إيلاف من بيروت: نشرت صحيفة "صباح" التركية تقريرًا تحليليًا يوم الأحد، تناولت فيه احتمالات تطور الأوضاع في سوريا بعد تغيير السلطة. التقرير قدّم خمسة سيناريوهات محتملة، تتراوح بين الحفاظ على وحدة الدولة بطرق مختلفة، إلى انهيارها الكامل وانقسامها. وتزامن نشر التقرير مع تسارع الأحداث في دمشق، وصولا مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد العاصمة.
تأتي هذه السيناريوهات وسط اهتمام دولي واسع بمصير سوريا، نظرًا لموقعها الجيوسياسي وتداخل مصالح القوى الكبرى في أزمتها.
1- جمهورية ديمقراطية بدعم إقليمي ودولي
أبرز السيناريوهات التي تناولها التقرير كان إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على تحالف أحزاب المعارضة بمختلف توجهاتها وأيديولوجياتها. ترى الصحيفة أن هذا الخيار، رغم صعوبته، قد يتم بدعم دولي من قوى كبرى مثل تركيا وروسيا والولايات المتحدة ودول أوروبية.
تقوم فكرة هذا السيناريو على أساس الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضمان الاستقرار. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا السيناريو يتطلب توافقًا واسعًا بين الفصائل المعارضة المختلفة، بالإضافة إلى اتفاق دولي على خارطة طريق واضحة لإعادة بناء الدولة.
2- جمهورية إسلامية بقيادة "هيئة تحرير الشام"
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في إعلان قيام "جمهورية سورية إسلامية" تكون نواتها تنظيم "هيئة تحرير الشام". في هذا الاحتمال، تصبح إدارة البلاد تحت سيطرة التيار السلفي، الذي يتميز بعدم عدائه الأيديولوجي لإسرائيل والولايات المتحدة.
هذا السيناريو، وفقًا للصحيفة، يُعتبر مثيرًا للجدل، حيث يُتوقع أن يثير مخاوف لدى العديد من الدول الإقليمية والدولية، خصوصًا أنه يضع سوريا في سياق سياسي جديد قد يُغير توازن القوى في المنطقة.
3- دولة معادية للنفوذ الإيراني تحت تأثير إسرائيلي
السيناريو الثالث يُثير احتمال قيام "دولة سورية مناهضة للشيعة"، تكون تحت تأثير إسرائيلي مباشر. ستكون هذه الدولة قائمة على مواجهة النفوذ الإيراني، وهدفها الأساسي محاصرة إيران ومنعها من دعم حلفائها في المنطقة، مثل "حزب الله" اللبناني.
يشير التقرير إلى أن هذا الخيار قد يؤدي إلى تعزيز التوترات الطائفية في سوريا، وهو ما يمكن أن ينعكس سلبًا على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
4- جمهورية اتحادية على غرار دول البلقان
ترى الصحيفة أن أحد السيناريوهات المحتملة هو تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة، بما يشبه ما حدث في دول البلقان بعد انهيار يوغوسلافيا.
في هذا السيناريو، ستكون سوريا تحت وصاية ورعاية الولايات المتحدة، ما يعني أن البلاد ستشهد تقسيمًا إداريًا وسياسيًا، مع ضعف السلطة المركزية. هذا الخيار يثير مخاوف من عواقب طويلة الأمد، حيث يمكن أن يؤدي إلى صراعات داخلية مستمرة بين الدويلات المختلفة.
5- الانقسام والتفكك الكامل
أخطر السيناريوهات التي طرحها التقرير هو انهيار سوريا الكامل. في هذا السيناريو، تنزلق البلاد إلى حرب أهلية جديدة تؤدي إلى تفككها تمامًا كدولة موحدة.
هذا الخيار يشكل تهديدًا مباشرًا ليس فقط على سوريا، بل على الدول المجاورة أيضًا، حيث يمكن أن تتحول المنطقة إلى بؤرة فوضى جديدة تُفاقم التحديات الأمنية والسياسية الإقليمية.
ومع تصاعد الأحداث السياسية والعسكرية، أفادت وكالة "رويترز" أن قيادة الجيش السوري أبلغت كبار الضباط بأن النظام قد سقط. في الوقت نفسه، خرج رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي في بيان مصور أكد فيه استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب، مع تأكيده على البقاء في دمشق لضمان استمرار عمل المؤسسات.
وقال الجلالي:
"أتمنى أن يسود عهد جديد في سوريا، وسأكون صباحًا في مكتبي بمجلس الوزراء مستعدًا لأي إجراء لتسليم السلطة بشكل سلمي".
من جهته، أعلن أحمد الشرع "الجولاني"، قائد العمليات العسكرية للجماعات المسلحة المعارضة، أن الحكومة الحالية ستستمر في أداء عملها بإشراف الجلالي إلى حين تسليم السلطة، في خطوة تهدف إلى تجنب الفوضى.
على صعيد متصل، ذكرت وكالة "تاس" الروسية أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر العاصمة دمشق.
التعليقات