العفو عن المسلحين وقبول البعثيين وإطلاق المعتقلين
مصير المالكي معلّق بمطالب معارضيه وحلفائه
ففي عمان طرح المعارضون العراقيون وبينهم ضباط وبعثيون سابقون وممثلون لمجموعات مسلحة وزعماء عشائر مطلبا رئيسا مع شروط عدة اخرى . فقد طالبوا باعلان رسمي وعلني من المالكي يؤكد فيه ان المصالحة مفتوحة امام جميع القوى بما فيهم المسلحون والبعثيون .. اضافة الى شروط باعادة الجيش السابق والغاء الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث واطلاق سراح المعتقلين واصدار عفو عام عن جميع المسلحين.
ومما يجعل الامر اكثر تعقيدا ما اكده ل quot;ايلافquot; مصدر قريب من الوفد العراقي المفاوض في عمان بان السلطات العراقية قد هيأت للقاءات التي جرت هناك ليس للتوصل الى اتفاقات عملية بقدر ماكانت تسعى من خلالها الى شق صفوف معارضيها وخاصة الجيش الاسلامي من خلال قبول البعض منهم بلقاء ممثلين للحكومة العراقية ورفض اخرين . وعلى الجانب الاخر اوضح مشارك من المعارضين لم يخسروا شيئا من اللقاءات لانهم طرحوا مطالب وشروطا تتناغم وتطلعات قطاعات من العراقيين وقوى اقليمية ودولية مهتمة بالشأن العراقي وتريد وقفا للانهيار الامني وللعنف الطائفي الذي يجتاح العراق ويضعه على حافة خيارات صعبة لاتبتعد عن التقسيم والحرب الاهلية.
وفي هذا السياق قال عضو الهيئة العليا للحوار والمصالحة الذي شارك في لقاءات عمان يونادم كنا quot;ان هناك حالة من الشك وفقدان الثقة بين المكونات العراقية وقد طلبت القوى السياسية منا بعض التطبيقات على الارض للمساعدة في بناء جسور الثقة قبل عقد المؤتمرquot; في اشارة الى مؤتمر الاحزاب والقوى السياسية الذي كان مقررا عقده في بغداد السبت المقبل وتم تأجيله امس الى اشعار اخر.
ولاحظت quot;ايلافquot; ان مطالب وشروط المعارضين هذه لم تبتعد كثيرا عن مطالب قدمها مستشار الامن القومي ستيفن هادلي للمالكي عند اجتماعه به خلال زيارته الحالية للعراق والتي تركزت على اصدار عفو عام عن جميع المسلحين بما فيهم الضالعين بقتل جنود اميركيين والسماح للبعثيين بنشاط سياسي علني واطلاق سراح المعتقلين ودعوة المسلحين للانخراط في المصالحة الوطنية اضافة الى رفض اقامة فيدراليات الوسط والجنوب والاستعاضة عنها بنظم حكم محلي بصلاحيات موسعة لاتؤثر على قوة المركز في العاصمة .
واكد مصدر مطلع ان هادلي قدم هذه المطالب الى المالكي الذي اكد له انه لايستطيع الاستجابة لها واصدار قرارات في هذا الاتجاه . واوضح ان موقف المالكي هذا نابع من معارضة الائتلاف الشيعي الموحد لهذه المطالب وهو الذي اختاره لتولي رئاسة الحكومة العراقية . ومعروف ان الائتلاف يعتبر من اشد المعارضين لاعادة تأهيل البعثيين وعودتهم لنشاطات علنية ويعتبرهم مسؤولين عن عمليات التفجير التي تستهدف المواطنين . وفي تصريح له امس حذر القيادي في الائتلاف نائب رئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية من خطر البعثيين والصدامين وقال انهم العدو الاول للشعب العراقي .
ولاحظ المصدر ان كل هذه الشروط والمطالب بدأت تضغط على المالكي وتضع مصير استمراره بمنصبه في خطر خاصة وان هناك حوارات تجري بعيدا عنه وفي عمان بالذات بين الاميركان وممثلين عن المسلحين بمباركة اقليمية . ولهذا لم تستبعد المصادر ان يكون الهدف من هذه الشروط والمطالب تأكيد عجز المالكي وفشله في تحقيق الامن والاستقرار وانجاز مشروعه للمصالحة الوطنية ليصار بعدها الى ازاحته او الوصول الى مرحلة يقتنع فيها بضرورة تقديم استقالته والعودة الى مشروع الحكومة العسكرية التي تعد الادارة الاميركية لتشكيلها في العراق.
التعليقات