إيلاف من بيروت: سيطرت القوات الحكومية السورية، مساء الأربعاء، على منطقة صحنايا بالكامل، قرب دمشق، بعد معارك استمرت أكثر من 20 ساعة بين قوات وزارة الدفاع وقوات الأمن العام ضد مسلحين وصفتهم الحكومة بالعصابات الخارجة عن القانون، وخلفت المعارك أكثر من 20 قتيلا من الطرفين، وفقاً لتقرير "سكاي نيوز".
وقال مدير مديرية الأمن في ريف دمشق المقدم حسام الطحان في تصريح أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا): "نعلن انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار".
وكانت مدير أمن ريف دمشق، قد أوضحت في بيان أن "مجموعات خارجة عن القانون" شنت فجر الأربعاء هجمات على نقاط وحواجز أمنية على أطراف صحنايا، ما أدى إلى مقتل 11 عنصرا من قوات الأمن، بينما لقي 5 آخرون مصرعهم في هجوم لاحق، ليرتفع عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية إلى 16.
وفي المقابل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 6 من المسلحين المحليين الدروز خلال الاشتباكات التي شهدتها المدينة.
التدخل الاسرائيلي
قال محافظ ريف دمشق إن مسيّرة إسرائيلية قصفت تجمعا لقوات أمنية في صحنايا، ومنذ يوم الثلاثاء تحوم مسيرات إسرائيلية فوق دمشق، بالتزامن مع التوتر الحاصلفي جرمانا، لتُصعد اليوم وتشن غارات عدة في منطقة أشرفية صحنايا، تبعه إعلان واضح أن إسرائيل تريد حماية الدورز، وتطالب حكومة دمشق بحماية الدورز.
واليوم الأربعاء شنت طائرات إسرائيلية عدة غارات استهدفت منطقة أشرفية صحنايا، الأول استهدف رتلا للأمن العام كان في طريقه إلى أشرفية صحنايا أسفر عن سقوط قتيل من الأمن العام، والثاني استهدف المنطقة أيضا وسط معلومات غير مؤكدة عن إصابات في صفوف المدنيين.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء 30 نيسان (ابريل)، فإن الجيش الإسرائيلي نفذ "عملية تحذيرية، واستهدف مجموعة متطرفة كانت تستعد لشن هجوم على السكان الدروز في بلدة صحنايا، في محيط دمشق بسوريا".
واعتبر أن هذا الهجوم "رسالة حازمة إلى النظام السوري"، وأن إسرائيل "تتوقع" من الحكومة السورية "التحرك لمنع الإضرار بالطائفة الدرزية".
الضربات الإسرائيلية والتصريحات التي تبعتها لم تكن جديدة، حيث قال نتنياهو أكثر من مرة إن "الجيش الإسرائيلي ملتزم بحماية الدروز".
وفي مطلع شهر آذار (مارس) الماضي قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل ستتدخل عسكريا في سوريا "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز في ضاحية جرمانا جنوب شرقي دمشق"، وذلك بالتزامن مع توترات شهدتها جرمانا بين الأمن العام ومقاتلين دروز انتهت باتفاق بين الطرفين.
في مقابل ذلك كانت المرجعيات الدرزية الدينية في سوريا، وفصائل في السويداء، أكدت أكثر من مرة أن دروز سوريا هم جزء من النسيج السوري، وأنهم ليسوا بحاجة لحماية خارجية.
وعلى الرغم من أن الحكومة السورية والمرجعيات الدرزية في سوريا يبذلون كل جهد لتوحيد الصف السوري، فإن عوامل الانقسام موجودة، فمن ناحية هناك جزء من الدروز يبحث عن الحماية الإسرائيلية، ومن ناحية أخرى ما زالت الدولة السورية تبني قدراتها لضبط السلاح المنفلت والذي قد تستخدمه قوى غير منضبطة لتنفيذ هجمات على الدورز أو غيرهم، في محاولة لزعزعة الاستقرار، والأمن العام يعلم ذلك، ويرى- بحسب أحد قادته- أن ما يحصل اليوم قد يتكرر، وقد تزداد شدته، لذلك علينا التعاون كسوريين بغض النظر عن انتمائنا".
التعليقات