إيلاف من الرياض: أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن لقاءه مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مدينة جدة، الإثنين، كان "مهماً ومثمراً"، حيث تناول الجانبان قضايا إقليمية ودولية محورية، في مقدمتها التعاون الاستراتيجي بين واشنطن والرياض، والأمن الإقليمي، والجهود الدبلوماسية لحل النزاعات المستمرة.

وفي تعليق نشره عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال روبيو: "لقد عقدت اجتماعًا مهمًا في جدة اليوم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وشكرته على كرم استضافة المملكة العربية السعودية اجتماعات هذا الأسبوع حول أوكرانيا بينما نضغط من أجل السلام".

السعودية كوسيط دبلوماسي رئيسي
أبرز الاجتماع الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في القضايا الدولية، حيث شكّل استضافتها للمحادثات حول أوكرانيا خطوة إضافية تعكس مكانتها كلاعب دبلوماسي مؤثر على المستوى العالمي. وأشاد روبيو بجهود الرياض في دفع مساعي السلام، مشددًا على أن واشنطن ترى في المملكة شريكًا حاسمًا في تعزيز الأمن والاستقرار.

الأمن الإقليمي والتحديات المشتركة
لم يقتصر الاجتماع على الملف الأوكراني، بل تطرق إلى التحديات الإقليمية الملحة، حيث ناقش الجانبان الوضع في اليمن، وسط تصعيد التهديدات التي تواجه الملاحة الدولية من قبل جماعة الحوثي. ووفقًا لبيان الخارجية الأمريكية، فقد شدد روبيو على أهمية التعاون مع السعودية لمواجهة هذه التهديدات، وحماية التجارة العالمية والمصالح الأمريكية والسعودية.

كما ناقش الطرفان الملف السوري، حيث أكّد روبيو على ضرورة "تعزيز حكومة مستقرة في سوريا بعيدة عن الإرهاب"، مشيرًا إلى أهمية الدور السعودي في دعم استقرار المنطقة ومواجهة التحديات الأمنية.

شراكة استراتيجية تتعزز
يأتي الاجتماع في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الأمريكية تطورًا ملحوظًا، حيث تسعى واشنطن إلى تعزيز التعاون مع الرياض في مجالات الأمن والطاقة والاستثمار، مع التركيز على معالجة النزاعات الإقليمية وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وبحسب بيان الخارجية الأميركية، فإن اللقاء الذي امتد لأكثر من ساعتين يعكس عمق العلاقات بين البلدين، واستعدادهما للعمل معًا لمواجهة التحديات الجيوسياسية وتعزيز المصالح المشتركة.

وتأتي هذه المحادثات قبل يوم واحد من اجتماع مرتقب بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، حيث تلعب السعودية دورًا محوريًا في الوساطة الدبلوماسية، مما يكرّس مكانتها كدولة فاعلة في حل النزاعات الدولية وتعزيز السلام العالمي.

زيلينسكي: ولي العهد السعودي يعزز فرص السلام الحقيقي
من ناحيته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين إنه عقد «لقاء متميزا» مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيدا بجهود ولي العهد في تعزيز فرص السلام الحقيقي.

ووصل زيلينسكي إلى جدة في وقت سابق اليوم للقاء ولي العهد السعودي، استعدادا لمحادثات مقررة غدا الثلاثاء مع مسؤولين أميركيين حول إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال زيلينسكي عن لقائه مع الأمير محمد «ناقشنا جميع المسائل الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التعاون مع الشركاء الآخرين. وأشرت إلى الجهود التي يبذلها (ولي العهد) والتي تسهم في تقريب السلام الحقيقي. توفر المملكة العربية السعودية منصة دبلوماسية ذات أهمية كبيرة، ونحن نقدر ذلك».

وأضاف الرئيس الأوكراني «أجرينا مع ولي العهد مناقشة مفصلة حول الخطوات والشروط التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان سلام دائم وموثوق. شددت بشكل خاص على قضية إطلاق سراح الأسرى وإعادة الأطفال، والتي يمكن أن تصبح إحدى الخطوات الرئيسية لتعزيز الثقة في الجهود الدبلوماسية».

وأكد زيلينسكي أن المواقف الأوكرانية خلال المحادثات مع المسؤولين الأميركيين غدا ستكون «بناءة تماما»، معربا عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة.