قمة إيران الثلاثية على وقع المراجعات الأميركية

لندن: في السياسة، يعيش الشرق الأوسط على وقع تطورات تبادر فيها إيران وتتردّد أصداؤها في rlm;تقارير الخبراء الأميركيين، أما في الوضع الأمني، فكلمة السر تتراوح بين خيارات ثلاثة: rlm;rlm;quot;زيادة عدد القوات الأميركية، أو إطالة بقائها هناك، أو إعادتها إلى الوطنquot;.rlm; وبين الوضعين ربط يرتسم عبره سيناريو الفترة المقبلة في العراق ينسحب على المنطقة rlm;حسب ما توحي تقارير الصحف البريطانية الصادرة اليوم والتي ركزّت جميعها على الدعوة rlm;الإيرانية لعقد قمة بشأن العراق وعلى تسريبات مقترحات اللجان الأميركية المقيّمة للوضع rlm;في العراق.rlm;

دلالات عديدة لخطوة مهمة
بداية، وفي إطار دعوة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لعقد قمة ثلاثية هي الأولى من rlm;نوعها بين العراق وإيران وسوريا، فقد رأت الـquot;اندبندنتquot; أن الخطوة الإيرانية quot;تُضعف من rlm;موقع الولايات المتحدة وتبلور نفوذ إيران المتناميquot;.rlm;

وتوقفت الصحيفة عند توقيت القمة المزمعة quot;الذي حُدّد ليتناسب بشكل واضح ومقصود مع rlm;الجدل الأميركي الدائر في واشنطن بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية ومع الإعلان rlm;عن مراجعة للسياسات الأميركيةquot;.rlm;

من جانبها، اعتبرت الـquot;غارديانquot; أن اللقاء quot;مصمّم في جزء منه لإظهار نجاد بصورة rlm;اللاعب الاقليمي المسؤول بدلا من صورة الزعيم المارق التي أُلصقت به في الغرب، إضافة rlm;إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسدquot;.rlm;

ورأت الصحيفة أن القمة الثلاثية التي من المقرّر أن تنعقد في نهاية الأسبوع الجاري قد تكون ممهدا مهما لاجتماع أوسع للعراق وجيرانه في وقت لاحق، وهو ما قد توصي به اللجنة rlm;الأميركية المكلّفة بالنظر في الوضع في العراق والتي يترأسها وزير الخارجية السابق جيمس rlm;بايكر.rlm;

وكشف مراسل الـquot;غارديانquot; في إربيل شمالي العراق quot;جوناثن ستيلquot; أن نائب الرئيس rlm;الأميركي يعارض أي تقارب لبلاده مع إيران ويصرّ على ضرورة اتخاذ تدابير عسكرية rlm;ضد طهران في حال عدم تخليها عن طموحاتها النووية.rlm;

لكن ستيل يشير إلى أن تشيني يواجه عزلة لا سيّما بعد الإعلان عن تعيين المدير السابق rlm; لوكالة الاستخبارات الأميركية quot;سي.آي.أيquot; روبيرت غيتسquot; وزيرا للدفاع خلفا للوزير rlm;السابق دونالد رامسفيلد الذي استقال على إثر فوز الديموقراطيين بمجلسي الكونغرس في rlm;الانتخابات الأميركية النصفية.rlm;

ومن المعروف أن غيتس من المسؤولين الذين يشجّعون إجراء محادثات مع إيران.rlm;

درس الحرب
في هذا السياق، نشرت صحيفة الـquot;فايننشال تايمزquot; مقالا لـquot;جدعون راشمنquot; بعنوان rlm;rlm;quot;الحديث عن حرب استباقية أخرى في الشرق الأوسط هو مجرّد حماقةquot;.rlm;

وقد أُرفق المقال برسم كاريكاتوري يصوّر الرئيس الأميركي وهو يستهدف بصاروخ دريئة أسهم rlm;عنوانها quot;إيرانquot; يثبّتها له ديك تشيني حتى يصيب قلب الهدف. أما دريئة الأسهم الخاصة rlm;بالعراق، فملقاة على الأرض محطّمة ومكسورة.rlm;

ولفت كاتب المقال الانتباه إلى أن quot;هناك دولة في الشرق الأوسط مصمّمة على تطوير أسلحة rlm;نووية، تقوم بتمويل الإرهاب وزعزعة المنطقة، يترأسها رئيس خطير وليست العراقquot;، rlm;متسائلا إن كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد غزو العراق بدلا من إيران عن طريق rlm;الخطأ.rlm;

وبعد أن يستعرض الكاتب الآراء المطالبة بضرب إيران عسكريا، يشير إلى أنه بإمكان rlm;أميركا أن quot;تبذل جهدا كبيرا للتفاوض مع إيران في إطار تقرير بيكر المنتظر. كما أنها قد rlm;تفرض عقوبات على طهران في حال فشل هذه المفاوضات. إلا أنه واقعيا، لن يتمكن أي rlm;مسار من ثني إيران عن المضي قدما في تحقيق طموحاتها النوويةquot;.rlm;

واعتبر راشمن أن بروز الرئيس الايراني ساهم في تعقيد المشهد، ناقلا أن نجاد أبلغ الأمين rlm;العام للأمم المتحدة كوفي عنان لدى زيارته لطهران في آب/ اغسطس الماضي أن quot;الولايات rlm;المتحدة وبريطانيا لا تزالا تنعمان بمكاسب الفوز بالحرب العالمية الثانية. ونحن سنعيدهما rlm;إلى حجمهماquot;.rlm;

إلا أن الكاتب وفي نهاية مقاله يشير إلى أن أي عملية عسكرية لن تأتي بالأهداف المرجوة rlm;وستدفع إيران للرد بشكل قاس، وبالتالي فإن quot;الغارات العسكرية التي تكون قد أُطلقت بحجة rlm;التخوف من الزعزعة التي قد تخلّفها إيران نووية، ستخلق عدم الاستقرار بعينه وستؤدي إلى rlm;سفك الدماءquot;.rlm;

ويختم راشمن بالقول: quot;إذا كان العراق قد لقّن الولايات المتحدة وحلفاءها أي درس، فهو rlm;أن بدء حرب في الشرق الأوسط قد يكون أسهلا بكثير من إنهائهاquot;.rlm;

خيارات ثلاثة rlm;
وإنهاء الحرب في العراق، هو ما تحاول الولايات المتحدة تنفيذه موكلة إلى لجنة بيكر ولجنة rlm;أخرى تابعة لوزارة الدفاع الأميركية -البنتاغون- مهمة دراسة وتقييم الوضع هناك واقتراح rlm;السياسات الأفضل لحلّ لحلّ الأزمة القائمة هناك.rlm;

في هذا الإطار، تحدّثت معظم الصحف البريطانية الصادرة اليوم عن تقارب أو تلاقي rlm;لتوصيات اللجنتين اللتين من المقرّر أن تقدّما تقريرهما للإدارة الأميركية الشهر المقبل.rlm; وقد وصفت صحيفة الـquot;دييلي تلغرافquot; التوجّه الذي ستخرج به لجنة البنتاغون حول quot;خطة rlm;الإجماعquot; بأنه قائم على quot;البقاء فترة أطول في العراقquot;.rlm;

ويقوم هذا الخيار على التزام أميركي طويل الأمد بتدريب القوات العراقية، على أن يترافق rlm;ذلك مع زيادة -ولفترة محدودة- في عدد القوات الأميركية في العراق ليرتفع من 140 ألف جندي rlm;إلى 170 ألف جندي.rlm;

في فترة لاحقة، يتم تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق بشكل تدريجي في ظلّ زيادة فاعلية rlm;القوات العراقية.rlm;

وكشفت الصحيفة أنه تمّ رفض خيارين آخرين. الأول هو quot;زيادة كبيرة في عدد الجنودquot; عبر rlm;تدعيم القوات الحالية ليصل عددها إلى 400 ألف جندي أو أكثر وهو ما اعتُبر غير مقبول سياسيا rlm;للأميركيين، إضافة على أنه يفوق قدرات الجيش الأميركي.rlm;

أما الخيار الآخر المرفوض فهو quot;العودةquot; لكونه صيغة قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في rlm;العراق وإلى انهيار هيبة أميركي بشكل كارثيquot;.rlm;

وحسب الـquot;دايلي تلغرافquot; فإن لجنة بيكر تلين باتجاه اعتماد خيار منقح من quot;البقاء أطولquot;، rlm;بعنوان: quot;الاستقرار أولاquot;.rlm;

من جانبها وصفت الـquot;غارديانquot; الصيغة المطروحة بأنها تقوم على الأساس التالي: quot;زدّ عدد rlm;القوات لفترة قصيرة بينما تنتقل إلى خطة البقاء لفترة طويلةquot;.rlm;

وحسب الصحيفة فإن ما تطمح له خطة البنتاغون هو تقليص عدد القوات الأميركية في rlm;العراق إلى 60 ألف جندي مهمتهم الأساسية تدريب القوات العراقية.rlm; rlm; rlm;