أسامة مهدي من لندن : اشترط رجل الدين الشيعي العراقي الشاب مقتدى الصدر لاستنكار مذكرة التحقيق بحق الامين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري اصدار هذا الاخير فتوى تحرم الدم الشيعي والانضمام الى القاعدة فيما اتهم زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم السيد عبد العزيز الحكيم الصداميين من انصار الرئيس السابق بتنفيذ التفجيرات التي شهدتها مدينة الصدر امس وراح ضحيتها 256 قتيلا وجريحا .

ودعا الصدر خلال خطبة الجمعة في مسجد الكوفة (150 كم جنوب بغداد) الضاري باصدار فتوى تحرم قتل الشيعة والانضمام الى منظمة القاعدة الارهابية . وقال انه يطلب هذا من الضاري بتحريم قتل الشيعي لانه مسلم .. وتحريم الانضمام الى تنظيم القاعدة الارهابي لانه يقتل المسلمين اضافة الى اصداره فتوى للبدء ببناء المرقدين العسكريين في سامراء اللذين دمرهما ارهابيون في شباط (يناير) الماضي . واكد الصدر في خطبته التي نقلتها قناة العراقية انه quot;في حال صدور هذه الامور من الشيخ الضاري فانني ساصدر بيانا اشجب فيه اي اعتقال او اعتداء عليه والا فلاquot;. ودان الصدر تفجيرات مدينة الصدر وطالب بخروج قوات الاحتلال من العراق او جدولة خروجها quot;لكي نعيش في عراق موحد ومستقل تحت راية الحقquot;.

وفي وقت سابق اليوم هددت الكتلة الصدرية التابعة لمقتدى الصدر ولها 30 نائبا وستة وزراء بتعليق عضويتها في الحكومة والبرلمان اذا اجتمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الرئيس الاميركي quot;المجرمquot; جورج بوش الاسبوع المقبل في عمان . وحمل نواب ووزراء من التيار في مؤتمر صحافي الاحتلال بالتعاون مع البعثيين لخلق فوضى في البلاد من اجل افشال الحكومة والعملية السياسية والاتيان بحكومة انقاذ قالوا انها معدة من عملاء الاحتلال .

وقد شيعت مدينة الصدر قتلاها اليوم في مراسم حزينة بينما شكلت وزارتا الصحة والنقل لجنة مشتركة لارسال الجرحى الى خارج العراق للعلاج . وقالت اخر حصيلة لضحايا تفجير ست مفخخات في المدينة ان عدد القتلى ارتفع الى 202 شهيدا والجرحى الى 256 مصابا .

من جهته اتهم الحكيم quot; العناصر المجرمة من التكفيريين والصداميين واعوانهم quot; بارتكاب جريمة كبرى جديدة ضد العراقيين الأبرياء من اتباع أهل البيت في مدينة الصدر .. ليذهب ضحية هذا العدوان الآثم مئات الشهداء والجرحى والابرياءquot;.

واضاف في بيان له quot;كما ارتكب الارهابيون التكفيريون الطائفيون جريمة اخرى في مدينة الحرية وضرب مدينة الكاظمية والاعظمية بالصواريخ اودت بحياة العشرات من العراقيينquot;.

واشار الى ان تصاعد العمليات الارهابية خلال الايام القليلة الماضية التي استهدفت الابرياء في مناطق اللطيفية وبعقوبة ومهاجمة دوائر الدولة ومؤسساتها وما حدث هذا اليوم من جرائم تدمي القلب كلها تصّب في اتجاه واحد وهو السعي لتخريب مشروع الدولة الدستورية التي شارك في بنائها ملايين العراقيين والتي قدم من اجلها اروع الملاحم والتحدي والعطاء العدوان على المكتسبات التي حققها شعبنا العراقي من خلال صموده وتضحياته العظيمةquot;.

ودعا الحكومة واجهزتها الأمنية الى تشديد اجراءاتها من أجل منع وقوع مثل هذه الجرائم والسعي الجاد لارساء دولة القانون والمؤسسات. وقال quot;ان هذه الجرائم البشعة والتي بدأت منذ الجمعة الدامية في النجف الاشرف والتي راح ضحيتها شهيد المحراب السيد الحكيم quot;قدس سرهquot; لن تزيدنا إلاّ تمسُكاً بالحياة الحرة الكريمة ولا تزيدنا إلاّ صلابة في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وضد اتباع أهل البيت quot;عليهم السلامquot; في العراقquot; .

وشدد بالقول quot; ليعلم الصداميّون والتفكيريون ومن يقف وراءهم من جهات محلّية ودولية ان خمسة وثلاثين سنة من القتل والابادة الجماعية لم تستطع ان تقهر ارادة هذا الشعب البطل المقاوم، وان هذه الجرائم وان فاقت في بشاعتها جرائم صدام، لن تثني شعبنا عن مواصلة دربه في نيل حريته وكرامته .. اننا ماضون على نفس الدرب الذي سار عليه الشهداء الابرار من قبلناquot;.
وناشد quot;الضمائر الحيّة في العراق والعالم العربي والاسلامي الى استنكار هذه الجريمة والوقوف ضدها حقناً لدماء العراقيين الابرياءquot; .

وفي مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) قال ممثل المرجعية الدينية العليا أحمد الصافي ان جريمة مدينة الصدر الباسلة هي نتيجة لمقدمات فاسدة محذرا من انها لن تكون الاخيرة ما لم توضع حلول حقيقية لمثل هذه الجرائم .

وانتقد quot;بعض السياسيين الذين يمدحون كل الجهات المشاركة بالعملية السياسية دون تمييز رغم أن بعضهم مشارك في الإرهابquot; . ودعا الى التحلي بالشجاعة ويفضح من يشارك في الإرهاب من الجهات السياسية بعد اثبات الدليل عليه حتى لو كان من المشارك ضمن الائتلاف الشيعي الحاكم .
واكد بأن قوات الاحتلال تعطي غطاء لتسلل الإرهابيين إلى مناطق مختلفة لتنفيذ أعمالهم وطالب بحصر السلاح بيد الدولة وتقوية القانون . وناشد دول الجوار الى الانفتاح على العراق والوقوف الى جانب الشعب العراقي .

وكان الرئيس جلال طالباني ونائبه طارق الهاشمي والحكيم قد وجهوا الليلة الماضية وعقب تفجيرات مدينة الصدر نداء الى العراقيين بضبط النفس .. وقد ارسلت الرئاسة العراقية نص هذا النداء الى quot;ايلافquot; اليوم .. قالوا فيه :
quot;بسم الله الرحمن الرحيم
يراقب القادة عن كثب بقلق بالغ التدهور الخطير الحاصل في الوضع الأمني و يدينون و يستنكرون بشدة أعمال العنف و الإرهاب التي تطال العراقيين الأبرياء و يخص بالذكر المجزرة النكراء التي تعرضت لها مدينة الصدر و قذائف الهاون التي لا تزال تسقط على أحياء متفرقة من بغداد و خصوصا مدينة الاعظمية و الكاظمية و غيرها حيث سقط العشرات من الشهداء و الجرحى.
و هي دعوة صادقة للعقلاء و القادة إلى وقفة مسؤولة عاجلة يطرحون فيها خلافاتهم جانبا و يعيدون اصطفافهم خلف المصلحة الوطنية المشتركة ابراءا لذمتهم أمام الله و أمام الناس كما ندعو إلى إعادة تقييم الخطط الأمنية في بغداد و اعتماد وسائل جديدة تضمن حياة الناس و تحفظ أرواحهم و مصالحهم، لا بد من تدارك الخلل في إدارة الملف الأمني و لابد من رؤية جديدة في هذا المجال يسهم بها المجلس السياسي للأمن الوطني.
إن ما حدث اليوم يضع الجميع تحت طائلة المسؤولية المشتركة و ينبغي أن يتحرك الجميع فورا لوضع نهاية عاجلة لمأساة العراق و العمل الجاد لبناء دولة المؤسسات و حكم القانون و النظام.
و نحن إذ نشاطر الناس أحزانهم و ندعو للشهداء بالرحمة و للجرحى بالشفاء العاجل نناشد الجميع بضبط النفس و الاحتكام للعقل و التهدئة لتفويت الفرصة على أعداء العراق.
حفظ الله العراق و أهله من كل مكروه.

سماحة السيد عبد العزيز الحكيمجلال طالبانيطارق الهاشمي