عقب سقوط بشار الأسد، تصاعدت المخاوف الأمنية في مصر وتناقلت وسائل إعلام أنباء حول تقييد دخول السوريين إلى البلاد.

وفي تصريح لرئيس سلطة الطيران المدني المصرية، قال إن التعليمات الصادرة بشأن دخول السوريين القادمين من بلدان العالم المختلفة إلى مصر، تشترط ضرورة الحصول على تصريح من "الجهات المعنية" دون تحديد هذه الجهات.

وأوضح عمر الشرقاوي، الذي تستضيف بلاده أكثر من 153,000 لاجئاً سورياً بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وأكثر من 1.5 مليون سوري بحسب المنظمة الدولية للهجرة، أن هذا القرار لا يعني المنع المطلق لدخول جميع السوريين، بحسب ما نقلت عنه صحيفة الشروق المصرية.

وبيّن في تصريحاته للصحيفة المصرية أن دخول السوريين كما اليمنيين والليبيين يتم بناء على إقامة مؤقتة وإنهاء التصاريح المطلوبة، مشيراً إلى أن هذا القرار "يشبه القرارات الصادرة من قبل بشأن جميع الدول التي توجد بها نزاعات".

وتابع بأنه سيتم توقيع الغرامات الإدارية اللازمة في حالة مخالفة شركات الطيران وشركات الوكالة لتلك التعليمات.

الطيران المصري
EPA
غرامات لشركات الطيران المخالفة لقرار السلطات المصرية

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة مذيلة بتوقيع رئيس سلطة الطيران المدني، يوجه خلالها شركات الطيران بعدم قبول الركاب السوريين القادمين للبلاد من مختلف دول العالم، عدا حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة.

وتفاعل رواد مواقع التواصل مع القرار، وانقسموا بين مؤيد معارض له، إذ يقول الصحفي السوري قتيبة ياسين على منصة "إكس"، "للأسف بعض الدول لا تزال تتعامل مع سوريا والسوريين بقلة احترام ونسوا أن العهد القديم انتهى وأن اليوم سيتم التعامل بالمثل مع جميع الدول".

ويضيف "السوريون حرروا أرضهم وأصبح عندهم وطن. فكروا ملياً فربما ستحتاجونهم يوماً، والسوري لا ينسى الفضل نعم ولكنه أيضاً لا ينسى الإساءة".

https://twitter.com/k7ybnd99/status/1875158668553191796?s=48&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg

فيما يرى مقدم البرامج المصري أحمد موسى أن قرار بلاده صائب، ويقول "قرار حكيم لحماية أمننا القومي من تسلل عناصر إرهابية.. ومطلوب أيضاً التدقيق والفحص الأمني للركاب القادمين من تركيا أو عبر الخطوط التركية".

وتطالب المستخدمة لمنصة "إكس" سماح، بأن يتم استثناء الطلبة السوريين في الجامعات المصرية من القرار.

https://twitter.com/hmwztmhmd/status/1875217575963247080?s=48&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg

ويطرح المستخدم عصام سيد، مساعدات المجتمع الدولي للدول المستضيفة للاجئين، وفرص توفر مقعد جامعي للطالب المصري مقابل الطالب السوري.

https://twitter.com/essamsa13984858/status/1875466642043666913?s=48&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg

ويدافع عبد الله الفرحان عن القرار ويعتقد أنه "من حق مصر وغيرها التريث والحذر والتنبه لمخاطر الإخوان المسلمين ومخاطر غيرهم..".

https://twitter.com/abdulla69432083/status/1875466692324905220?s=48&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg

وبينما يدعو أحد مستخدمي منصة "إكس"، السوريين من المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال إلى العودة والاستثمار في بلادهم، يرد عليه باسم ساخراً، "على أساس أن مصر كانت قبل وصول اللاجئين السوريين دولة منهارة ومحلات الشاورما أنعشتها".

https://twitter.com/basemalighurab/status/1875432881423880288?s=48&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg

واعتبر العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وجود الإخوان المسلمين في سوريا على أنه السبب وراء القرار المصري. وتقول منى الرومي "هذا القرار لحماية أمننا القومي، وأنتم تعلمون أن عدداً كبيراً من ملايين السوريين المقيمين في مصر لهم توجه إخواني ومع وصولهم للسلطة فى سوريا بدءوا يظهرون ويتجمعون ونسمع لهم أصواتاً تشجع على نفس الفعل فى مصر فطبعاً من غير المعقول أن نستقبل المزيد ممن لا نعرف هويتهم".

https://twitter.com/monaelroumy/status/1875465839702593969?s=48&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg

ويقول رضا عزام "نحن مع الشعب السوري والدولة السورية التي نعتبرها جزءاً من كيان مصر ولكننا لا نعترف بالحركات الجهادية الإرهابية الممولة من الخارج..".

https://twitter.com/redabekazzam/status/1875464967572644050?s=48&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg

وفي أول تواصل رسمي معلن بين مصر وسوريا الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره المصري بدر عبد العاطي، شددا خلاله على دور بلديهما في "تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة".

وقالت وزارة الخارجية المصري في بيان إنّ عبد العاطي دعا لأن تتبنّى العملية السياسية الانتقالية في سوريا "مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية تعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل هذا البلد".

كما أعرب الوزير المصري عن أمل بلاده بأن "تتّسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية".

وشدّد عبد العاطي على ضرورة "أن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، مع إفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكي تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها".

ومع ذلك، فإن مصر لم ترسل وفداً دبلوماسياً للقاء الإدارة السورية الجديدة، في وقت أرسلت فيه العديد من الدول وفوداً رسمية إلى دمشق.

وكانت وزارة الهجرة المصرية أصدرت في أبريل/ نيسان 2023 قراراً بإعفاء السوريين والأتراك ومواطني جنسيات أخرى من شرط الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول مصر وبخاصة السوريين من حاملي تأشيرات دخول سارية ومستخدمة لدول (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان ومنطقة شنغن ودول مجلس التعاون الخليجي)، لغايات تشجيع قطاع السياحة في مصر في ذلك الحين.