إيلاف من اسظنبول: في خطوة تحمل دلالات سياسية كبيرة، اعتقلت السلطات التركية، صباح اليوم الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ومستشاره الإعلامي، وسط تحقيقات تتعلق بـ"قضية فساد". يأتي الاعتقال في وقت يواجه فيه إمام أوغلو ضغوطًا متزايدة، أبرزها إبطال شهادته الجامعية، وهي خطوة قد تحرمه من الترشح للانتخابات الرئاسية التركية المقبلة عام 2028.
انتشار أمني مكثف أمام منزل إمام أوغلو
وأعلن مستشار إمام أوغلو الصحفي، مراد أونجون، عبر منشور على منصة "إكس"، أن رئيس بلدية إسطنبول "محتجز"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأظهرت لقطات بث مباشر لقناة "سي إن إن ترك" تواجد أعداد كبيرة من قوات الأمن أمام منزله، حيث قامت الشرطة بعمليات تفتيش واسعة، ما زاد من التكهنات حول طبيعة التحقيقات الجارية.
وفي أول رد فعل له، كتب إمام أوغلو على حسابه في "إكس": "مئات من رجال الشرطة أمام منزلي، لكنني لن أستسلم وسأواصل الصمود في وجه الضغوط"، في إشارة إلى أن اعتقاله قد يكون مرتبطًا بملاحقات سياسية تستهدفه قبل الانتخابات.
إبطال الشهادة الجامعية
لم يكن الاعتقال هو التحدي الوحيد الذي واجهه إمام أوغلو خلال الساعات الماضية، حيث أعلنت جامعة إسطنبول، أمس الثلاثاء، أنها قررت إبطال شهادته الجامعية، بحجة وجود "غياب متكرر وخطأ واضح"، وهو قرار طال 28 شخصًا، من بينهم إمام أوغلو.
لكن رئيس بلدية إسطنبول رفض هذا القرار، واصفًا إياه بـ"غير القانوني"، مؤكدًا أن الجهة الوحيدة المخولة بالبت في صحة شهادته هي مجلس إدارة كلية تجارة الأعمال التي تخرج منها. وسريعًا، نشر مكتبه الإعلامي نسخة من شهادته في إدارة الأعمال الصادرة عن الجامعة عام 1995، ردًا على الادعاءات التي شككت في حصوله عليها.
وتكمن خطورة هذا القرار في أن القانون التركي يشترط حصول أي مرشح للانتخابات الرئاسية على شهادة جامعية، مما قد يُستخدم كذريعة قانونية لمنعه من الترشح لانتخابات 2028، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية التركية.
الانتخابات الرئاسية
يواجه إمام أوغلو، الذي انتُخب رئيسًا لبلدية إسطنبول للمرة الثانية في مارس 2024، سلسلة من القضايا والتحقيقات التي تهدد مستقبله السياسي. ففي عام 2022، صدر بحقه حكم بالسجن لمدة عامين و7 أشهر، بالإضافة إلى حظر مزاولة الأنشطة السياسية، بعد إدانته بتهمة "إهانة" أعضاء اللجنة الانتخابية العليا، على خلفية تصريحاته عن إعادة الانتخابات البلدية عام 2019. وقد استأنف الحكم حينها، ما سمح له بمواصلة مسيرته السياسية حتى الآن.
ومنذ فوزه الساحق في إسطنبول على مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم، أصبح إمام أوغلو أحد أبرز وجوه المعارضة التركية، ويُنظر إليه كأحد الأسماء القوية التي قد تنافس الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة. لكن التطورات الأخيرة، سواء الاعتقال أو إبطال الشهادة الجامعية، تثير مخاوف جدية حول مستقبل المعارضة التركية، وإمكانية خوضها انتخابات نزيهة أمام السلطة الحاكمة.
التعليقات