وعلى اليهود ان يشرحوا للفلسطينيين، ومعظمهم علمانيون، أن ما يقال من أن تعايش اليهود مع العرب استحالة هو كذب. فلقد كان اليهود يتعايشون مع العرب تعايشا رائعا طيلة آلاف السنين. ونشأ الإسلام ذاته على جذور يهودية، ثم أثرى الثقافة والفلسفة اليهودية. واستخدم المفكرون الأوروبيون في العصور الوسطى الحرف العربي في كتابة كتبهم. ويمكن لليهودي ان يصلي في المسجد إذا لم يجد المعبد اليهودي. وأظهرت استطلاعات للرأي ان أكثر من 30% من الفلسطينيين يريدون ان يكونوا سكان إسرائيل ويحملوا الجنسية الإسرائيلية. وليس هناك، إذن، أي نزاع بين الحضارتين اليهودية والإسلامية أو بين الدين الإسلامي والدين اليهودي.
أما النزاع بين اليهود والعرب فهو صراع على الأراضي. وهناك في العالم العربي موقف مزدوج من هذا الصراع، فبعض البلدان تطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بينما تدعو بلدان هامة أخرى في المنطقة مثل إيران وسوريا وليبيا إلى إقامة دولة موحدة لليهود والفلسطينيين.
ونفند أيضا المزاعم عن أن اليهود لا يريدون التوصل إلى اتفاق. فقد قدم اليهود تنازلات هائلة كادت تشعل حربا أهلية داخل إسرائيل بالانسحاب من غزة.
والآن يكثر الحديث عن التوتر بين إيران وإسرائيل. وأريد أن أعيد إلى الأذهان أن العلاقات بين إيران وإسرائيل كانت طيبة حتى إبان عهد الخميني. ولكن الرئيس الإيراني الحالي احمدي نجاد ليس قادرا على المنافسة بدون ما يقوله عن إسرائيل.
ويدرك العلمانيون والمتعلمون في العالم العربي أن الشعار الجهادي الداعي إلى قتل الكفرة يندرج في سياسة منظري الحرب الذين يحاولون إثبات ان الإسلام والتطرف الجهادي من طينة واحدة. ولكن عندما يردد العالم الغربي نفس المعزوفة فهو يساعد هؤلاء على تفجير الوضع في أي مكان.
وإنني أزداد قناعة بعد كل زيارة لإسرائيل بان الجزء الأكبر من الفلسطينيين لا يريدون إلا أن يُتركوا وشأنهم، ويحلمون بالحياة السلمية في منازلهم وعلى قطع الأرض الخاصة بهم.
*كتب: الحاخام بوروخ غورين، رئيس دائرة العلاقات العامة في اتحاد الجمعيات اليهودية (روسيا)
التعليقات