إيلاف من الرياض: تشكّل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية اليوم محطة لافتة في تلاقي السياسة الدولية مع مشهد الابتكار العالمي، بعد أن رصدت عدسات الإعلام لحظات جمعت بين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما ظهر في المشهد رجلا الأعمال الأميركيان إيلون ماسك وسام ألتمان، خلال مراسم الاستقبال الرسمية في قصر اليمامة بالرياض
وظهر ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، وهو يصافح كلاً من ولي العهد والرئيس الأميركي في مشهد ودي، تبعته مصافحة جمعت ترامب بخصمه السابق وشريكه المؤسس في OpenAI، سام ألتمان، الذي يدير اليوم واحدة من أكثر شركات الذكاء الاصطناعي تأثيراً، والجهة المشغّلة لـ ChatGPT.
حديث جانبي يجمع ولي العهد مع الرئيس ترامب وايلون ماسك في قصر اليمامة ❤️🇸🇦 pic.twitter.com/4auptJusb0
— Gorgeous (@gorgeous4ew) May 13, 2025
من الشراكة إلى التنافس... ثم اللقاء
يُعدّ ظهور كل من ماسك وألتمان في موقع بروتوكولي رسمي نادراً من حيث التوقيت والمكان، لا سيما في ظل الصراع القضائي القائم بين الطرفين، عقب تحوّل OpenAI إلى شركة هادفة للربح، وهو ما أثار اعتراض ماسك، الذي كان قد انسحب من مجلس إدارة الشركة قبل سنوات.
"سام ألتمان" الرئيس التنفيذي لـ OpenAI التي تملك ChatGPT خلال لقاءه مع سمو ولي العهد والرئيس الأمريكي.
— إياد الحمود (@Eyaaaad) May 13, 2025
صفقات ضخمة قادمة بإذن الله بين البلدين خلال هذه الزيارة مع هذا الكم الهائل من الرؤساء التنفيذيين في المملكة.#الرئيس_الأمريكي_في_المملكة#TrumpInKSApic.twitter.com/2u2gyfs03L
وبينما حضر ألتمان ضمن قائمة الشخصيات التقنية المدعوة لمناسبة رسمية، التحق ماسك بالوفد المصاحب لترامب بشكل مستقل، بعد أن أعلن مؤخراً "خفض مشاركته في العمل الحكومي الأميركي"، إثر تراجع أرباح تسلا، وفق تصريح سابق له.
وكان ماسك قد ترأس "وزارة كفاءة الحكومة" التي أنشئت حديثاً في واشنطن، ما منحه سلطة واسعة على إنفاق الميزانية الفيدرالية، قبل أن يُعلن تقليص دوره في ضوء أولويات جديدة، من بينها التركيز على الشراكات الدولية في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي.
قصر اليمامة... مقر القرار والاستقبال
يُعد قصر اليمامة، المقر التنفيذي للملك سلمان بن عبد العزيز، من أبرز مقرات صنع القرار في المملكة، وقد استقبل الوفد الأميركي برئاسة ترامب ضمن مراسم رسمية، شهدت حضور عدد من كبار رجال الأعمال العالميين.
رمزية اللحظة... ما بين السياسة والتقنية
يرى مراقبون أن اجتماع الأمير محمد بن سلمان وترامب، بماسك وألتمان، يحمل أبعادًا رمزية تتجاوز الطابع البروتوكولي، وتعكس اهتماماً متنامياً من الرياض بإشراك قادة الابتكار في صياغة شراكاتها الدولية، خصوصاً في ظل تسارع التحولات التقنية والاقتصادية في المنطقة.
وتُشير مشاركة ماسك وألتمان في هذه المناسبة إلى استعداد سعودي لاستقطاب مشروعات الذكاء الاصطناعي والاستثمار الصناعي، في وقت تتزايد فيه المنافسة بين الشركات الأميركية العملاقة حول الحصة المستقبلية في الخليج العربي، من حيث البنية التحتية التقنية والتحول الرقمي.
وبحسب وسائل إعلام دولية، من المقرر أن ينضم ماسك إلى مأدبة غداء رسمية تُقام في الديوان الملكي السعودي، ضمن الوفد المصاحب للرئيس ترامب. كما يشارك في اللقاء أيضاً سام ألتمان.
وكانت الطائرة الرئاسية الأميركية "إير فورس وان" قد وصلت صباح اليوم إلى الرياض، برفقة مقاتلات سعودية من طراز "F-15"، قبل أن يُنقل الرئيس ترامب إلى القصر الملكي على متن المركبة الرسمية "ذا بيست"، وسط مراسم تشريفية ضمّت خيالة يحملون الأعلام السعودية والأميركية.
وتُعدّ هذه الزيارة أول جولة خارجية للرئيس ترامب في ولايته الثانية، ما يسلّط الضوء على التوجه المتبادل لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في ملفات الأمن، التجارة، والتقنية.
التعليقات