إيلاف من الرياض: عبرت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات غير المقبولة والمستفزة لبنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية، وأكدت رفضها القاطع لهذه التصريحات التي تعتبر تعديا سافرا على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ووفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" أعرب خليفة شاهين المرر وزير دولة، عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع السعودية والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها وسيادتها، وأكد على أن سيادة السعودية "خط أحمر"، وأن دولة الإمارات لا تسمح لأي دولة بتجاوز ذلك أو التعدي عليه.

‏‎ كما أكد المرر على رفض دولة الإمارات القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، ودعا إلى ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش، وحث المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤوليتهما ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تتنافى مع القانون الدولي.

وجدد خليفة شاهين التأكيد على موقف دولة الإمارات التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وشدد على أن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.

السعوديون يفتحون النار على نتانياهو
أكد خبراء سعوديون أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية بأنها تعكس "قمة الإفلاس السياسي" بعد فشله في تحقيق أهدافه في غزة.

وشدد الخبراء في حديثهم لشبكة RT على أن هذه التصريحات المتهورة تكشف عن عدوانية اليمين الإسرائيلي ورفضه للحلول الدبلوماسية.

وأوضح الكاتب والباحث في العلاقات الدولية محمد الحبابي أن تصريحات نتانياهو تأتي في سياق محاولة يائسة لصرف الأنظار عن فشله في القضاء على حركة حماس، وفشله في إعادة كامل المحتجزين الإسرائيليين، وفشله في إقناع الشارع الإسرائيلي بقدرته على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال الحبابي: "نتانياهو يقفز على القانون الدولي والأعراف الدولية وسيادة المملكة العربية السعودية، ويستقوي باللوبي اليهودي في الولايات المتحدة (الإيباك)".

وأضاف أن الموقف النبيل لجمهورية مصر العربية، الذي أدان هذه التصريحات، يؤكد أن إسرائيل "متخبطة في معظم آرائها"، مشيرا إلى أن قوة الأمة العربية والإسلامية ستقف بالمرصاد لأي محاولات إسرائيلية لفرض أجندتها.

رسالة إلى المتطرف نتانياهو
وتابع: "نذكر هذا المتطرف نتانياهو بأن هذا أمر محال و أنه خرج به بعد فشل الحل الأول و هو تفريغ سكان غزة من أرضها بتهجيرهم لمصر والأردن ، إسرائيل متخبطة في معظم آرائها ولكن قوة الأمة العربية والإسلامية ستقف لهم بالمرصاد، وموقف المملكة العربية السعودية واضح ولا غبار عليه، لا سلام لإسرائيل دون حل الدولتين ولا استقرار دون إعطاء أهل فلسطين حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك سيكون مع المعارضة الإسرائيلية الذي يقودها خصم نتنياهو اللدود يائير لابيد، لذلك لن يفلح نتنياهو في أطماعه و عليه أن يعود إلى رشده وإلا فحكومته ساقطة و سيحاكم و يدخل السجن غير مأسوفا عليه".

تل أبيب ليست جديرة بالسلام
من جانبه، وصف الكاتب والمحليل السياسي مبارك العاتي تصريحات نتانياهو بأنها "متهورة وعدائية وغير مدروسة"، مؤكدا أنها تعري نهج وسلوك اليمين الإسرائيلي.

وقال العاتي: "هذه التصريحات تثبت أن إسرائيل ليست جاهزة ولا جديرة بأن تكون شريكا في قطار السلام"، مشيرا إلى أن التصريحات الإسرائيلية تجاهلت حقائق التاريخ وقواعد الجغرافيا ومعطيات الديمغرافيا. مضيفا أن "هذه التصريحات كشفت التوجهات الاسرائيلية وداعميها من القوى الكبرى تجاه الدول العربية الفاعلة وتحديد المملكة".

وأكد أن المواقف العربية الرافضة لهذه التصريحات، خاصة البيان القوي الصادر من مصر، أعادت توحيد الصف العربي تجاه التهديدات الإسرائيلية للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية.

الرياض قد تفضل تجاهل هذه التصريحات
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي محمد الحلفي أن تصريحات نتانياهو تأتي في إطار محاولة لاحتواء الإحراج الأمريكي بعد الرد السعودي القوي على تصريحات الرئيس دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين.

وقال: "نتانياهو يحاول تحويل الأنظار نحو الرياض بدلا من التركيز على رفض السعودية لتهجير الفلسطينيين"، وأضاف الحلفي أن السعودية تدرك أن هذه التصريحات محاولة لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، ولن تمنحها زخما إعلاميا غير مستحق.

وأشار إلى أن الرياض قد تفضل تجاهل هذه التصريحات ومواصلة الضغط على واشنطن بدلا من الانخراط في مواجهة مع تل أبيب، ومن المتوقع أن "تكثف السعودية التحركات الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتعزيز الدعم الإنساني لغزة لتأكيد الدور السعودي المحوري بعيدا عن المهاترات السياسية".

وأكد الخبراء أن المواقف العربية، خاصة الموقف المصري الذي اعتبر التصريحات الإسرائيلية تعديا على سيادة السعودية، أعادت توحيد الصف العربي تجاه التهديدات الإسرائيلية.

كما أشاروا إلى أن واشنطن تواجه مأزقا جديدا بسبب تصعيد إسرائيل، بينما قد تستخدم أوروبا تصريحات نتانياهو كدليل إضافي على رفض تل أبيب للحلول الدبلوماسية.

بيان مصر.. بداية الغضب
وذكر بيان للخارجية المصرية السبت، أن مصر تدين "بأشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والمرفوضة جملة وتفصيلا الصادرة عن الجانب الإسرائيلي والتي تحرض ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة وتطالب ببناء دولة فلسطينية بالأراضي السعودية في مساس مباشر بالسيادة السعودية، وخرق فاضح لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأكد البيان رفض مصر "بشكل كامل هذه التصريحات المتهورة والتي تمس بأمن المملكة وسيادتها"، مشددة على أن أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، ويعد استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية لا تهاون فيه".

وشددت مصر على أن هذه التصريحات الإسرائيلية المنفلتة تجاه المملكة العربية السعودية تعد تجاوزا مستهجنا وتعديا على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وافتئاتا على سيادة المملكة العربية السعودية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وفقا لخطوط الرابع من يونيو 1967.

وأكدت مصر وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية بشكل كامل ضد هذه التصريحات المستهترة، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانتها وشجبها بشكل كامل.