رامسفلدلزيادة عدد قوات الامن العراقية
الإندبندنت: بغداد تحت الحصار

بلير يكسب تصويتا في مجلس العموم حول مذكرة بشأن حرب العراق

العراق يتهم دول الجوار بتشجيع الإرهاب على أراضيه

لندن، واشنطن: فيما تشتد أمواج القتل في العراق، ويزداد الحصار الذي تفرضه القوى السنية والشيعية المتضاربة يوما بعد يوم على العاصمة العراقية بغداد، قررت الولايات المتحدة الابقاء على عدد أكبر مما كان مخططا له من القوات في العراق لتعزيز قوات الأمن العراقية. ووافق وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الثلاثاء على اقتراح قدمه مسؤولون عسكريون اميركيون وعراقيون بزيادة عديد قوات الامن العراقية الى اكثر من 325 الف عنصر وتسريع عملية تدريبها.


بغداد تحت الحصار
من جانبها، نقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر اليوم إن العاصمة العراقية بغداد باتت مطوقة ضمن صراع القوة بين الميليشيات السنية والشيعية. وتحدثت الصحيفة عن موجة القتل في العراق، التي بلغت ما كانت عليه الأوضاع في البوسنة خلال حرب البلقان. وحسب الصحيفة فإن quot; مسلحين من السنة قطعوا كافة الطرق التي تربط بغداد بباقي أنحاء العراق، وأصبحت البلادعرضة للتقسيم بعد أن صارت عناصر الميليشيات تخوض معارك للسيطرة على المدن والقرى الواقعة شمالي وجنوبي العاصمة بغدادquot;.

واعتبر محرر المقال باتريك كوكبورن أن المقاتلين السنة quot; يتبعون فيما يبدو خطة محكمة لإحكام السيطرة على بغداد ونواحيهاquot; . وقال إنهم quot; سيطروا منذ مدة على الطريق السيار المؤدي إلى الحدود مع الأردن في مقطعه الغربي وإلى محافظة ديالى في المقطع الشرقي. وهاهم الآن يسيطرون على الطرق المؤدية نحو الشمال والجنوب.quot; ويضيف مقال الاندبندنت أن ميزان القوة ربما يميل لصالح الشيعة داخل بغداد، إلا أنهم يغامرون بأرواحهم عندما يغادرونها عبر الطرق الرئيسية.

وبسبب المخاوف الأمنية، أصبح التزود بالمواد الغذائية أمرا صعبا برأي الصحيفة، بما أن أصحاب المحال يفتحون أبواب محالهم لساعات معدودة فقط، خصوصا في بعض الأحياء المشتعلة والتي تسيطر الميليشيات التابعة لجيش المهدي على معظمها.

وحسب كوكبورن، فإن نسبة القتل وصلت إلى درجة مماثلة لما كانت عليه الأوضاع في البوسنة في أوج حرب البلقان.

خطة لزيادة عدد قوات الامن العراقية
ولم يحدد رامسفلد العدد الاضافي للقوات الامنية العراقية الذي سيضاف الى حوالى 310 الاف عنصر حاليا لكن يقدر ان يزيد عدد هذه القوات عن 325 الفا. وافادت محطة quot;سي بي اسquot; الاميركية الاثنين ان الجنرال جورج كايسي قائد القوات الاميركية في العراق سيوصي بزيادة عدد القوات العراقية الى ما يصل لمئة الف عنصر.

لكن مسؤولين في البنتاغون رفضوا الكشف عن اسمائهم اعتبروا ان تعزيز الوحدات العراقية سيتطلب 32 الفا و500 جنديا اضافيا معتبرين ان رقم المئة الف جندي مرتفع جدا. وقال رامسفلد ان المقترحات قدمتها الحكومة العراقية وكايسي وكذلك اللفتنانت جنرال الاميركي مارتن ديمبسي المكلف تدريب قوات الامن العراقية.

وقال رامسفلد للصحافيين quot;اوافق تماما على الزيادات المقترحة وعلى الاسراع من اجل تحقيق بعض الاهداف المطلوبةquot; مضيفا quot;اعتقد ان الحكومة العراقية موافقة على ذلك ايضاquot;. يشار الى ان الاستراتيجية الاميركية اعتمدت لفترة طويلة على تعزيز القوات العراقية لتولي مسؤولية الامن من القوات الاميركية وقوات التحالف لكن مستوى اعمال العنف وعدد الضحايا من الاميركيين والعراقيين واصلا الارتفاع رغم ارتفاع عدد عناصر الامن العراقية.

ووصل عدد القوات الاميركية هذا الاسبوع في العراق الى 150 الفا وهو الاعلى منذ كانون الثاني/يناير حين تم تعزيز عدد هذه القوات تحسبا للانتخابات العراقية.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان قوات الامن العراقية لا تملك التجهيزات الكافية. وكان المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة امر امس الثلاثاء برفع جميع الحواجز وبفتح منافذ العبور في مدينة الصدر بعد الاضراب العام في هذا الحي الشيعي.

وكانت القوات الاميركية تفرض حصارا امنيا على مدينة الصدر معقل ميليشا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، منذ سبعة ايام بعد خطف احد الجنود الاميركيين من اصل عراقي من قبل مسلحين مجهولين مساء الاثنين الماضي. وقال رامسفلد انه لن يعلق على الوضع لكنه اشار فقط الى ان الحكومة العراقية واجهت وضعا صعبا.

ولم تعرف تفاصيل محددة حول المقترحات الجديدة لزيادة عدد القوات الامنية العراقية حيث رفض رامسفلد تحديد ارقام او كلفة ذلك او حتى الفترة التي سيتلزمها هذا الامر. لكنه اعرب عن شكه في ان يتطلب ذلك مدربين اميركيين اضافيين. وهناك حاليا حوالى خمسة الاف عنصر اميركي يقومون بمهمات تدريب. وكان كايسي صرح في 24 تشرين الاول/أكتوبر ان الامر سيستغرق ما بين 12 و 18 شهرا لكي تتمكن القوات الامنية العراقية من تحمل مسؤولية الامن في كافة انحاء البلاد.

الصدر يضغط وأميركا تلبي ملزمة
وفي الشأن العراقي أيضا أشارت صحيفة الديلي تلجراف هذه المرة إلى التطورات الأخيرة في مدينة الصدر وإلى quot;الدعوةquot; التي وجهها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للقوات الأميركية لإنهاء الحصار الذي فرضته على هذه الضاحية الشيعية الخاضعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، الموالي للمالكي. واعتبرت الصحيفة أن ضغوطا من جانب الصدر كانت وراء الدعوة التي وجهها المسؤول العراقي للقوات الأميركية، وهي الدعوة التي quot; لم يكن بوسع الأميركيين تجاهلها في هذا الظرف العصيب التي تشهد فيه واشنطن انتخابات التجديد النصفيquot;.

وبراي الصحيفة فإن موقف المالكي يأتي بعد مصادمات متعددة في الآونة الأخيرة بينه وبين الأمريكيين ومنها رفضه للتلميحات الأمريكية بأنه، أي المالكي، وافق على اتباع جدول زمني لتحسين الأوضاع الأمنية في البلاد.