشارع.
وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة وللمطالبة بفرص عمل..اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق قُتل خلالها 560 محتجاً وأصيب 20 ألفاً آخرين بحسب أرقام رسمية.
أدت تلك الاحتجاجات في نهاية الشهر التالي الى إرغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتولي مصطفى الكاظمي رئاستها واجراء انتخابات عامة مبكرة منيت فيها القوى السياسية الموالية لإيران التي واجهت المحتجيين بالرصاص الحي بخسارة مدوية.
التعليقات