بيروت: قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الإثنين إن ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها مع إسرائيل هو من "مسؤولية" الدولة اللبنانية، مبدياً استعداده للتعاون في أي خطوة من شأنها "تحرير" الأرض.
يأتي هذا الموقف بعد إعلان المبعوث الأميركي آموس هوكستين من بيروت نهاية الشهر الماضي، بأن الوقت حان لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بعد أن أشرف على ترسيم اتفاق بحري بين البلدين اللذين لا يزالان رسميا في حالة حرب.
وفي كلمة ألقاها عبر الشاشة خلال احتفال نظمه الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، قال نصرالله: "يقال إنه خلال أيام قد تكون هناك وساطة جديدة حول" الحدود البرية. مضيفاً: "بالنسبة لنا، هذا الموضوع هو مسؤولية الدولة اللبنانية، الدولة إذا تقبل وساطات وتفاوض فهذا شأنها، ونحن لسنا معنيين أن نقول نحن نقبل هذه الوساطة أو نرفض، ونعتبر أننا خارج هذا الشأن".
لكن نصر الله أكد في نفس الوقت على أن "أي خطوة تساعد على تحرير الأرض ستلقى أيضا التضامن والتعاون بين المقاومة وبين الدولة في المرحلة المقبلة إن شاء الله"، على غرار ترسيم الحدود البحرية. مشدداً على أن "حقنا في المياه نأخذه كاملاً وحقنا في الأرض نأخذه كاملاً ولا نساوم عليه في أي ملفات أو عناوين أخرى".
ويضم خط وقف إطلاق النار، المعروف بالخط الأزرق والذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، 13 نقطة متنازعا عليها. وتحصل بين الحين والآخر توترات على جانبي الحدود.
ترسيم الحدود البحرية
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد وساطة طويلة قادها هوكستين، وقع لبنان وإسرائيل اتفاقاً وصف بأنه "تاريخي" نصّ على ترسيم الحدود البحرية ورفع العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز في البحر.
وقال هوكستين، وهو كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة، في ختام زيارة لبيروت نهاية سبتمبر/أيلول: "حان الوقت لمراجعة الإطار (..) الذي سمح بالتوصل إلى نتيجة على صعيد الحدود البرية والعمل كذلك على سلام بري".
وبموجب اتفاق ترسيم الحدود البحرية، باشر ائتلاف شركات يضم توتال إنيرجيز الفرنسية وإيني الإيطالية وقطر للطاقة الحفر في الرقعة الرقم تسعة في 24 أغسطس/آب.
"المؤشرات إيجابية في البلوك 9"
في هذا السياق، قال نصرالله: "معلوماتنا الأولية تفيد أن كل المؤشرات إيجابية في البلوك 9"، معتبرا أن إعلان وزارة الطاقة والمياه الإثنين أن ائتلاف الشركات النفطية الثلاث قدم طلبي إشتراك في دورة التراخيص الثانية للمزايدة على الرقعتين 8 و 10 في المياه البحرية اللبنانية من "شواهد المؤشرات الإيجابية".
التعليقات