إيلاف من دبي: أفادت تقارير أن الولايات المتحدة طلبت من كييف التوقف عن ضرب مصافي النفط الروسية خوفًا من ارتفاع أسعار النفط الخام والإجراءات الانتقامية، بحسب ما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن ثلاثة مسؤولين لم تذكر أسمائهم، مؤكدةً أن هذه الرغبات "تم نقلها إلى مسؤولين كبار في جهاز الأمن الأوكراني والاستخبارات الدفاعية الأوكرانية".

وبحسب ما ورد، قال مسؤول لم يذكر اسمه إن البيت الأبيض يشعر بإحباط متزايد من هجمات "وقحة" بطائرات من دون طيار أوكرانية على منشآت النفط في غرب روسيا، والتي أضرت بقدرة إنتاج النفط في روسيا.

وقالت الصحيفة أيضًا إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من الإجراءات الانتقامية المحتملة التي قد تبدر إليها موسكو لضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مثل خط اتحاد خط أنابيب قزوين الذي تستخدمه شركات غربية مثل إكسون موبيل وشيفرون، وينقل النفط من كازاخستان عبر روسيا.

وبحسب صحيفة "كييف بوست"، جاء تقرير "فايننشال تايمز" وسط سلسلة من الضربات الأوكرانية الناجحة الأخيرة على منشآت النفط الروسية قبل الانتخابات الرئاسية الروسية في 15-17 مارس، والتي شهدت فوز فلاديمير بوتين الساحق.

حرمان موسكو
مكنت قدرات الطائرات بدون طيار أوكرانيا من ضرب عمق الأراضي الروسية، ما ترك أغلبية مصافي النفط في غرب روسيا معرضة للخطر، وهي المسؤولة عن 60 في المئة من صادرات موسكو النفطية، وفقا للمحللة السابقة لوكالة الاستخبارات المركزية هيليما كروفت. وكان الهدف من الغارات حرمان موسكو من عائداتها النفطية التي استخدمتها لتمويل غزوها أوكرانيا، على الرغم من العقوبات الغربية.

في أكتوبر 2023، حققت موسكو صافي 11.3 مليار دولار من صادرات النفط، متجاوزة مستويات ما قبل الحرب. دفع هذا الولايات المتحدة إلى تكثيف الإجراءات لفرض سقف سعر البرميل الذي حددته مجموعة السبع بقيمة 60 دولارًا وفرض المزيد من العقوبات الثانوية لاحقًا. مع ذلك، ألمح تقرير فايننشال تايمز أيضًا إلى أن واشنطن تشعر بالقلق إزاء ارتفاع أسعار النفط الخام، الأمر الذي قد يؤثر في النهاية على فرصة الرئيس جو بايدن في إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل

قال بوب ماكنالي في شركة Rapidan Energy الاستشارية ومستشار الطاقة السابق في البيت الأبيض في عهد جورج دبليو بوش، لصحيفة "فايننشال تايمز": "لا شيء يخيف رئيسًا أميركيًا في منصبه أكثر من ارتفاع أسعار الوقود في المحطات في عام الانتخابات". مع ذلك، فإن ماكنالي الجمهوري انتقد سياسات بايدن النفطية في الماضي، لذا ينصح بكلمة تحذير.

ما البديل؟
إذا كانت كلمات المسؤولين الذين لم تذكر أسماؤهم تمثل وجهة نظر إدارة بايدن، فقد يُنظر إليها على أنها متناقضة إلى حد ما. فمن ناحية، معروف أن روسيا تواصل الاستفادة من صادراتها النفطية، وقطع الإمدادات عن مصادرها وحرمان موسكو من الدخل يشكل أسلوباً منطقياً لدرء الغزو الروسي. مع ذلك، مثل أي إجراء آخر، فإنه لا يخلو من العواقب. وفي هذه الحالة، يمكن أن يؤثر ارتفاع أسعار النفط على السوق العالمية والمصالح الأميركية.

البديل هو مساعدة كييف على صد الهجمات والاعتماد على العقوبات للحد من الدخل الروسي. ومع ذلك، فإن حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار من شأنها أن تساعد كييف على الدفاع عن نفسها لا تزال متوقفة في الكونغرس الأميركي، ولا تزال فعالية العقوبات موضع شك مع استمرار اقتصاد موسكو في النمو وتمويل آلتها الحربية على الرغم من العقوبات.