قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن ثلاثة رجال مُتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، أبرموا اتفاقاً مسبقاً مع السلطات الأمريكية قبل خضوعهم للمحاكمة.
وتحتجز الولايات المتحدة ثلاثة أشخاص دون محاكمة منذ سنوات، في معتقل غوانتانامو العسكري الأمريكي في كوبا، وتقول إنهم دبروا هجمات 11 من سبتمبر/أيلول، وهم خالد شيخ محمد، وليد محمد صالح مبارك بن عطاش، ومصطفى أحمد آدم الهوساوي.
ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الصفقة بين الرجال الثلاثة والسلطات القضائية الأمريكية، لكن وسائل الإعلام الأمريكية تقول إن الرجال سيعترفون بالذنب مقابل موافقة الادعاء على عدم المطالبة بعقوبة الإعدام.
وأدت الهجمات في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول إلى مقتل ثلاثة آلاف شخص في نيويورك وفيرجينيا وبنسلفانيا، وتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وأشعلت شرارة "الحرب الأمريكية على الإرهاب"، وأدت في النهاية لغزو أفغاستان، وإسقاط حكم حركة طالبان، ثم غزو العراق، وإسقاط نظام صدام حسين.
- هجمات 11 سبتمبر: 102 دقيقة غيرت أمريكا والعالم
- سيف العدل: ضابط الكوماندوس المصري الذي يُرجح توليه زعامة القاعدة
- سجناء سابقون في غوانتانامو: نعيش في وضع أسوأ من السجن بعد إطلاق سراحنا
- ما الجديد في كتاب زعيم تنظيم القاعدة الجديد؟
وأبدى بريت إيغلسون، رئيس منظمة عدالة 11 سبتمبر/أيلول، وهي منظمة تمثل الناجين من الهجمات وأقارب الضحايا، استياءه من هذه الصفقات.
وقال في بيان قدمه لبي بي سي إن العائلات "منزعجة للغاية من صفقات الإقرار بالذنب هذه".
وقالت تيري سترادا، التي فقدت زوجها توم في الهجمات، لبي بي سي إنه "أمر صادم أن نسمع أنباءً عن اتفاق إقرار بالذنب، يحصل بموجبه المعتقلون في خليج غوانتانامو على ما يريدون".
وترى سترادا، الرئيسة الوطنية لمجموعة حملة عائلات 11 سبتمبر/أيلول المتحدة، أن هذا الاتفاق بمثابة "انتصار لخالد شيخ محمد والاثنين الآخرين".
وكانت تلك الهجمات هي الأكثر دموية على الأراضي الأمريكية منذ الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور، في هاواي عام 1941، حيث قُتل 2400 شخص.
وتم الإعلان عن صفقة الإقرار بالذنب لأول مرة في رسالة أرسلها المُدّعون إلى أسر الضحايا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت الرسالة أن الإقرار بالذنب أمام محكمة عسكرية، قد يأتي في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في إعلانها، إنه "لن يتم الإعلان عن الشروط والأحكام المحددة لاتفاقيات ما قبل المحاكمة في الوقت الحالي".
ويواجه المتهمون الثلاثة سلسلة من الاتهامات، بما في ذلك مهاجمة المدنيين والقتل، وانتهاك قوانين الحرب، والاختطاف والإرهاب.
ويعتبر كثيرون أن خالد شيخ محمد، مهندس هجوم سبتمبر/أيلول 2001، حيث وضع خطة استيلاء الخاطفين على طائرات ركاب والاصطدام ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وكذلك مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خارج واشنطن.
وتحطمت طائرة رابعة في حقل في بنسلفانيا بعد أن قاوم الركاب الخاطفين.
وتم القبض على شيخ محمد، والذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، في باكستان في مارس/آذار 2003.
وزعم الإدعاء الأمريكي أنه من أخبر أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، بفكرة اختطاف الطائرات وتوجيهها إلى المباني الأمريكية، وساعد لاحقاً في تجنيد وتدريب بعض الخاطفين.
واستخدم المحققون الأمريكيون عددً من "تقنيات الاستجواب المعززة"، بما في ذلك محاكاة الغرق، حوالي 183 مرة على الأقل قبل أن تحظر الحكومة الأمريكية استخدام هذه الممارسة.
وتم تأجيل المحاكمة لفترة طويلة لعدة أسباب، منها المخاوف من تقويض الأدلة وعدم أخذ المحكمة باعترافاتهم لأنها جاءت تحت ظروف معينة وباستخدام تقنيات استجواب ترقى إلى التعذيب.
ووصف محلل الأمن القومي بيتر بيرغن، الصفقة لشبكة سي إن إن، قائلاً إنها "الصفقة الأقل سوءاً - في العالم الحقيقي - يمكن أن تحدث على الإطلاق".
وفي سبتمبر/أيلول، ورد أن إدارة بايدن رفضت شروط صفقة الإقرار بالذنب مع خمسة رجال محتجزين في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا، من بينهم خالد شيخ محمد.
وذكرت تقارير عن أن الرجال سعوا للحصول على ضمان من الرئيس الأمريكي بأنهم لن يُحتجزوا في الحبس الانفرادي، وسيتم معالجتهم من الصدمات.
وقال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن مكتب الرئيس أُبلغ يوم الأربعاء، بالصفقة الجديدة ولم يلعب أي دور في المفاوضات.
ونفذ الهجمات 19 شخصاً، ورفعت عائلات الضحايا دعوى قضائية ضد المملكة، التي تنفي تورطها.
وسارع الجمهوريون بمهاجمة إدارة بايدن لإبرام صفقة مع المتهمين.
وأدان زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، هذه الخطوة ووصفها بأنها "تنازل مثير للاشمئزاز عن مسؤولية الحكومة عن الدفاع عن أمريكا وتوفير العدالة".
وقال: "الشيء الوحيد الأسوأ من التفاوض مع الإرهابيين هو التفاوض معهم بعد احتجازهم".
التعليقات