تقول صحيفة عبرية إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن تنجح فيه إسرائيلي هو السيطرة الأمنية الكاملة على غزة، وعدم وجود سكان معادين في القطاع
إيلاف من بيروت: بعد مارس 2002، الذي قُتل فيه حوالي 130 إسرائيليًا في هجمات مختلفة، احتلت إسرائيل المنطقة (أ) في عملية الجدار العازل، "فتم تدمير البنية التحتية الإرهابية التي تطورت نتيجة لواحدة من قمة الحماقة الإنسانية، وهي استيراد عصابة السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل كجزء من اتفاقية أوسلو"، كما يقول بوعز اتزاني في صحيفة "ميكور ريشون" العبرية.
ماذا نفعل الآن؟
بحسبه، الحرب الحالية تنفيذ لجدار وقائي في قطاع غزة مع خسائر فادحة بعد عشرين عامًا من تلك العملية. يضيف اتزاني: "فضلنا اقتلاع المستوطنات، والسماح للإرهابيين بالتحول إلى وحوش، ودفن ما يقرب من 200 شخص، والهرب إلى الملاجئ، وضخ عشرات المليارات لرفد التعويضات والحروب والحماية، والعودة أخيرًا إلى حدود أوشفيتز".
وإذ يسأل أتزاني: ماذا نفعل الان؟، يجسب: "التقدميون يملكون إجابة تلقائية: أعطوا القطاع لأبي مازن، فيوحد غزة والضفة ويقيم دولة فلسطينية". يرى أزاني مشكلتين في هذه الفكرة. يقول: "أولًا وقبل كل شيء، إذا تجرأت القيادة الإسرائيلية على إرسال أبنائنا للموت من أجل دولة فلسطينية، فلن نتعاون معها. وثانياً، أليس هذا أبو مازن نفسه الذي حكم القطاع في عام 2002، فسلبته منه حماس في انتخابات المجلس التشريعي في عام 2006، فرد بحل المجلس التشريعي وامتنع عن إجراء أي انتخابات حتى يومنا هذا؟ فكيف سيتمكن من حكم القطاع اليوم إن غادره الجيش الإسرائيلي؟"
سيطرة كاملة
ووفقًا لمقالة أتزاني، المساعدة الأمنية التي يقدمها أبو مازن لإسرائيل تكاد لا تذكر مقارنة بالضرر الهائل الناجم عن التحريض على إسرائيل. يقول: "الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينجح هو أن تتمتع إسرائيل بالسيطرة الأمنية الكاملة على غزة. لكن هذا لن تكون ممكنًا بالجيش وحده، بل يجب ألا يكون هناك سكان أعداء، وإلا سيكون الوضع مشابهاً لجنوب لبنان الذي هربنا منه، وشمال القطاع المملوء بالرعب"، مضيفًا أن وجود القرى والبلدات الإسرائيلية المأهولة في هاتين المنطقتين مرهون بقدرة الجيش الإسرائيلي على حفظ حياة مدنية آمنة وخلق أمن إقليمي شامل يضمن السيادة.
ويدعو أتزاني إلى حكومة عسكرية إسرائيلية تحكم الباقين في غزة من دون مشاركة "الإرهابيين من رام الله"، غامزًا من قناة السلطة الفلسطينية. يضيف: "يجب تغيير المناهج الدراسية لتصبح غير تحريضية كجزء من عملية اجتثاث الفلسطينيين، مثل عملية اجتثاث النازية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. كما يجب اقتلاع كل علامة على الإسلام الراديكالي والقومية الفلسطينية. وعندها، يمكن في المستقبل إقامة حكم ذاتي غير عدائي، خلافًا للحكم الذاتي العدائي للسلطة الفلسطينية".
ويختم أتزاني مقالته بالقول: "هذه ليست مجرد تسوية. يجب أن تدار الحرب بطريقة لا تبقى فيها بيوت في القطاع، فنموذج الجولان أفضل بكثير من نموذج غزة".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "ميكور ريشون" العبرية
التعليقات