سمية درويش من غزة : تحتفل حركة حماس التي تسيطر على دفة الحكم بالأراضي الفلسطينية ، اليوم بانطلاقتها التاسعة عشر وسط موجة شديدة من العنف الداخلي تضرب أرجاء قطاع غزة في ظل غياب سلطة القانون. وتخشى مصادر فلسطينية تحدثت إليها quot;إيلافquot; ، من وقوع أعمال عنف واندلاع مواجهات دامية خلال المهرجانات والمسيرات التي ستنظمها حماس بذكرى انطلاقتها في المدن الفلسطينية المختلفة ، لاسيما في ظل التراشق الإعلامي الملتهب بينها وبين معارضتها الأقوى حركة فتح.

وتشهد الساحة الفلسطينية منذ صعود حماس لسلم الحكم مع نهاية آذار quot;مارسquot; الماضي انفلاتا امنيا غير مسبوقا ، حيث تشير الإحصائيات الواردة من المراكز الحقوقية بان أكثر من 370 فلسطينيا قتلوا خلال الأشهر الأخيرة بنيران فلسطينية ، بينهم العشرات من الأطفال والنساء.
وقد انطلقت حركة حماس في الرابع عشر من كانون أول quot;ديسمبرquot; العام1987 مع بداية انطلاقة الانتفاضة الأولى ، واستطاعت الحركة الوليدة أن تنظم صفوفها وتحشد عشرات الآلاف لأنصارها ، لاسيما وأنها تمكنت من الحصول على إمدادات مالية خارجية متواصلة ساعدتها على بناء العشرات من المؤسسات.

وكانت قد أعلنت حماس عن تأسيس جناحها العسكري quot;كتائب الشهيد عز الدين القسامquot; مع نهاية العام 91 ، حيث اقتصرت عملياتها آنذاك على قنص الجنود الإسرائيليين وذبحهم تم قفزت بعد ذلك للعمليات التفجيرية داخل العمق الإسرائيلي بمهمة مهندسيها والذي كان أبرزهم المهندس يحيى عياش الذي طاردته إسرائيل بالضفة الغربية واغتالته في قطاع غزة عن طريق هاتف خلوي في العام 96. ولم يضعف اعتقال إسرائيل في صيف العام 84 لمؤسسها الراحل أحمد ياسين ، صفوف الحركة بل تمكن حينها العشرات من القياديين إلى الصعود للواجهة واخذ دورهم من أبرزهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وموسى أبو مرزوق والراحل عبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة ومحمود الزهار وإسماعيل هنية الذي يترأس الحكومة العاشرة. وقد خسرت حماس كباقي الفصائل الفلسطينية المئات من كوادرها وعناصرها بعدما شرعت إسرائيل عمليات الاغتيال ضد نشطاء الانتفاضة ، مما زاد من تعاطف الجماهير معها إلى جانب عملياتها التفجيرية التي رفعت أيضا من رصيدها داخل الساحة الفلسطينية.