إيلاف من دمشق: هزّ انفجار ضخم مدينة منبج، شرقي محافظة حلب السورية، اليوم الاثنين، بعدما استهدفت سيارة مفخخة مركبة تقلّ مجموعة من النساء والفتيات العاملات، ما أسفر عن إصابة 15 امرأة في حصيلة أولية. الحادثة التي جاءت وسط تصاعد التوتر الأمني في المنطقة، دفعت السلطات المحلية إلى إعلان حالة طوارئ صحية، في وقت سارعت فيه فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى موقع الانفجار لمحاولة إنقاذ المصابين.

جهود طبية عاجلة
بحسب مصادر محلية، وقع الانفجار بالقرب من مركبة كانت تقل النساء، ما تسبب بإصابات متفاوتة الخطورة بينهن، وسط مشاهد من الدمار والهلع في المكان. وأشارت وسائل الإعلام السورية إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى الموقع فور وقوع التفجير، حيث عملت الفرق الطبية والدفاع المدني على إجلاء الجرحى إلى المستشفى الوطني في المدينة، الذي أطلق نداءً عاجلاً يطلب من الأطباء التوجه فوراً للمساعدة، نظراً للنقص الحاد في الكوادر الطبية.

كما وجهت السلطات نداءً إلى الأهالي للتبرع بالدم، استجابةً للحالة الطارئة التي فرضها ارتفاع عدد الإصابات، فيما أعلنت المشافي المحلية حالة الاستنفار الكامل للتعامل مع الجرحى.

تصاعد التوتر الأمني
يأتي هذا التفجير بعد يومين فقط من انفجار سيارة مفخخة قرب "دوار السفينة" وسط منبج، والذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجومين، إلا أن الحادثتين تثيران مخاوف متزايدة من تصعيد أمني في المدينة، التي شهدت في الأعوام الماضية عمليات مماثلة استهدفت مدنيين وعسكريين على حد سواء.

منبج، التي تُعدّ مدينة استراتيجية في شمال سوريا، شهدت فترات من الاضطراب بعد سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" عليها بدعم من التحالف الدولي عام 2016، بعد طرد تنظيم "داعش" منها. وعلى الرغم من ذلك، ما تزال الهجمات المفخخة تضرب المدينة من حين لآخر، في ظل تنافس قوى إقليمية ومحلية على النفوذ فيها.

ردود الفعل
لم تصدر حتى الآن تصريحات رسمية بشأن تفاصيل التحقيقات الأولية في الحادث، لكن مسؤولين أمنيين أكدوا أنهم يعملون على كشف هوية منفذي الهجوم والجهات التي تقف وراءه. وتشير التحليلات إلى احتمالية تورط مجموعات مسلحة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المدينة، سواء من خلايا "داعش" النائمة أو أطراف أخرى لها مصلحة في إرباك المشهد الأمني.

في غضون ذلك، تشهد منبج حالة من القلق بين سكانها، الذين يخشون من تكرار مثل هذه العمليات التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، مما يزيد من الضغوط على السلطات لضمان حماية أكبر للسكان ومواجهة التهديدات المتزايدة.